آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-12:16ص

حوارات


رئيس وحدة التفاوض الدكتور ناصر الخبجي في حوار خاص مع (المرصد):هذا السبب الحقيقي لتأخر تنفيذ اتفاق الرياض!

رئيس وحدة التفاوض الدكتور ناصر الخبجي في حوار خاص مع (المرصد):هذا السبب الحقيقي لتأخر تنفيذ اتفاق الرياض!

الإثنين - 23 ديسمبر 2019 - 03:58 م بتوقيت عدن

- المرصد/ خاص:

يعد اتفاق الرياض من أهم المنعطفات في تاريخ النضال الجنوبي بكل الأبعاد السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية، وهناك تفاصيل كثيرة عن المرحلة التي سبقت الاتفاق وأدت إليه، ثم المرحلة التي أعقبت توقيع الاتفاق، تحتفظ بها ذاكرة من شهدوا مخاض هذا الاتفاق، وهي كنز من المعلومات المهمة، ستدون يوما كمحطة من محطات التاريخ السياسي الجنوبي.
وهنا نضع بين يدي القارئ حصيلة معلومات أهم شخصية (فنيا) في الاتفاق، رئيس وحدة التفاوض في المجلس الانتقالي، والرجل الذي وقع بيده على اتفاق الرياض ممثلا للانتقالي والجنوب، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي، الذي لايزال في العاصمة السعودية الرياض لمتابعة تنفيذ الاتفاق، والذي أجرت معه صحيفة (المرصد) هذا الحوار الشفاف والغني بالتفاصيل والمعلومات الدقيقة لكواليس اتفاق الرياض.. فإلى هذه الحصيلة:

حاوره / رئيس التحرير:

- أولاً نرحب بك دكتور ناصر الخبجي في صحيفة (المرصد) ونشكر لك إتاحة الفرصة لقرائنا للاطلاع على آخر المستجدات، وعن نشاطكم المكثف هذه الأيام بصفتكم رئيس وحدة التفاوض بالمجلس من اجتماعات وعمل تنظيمي، خصوصا بعد عودة الرئيس للعاصمة عدن؟
= أهلاً وسهلاً بكم.. وبالنسبة لسؤالكم فآخر المستجدات هي العمل المستمر والدؤوب والذي نبذل فيه جهودا نأمل بها أن نصل لتطبيق اتفاق الرياض وبحث التوصل إلى تفاهمات تنجز ما تم التوافق عليه في اتفاق الرياض بحسب التسلسل الذي يضمن تراتبية تطبيق الاتفاق، وفي مقدمتها إطلاق مرتبات الأمن والجيش بمحافظات الجنوب بعد أن أوقف بعض المأزومين داخل الحكومة تلك المرتبات دون وجه حق وبدافع الانتقام من اتفاق الرياض قبل كل شيء، ومن الشعب الجنوبي أيضاً، كما يتم العمل باستمرار على إنجاز بقية الخطوات بما يضمن تنفيذ الاتفاق بشكل صحيح وعدم ترك الفرصة للمعرقلين للالتفاف على الاتفاق او محاولة دس بعض المعلومات المغلوطة التي في ظاهرها دعم اتفاق الرياض وباطنها العمل ضده وضد المملكة العربية السعودية، وخاصة بنود الاتفاق فيما يخص الانسحاب من شقرة وشبوة وسيئون والعودة لجبهات مواجهة مليشيات الحوثي المتمردة الموالية لإيران وتحرير العاصمة اليمنية صنعاء منها.
اما ما يخض عودة الرئيس عيدروس الزبيدي فهي طبيعية وفي العمل السياسي، تؤكد ان العمل الذي يقوم به الرئيس الزبيدي هي لدعم اتفاق الرياض، فالأمر يمضي وفق خطة الارتقاء بعمل المجلس الانتقالي لمواكبة نجاح العملية السياسية للمجلس ولاسيما بعد التوقيع على اتفاق الرياض والتزاما من المجلس بتنفيذ البنود المتفق عليها، والذي رعته مشكورة القيادة الحكيمة بالمملكة العربية السعودية، وانجاح خطوات المملكة في صنع السلام والوئام والانتقال الى خطوات أكثر ايجابية في دعم تحركات ومساعي المملكة لصنع السلام في اليمن شمالاً وجنوباً.
- يقول اتفاق الرياض ان الاجتماعات بين الطرفين كانت من 20 أغسطس حتى 24 أكتوبر، هل يمكن أن تعطونا لمحة عن مسار تلك المفاوضات؟
= الدعوة التي وجهت إلينا من قائدة التحالف العربي، المملكة العربية السعودية، كانت بمثابة دعوة حريصة وايجابية لأجل السلام، فكان تدخل قيادة المملكة لحل الازمة التي تسببت بها اطراف مسيطرة على الحكومة اليمنية او ما تسمى (الشرعية) وخاصة فرع اليمن للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين او ما يسمى (حزب الإصلاح).
ولهذا كان تعامل الانتقالي مع دعوات الحوار ايجابية، لأن الانتقالي جاء من اجل السلام ومن اجل تعزيز انتصارات التحالف العربي وتحقيق الهدف المشترك مع تطلعات الشعب الجنوبي.
فقد سارت المفاوضات بتعامل ايجابي من جهتنا بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وتعاملنا بكل مسؤولية، وكان رئيس الانتقالي هو رئيس وفد مفاوضات او حوار جدة والرياض، لاستشعار الانتقالي بمكانة دعوة قيادة التحالف والسعودية بالذات لهذا الحوار وأهميته في هزيمة مشروع ايران، والتزمنا الصبر والنفس الطويل لإبطال رهانات الطرف الآخر التي حاولت ان تراهن على الوقت، ومع هذا للأسف الطرف الآخر وهو الشرعية واحزابها تعاملوا مع الأمر بكل تبجح وأردوا احراج المملكة وافشال دعوتها للحوار، ولكن تمكن الانتقالي الجنوبي من افشال مخططهم الذي كان يستهدف سمعة المملكة ومكانتها كلاعب اساسي في صنع السلام بالمنطقة وباليمن جنوبه وشماله خصوصاً.
وبكل صراحة فنحن في المجلس الانتقالي الجنوبي وبدورنا الفاعل ميدانياً وسياسياً وخارجياً، وبحكم مسؤولياتنا في المجلس الانتقالي الجنوبي ونتيجة لحرصنا على السلام والحوار بادرنا بقبول الحوار ليس من ضعف، ولكن بادرنا بوقف اطلاق النار استجابة لأول بيان للتحالف العربي والسعودية، لكن مليشيات اخوانية ومجاميع ارهابية تزعم انتماءها لشرعية الرئيس هادي، ارادت افشال دعوات التحالف والسعودية للحوار، وقامت بمواصلة اعتداءاتها بعد فشل مخططها في عدن، ولهذا قامت باجتياح محافظة شبوة في 25 اغسطس 2019 رغم التزام الانتقالي بوقف اطلاق النار والتزام النخبة الشبوانية بعدم المواجهة لإدراك المجلس ان افتعال المليشيات الاخوانية الارهابية لمعركة شبوة هو مخطط معادي للتحالف، وبهذا يكون الانتقالي قد عبر عن التزامه بعدم اراقة الدماء، ولم يواجه تلك المليشيات، ليس خوفاً ولكن حرصاً منه بأن المعركة الاساسية هي ضد المليشيات الحوثية الموالية لإيران، لكن المليشيات الاخوانية لم ولن تؤمن بمعركة التحالف العربي ضد مليشيات ومشروع ايران منذ 5 سنوات، ولم ولن تدرك حجم خطورة المواجهات في شبوة ومدى أضرارها وإعاقتها لمعركة التحالف العربي والضرر بالمملكة العربية السعودية، والذي كان بالغاً نتيجة الطيش من مليشيات الاخوان وتلبيتها لأجندات معادية للتحالف ومتواطئة او حليفة لمليشيات ايران الحوثية.
وبالفعل بادر المجلس الانتقالي الجنوبي آنذاك وألزم كافة القوات بوقف اطلاق النار واستجاب للدعوة وذهب لحوار جدة ليخوض معركة سياسية تهدف اولا لتوحيد صفوف الجميع بمواجهة العدو الحوثي وثانيا باتجاه انهاء المعاناة وحرب الخدمات وايقاف نهب المال العام من غالبية عناصر حكومة اليمن الشكلية والتي تستقوي بشرعية دولية اصبحت كل دول العالم متأكدة أن منحها الشرعية لتلك الحكومة والسلطة اليمنية غير مجد في صنع السلام او الاستقرار.
ولهذا طال حوار جدة لعدم جدية الطرف الاخر الذي شهد ولا يزال يشهد خلافات بين اطرافه المتصارعة والمتناقضة ولكل واحد هدف واجندات خاصة او شخصية، او اقليمية، ولولا جهود المملكة العربية السعودية لما نتج عن ذلك الحوار اي اتفاق، ولهذا نشكر المملكة على جهودها وحرصها على السلام.
- ماذا يمثل الاتفاق للجنوب سياسيا.. هل يمكن أن نعرف مكاسب بعينها؟
= اتفاق الرياض بأي حال من الاحوال هو يخدم القضية الجنوبية التي ظلت محاصرة لعقود من قبل قوى الشمال وسلطاتها المتعاقبة، وصار الجنوب من خلال اتفاق الرياض حاضراً بقوة على كل المستويات المحلية والاقليمية والدولية، عبر ممثله المجلس الانتقالي الجنوبي.
فأولاً اتفاق الرياض هو حدث تأريخي نال تأييدا عربيا وعالميا منقطع النظير، وهو تحول مهم في مسار المعركة العربية ضد المشروع الارهابي الايراني والإخواني على حد سواء، وبوصف أدق هو اتفاق حول "قواسم مشتركة مرحلية" تم الاتفاق على العمل بها لتوحيد الجهود لمواجهة العدو المشترك الحالي متمثلاً بالمليشيات الحوثية ذات المشروع الايراني، والجماعات الارهابية ذات المشروع الإخواني الخطير على أمن المنطقة والسلم والامن الدوليين.
ونحن نعتبر اتفاق الرياض انجازا كبيرا تحقق بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة للمملكة العربية السعودية واهم هذه الانجازات، هو الحفاظ على منجزات عاصفتي الحزم والامل، واولها حماية امن عدن والجنوب واستقراره ومنع أي تواجد للإرهاب الحوثي او الإخواني بالجنوب، وان كان إرهابا متسترا من بعض الجهات بالحكومة اليمنية او ما تسمى "الشرعية"، وكذلك منع الفاسدين من مواصلة اعمالهم التخريبية والمنهكة للتحالف وللمال العام وكبح دعم الفاسدين لحركات ارهابية لإطالة امد الازمة، كما انه اتفاق ينص على ايقاف الفساد المستشري والمضر بعاصفة الحزم والتحالف داخل الحكومة، وسد ثغرات الاختراقات الاقليمية والمحلية التي تسببت بتحويل الشرعية الى شرعية مختطفة مع حزب الاخوان الذي يرتبط بأجندات معادية للسعودية ودول المنطقة بشكل عام وكذا معادية لمصالح دول العالم.
لهذا فالمكاسب الجنوبية من اتفاق الرياض كثيرة، سياسية وميدانية وعسكرية، واهمها تعزيز مكافحة الارهاب واجتثاث تنظيمات الارهاب من عموم محافظات الجنوب، وتأمين الجنوب من تدخلات دول اقليمية تدعم الارهاب، وتحاول تكرار سيناريو ليبيا وسوريا بالجنوب، وكذا اتاحة الفرصة وفتح الابواب امام المجلس الانتقالي لمواصلة النضال سياسيا والعمل على مشاركة المجلس في أي تسوية سياسية قادمة.. وذلك باعتبار المجلس ممثلا للجنوب لانتزاع الاستحقاقات التاريخية والسياسية وحل القضية الجنوبية بما يضمن تحقيق تطلعات شعب الجنوب باستعادة وبناء دولتهم الجنوبية المدنية الحديثة بحدود ما قبل ٢٢ مايو ٩٠م، وهذا هدف استراتيجي لا تراجع عنه تحت أي ظرف كان وبأي ثمن كان.
- لماذا تأخر تنفيذ الاتفاق عن التزمين المنصوص في البنود؟
= لا شك ان اتفاق الرياض منذ توقيعه في 5 نوفمبر، يتعرض لعراقيل كبيرة وتحديات تسعى لإفشاله تفتعلها الاطراف التي لا تريد للسعودية الخير، ولا للتحالف الانتصار ضد مشروع ايران في الشمال، خاصة بعد نجاح التحالف في الانتصار على ايران في الجنوب بفعل الإرادة الجنوبية العربية والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الجنوبي، وبفعل دعم ومساندة التحالف بقيادة السعودية والامارات لمعركة الجنوب والعرب ضد ايران وحلفائها الظاهرين او المخفيين في اليمن.
كما أن التأخير يعود بالدرجة الرئيسية لعدم توفر النوايا الصادقة من طرف الشرعية وذلك ما تسبب بصراع داخلي بينهم ونأمل ان ينتهي دور الفاسدين وداعمي الارهاب داخل الحكومة اليمنية ليتمكن العقلاء بالشرعية من تنفيذ البنود بكل اريحية بدلا من محاولة تعطيلها بشكل متعمد.
فاتفاق الرياض وإن تأخر تطبيق التزمين المنصوص فيه، نتيجة محاولة الالتفاف عليه من الطرف الاخر، إلا أن الانتقالي يبذل كل جهوده ومساعيه مع المملكة واللجان المشتركة لإنجاح الاتفاق واحباط أي مخططات تحاول نسف "اتفاق الرياض من داخله".
ولهذا فاتفاق الرياض ورغم ثقتنا وثقة الشعب الجنوبي وكل ابناء المحافظات المحررة، بقدرة المملكة على تنفيذه، إلا انه يتعرض للإعاقة والتسويف من قبل اطراف متلونة واخرى ظاهرة ابرزها "الشرعية واخونها المتأسلمين" والتي تحاول انتهاج سياسية الانتهازية والابتزاز والضغط باستخدام اساليب عتيقة تدرك المملكة خطورة التعامل معها.
ولهذا فأي اتفاق دوليا كان أم اقليميا لابد ان تعترضه اطراف معادية للسلام، تحاول الالتفاف على الاتفاقات والمعاهدات في اليمن وبين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي، وهذا تاريخ طويل يحكي مدى النقض للاتفاقيات من قبل تلك الاطراف المأزومة باليمن الشمالي التي تسببت بالكارثة وابرزها حرب "تحالف 94" الذي افشل اتفاقية العهد والاتفاق في الاردن، ولكن نحن نؤمن بقدرة المملكة ونثق بها في انجاح تطبيق اتفاق الرياض وتحقيقه وتنفيذ كل ما فيه من انسحاب المليشيات المعتدية من ارض الجنوب، حيث ان تلك المليشيات التي ترفض محاربة الحوثي اندفعت بكل قوامها وجماعاتها الارهابية لخوص الحرب ضد الجنوب، والسبب واضح لأنها مرتبطة بأهداف ايران ومليشياتها الحوثية في استهداف الجنوب كمركز للأمن القومي الخليجي والعربي، وترفض الحلول السياسية بناء على أجندات اقليمية وخارجية معادية للجنوب وللسعودية وللتحالف العربي.
- كيف تصف علاقة المجلس الانتقالي بدول التحالف العربي حالياً؟
= علاقة المجلس الانتقالي بالجنوبي بدول التحالف العربي، هي علاقة المصير المشترك الواحد الذي لا فكاك منه، فمصير الجنوبي وامنه واستقراره مرتبط مباشرة بمصير واستقرار والامن القومي لدول التحالف، بل مصير حتمي مع دول عالمية لديها مصالح ضخمة وتجاراتها مرتبطة بسواحل الجنوب وإطلاله على باب المندب وامور اخرى كثيرة، منها تأثيرات الارهاب والقرصنة على مصالح العالم.
لهذا فمن المبدأ أولاً، هو حماية المصير الواحد للجنوب بدول الجوار الاشقاء الذين وقفوا بقوة لحماية الامن القومي العربي في الجنوب وعدن وباب المندب من الخطر الارهابي الايراني والاخواني المعادي.
ومنذ انطلاق عاصفة الحزم وقبلها، العلاقة بين الجنوب كجغرافيا تقع في اخر شبه الجزيرة العربية وبين دول التحالف، مهمة ومصيرية منذ الازل والى نهاية الحياة، وهي علاقة تم تقويتها كثيراً بالشراكة التي تعمدت بالتضحيات الغالية بين الجنوبيين ودول التحالف وستبقى حتى تحقيق كافة الأهداف، وسنعمل دون كلل أو ملل على تطوير هذه العلاقة نحو ضمان استقرار وأمن المنطقة العربية من التهديدات الاخوانية والايرانية، ما لم يكن هناك خطر يهدد الجنوب ومستقبله ومصيره وحياة شعبه وكرامتهم وحقهم في نيل تطلعاتهم المشروعة.
- هناك أحاديث عن استقالات في المجلس و(شوشرة) إعلامية، نريد شرحا للأمر وحقيقته من عدمها، وما سبب النشر الإعلامي المكثف عنها؟
= الهجمة التي تنفذها الآلة الإعلامية لأحزاب وقوى الشمال واتباعهم جنوبا اليوم، هي ليست جديدة، فهم يهاجمون الجنوب منذ ان كانوا يحتلونه ويسيطرون عليه، فكيف اليوم سيتوقفون وقد رحلت قواتهم صاغرة مولية الأدبار، وتحرر الجنوب منهم واصبحوا مجرد نكرة وعالة على الجنوب، وبهذا الشأن نحن نراهن على وعي شعبنا الجنوبي البطل الذي كشف كل مكائد ودسائس القوى المعادية واتباعها ممن يبحثون عن فتات المال، فشعبنا الجنوبي أقدر وأجدر بكشف ونسف كل مزاعم وادعاءات العدو لشق الصف او ترويج الشائعات.
وقد سخرت قوى الاعداء المأزومة، سواء المنخرطة بالشرعية او خارجها، الاموال الطائلة لدعم الاعلام الموجه في مهاجمة الجنوب، لأنهم أصلا غرباء عن الجنوب، ودخلاء في حكمه، وهم اليوم تأكدوا انهم كذلك، لهذا يحاولون ان يعبروا عن مشاعرهم الساخطة تجاه الشعب الجنوبي وقواه وقياداته والمجلس الانتقالي الذي اوجعهم وجوده وبدد احلامهم وأطماعهم.
وللعلم، ومن اجل توضح مسألة هامة جداً، فكل تلك الاحزاب الشمالية وحتى الجنوبية هي فاشلة، ولا تحمل أي مشروع غير التمسك بوحدة يمنية عفا عليها الزمن ووئدت في مهدها، وهم يشعرون اليوم بأن المجلس الانتقالي الجنوبي، يكشف فشلهم ويبدد اطماعهم الشخصية والحزبية، فالانتقالي هو الممثل لقضية الجنوب ومشروعها باستعادة استقلال دولة الجنوب بفكرها الحديث والجديد، بعدما دأبت احزاب وقوى الشمال وحتى جماعات مصلحية محدودة بالجنوب على إلغاء الصوت الجنوبي الحقيقي، وانتحلوا صوته امام الخارج، وغرروا بالبسطاء وضللوا الرأي العام الخارجي ومراكز الدبلوماسية وصنع القرار، فجاء الانتقالي اليوم ليدحض كل ما فعلوا وقالوا ويثبت انه الممثل المعبر عن ارادة الشعب الجنوبي والحامل للواء القضية الجنوبية في الداخل والخارج من اجل تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي وهدفه المتمثل باستعادة استقلال دولة الجنوب.
- إداريا، فيما يتعلق بعمل المجلس- وأنا قضيت يوما في أمانته العامة والدوائر- شاهدت عملا إداريا منظما وكثيفا لا يشعر به من هو بعيد كيف تصف عمل المجلس الإداري والفني؟
= المجلس الانتقالي تنظيمياً هو قوي ومنظم، وان وجدت اخطاء محدودة فهي بحاجة للمعالجة، وهذه المعالجة يشرف عليها رئيس المجلس الانتقالي الذي يعمل بشكل دؤوب ومتميز وله القدرة على التعامل في مختلف الظروف ومع كل الامور بروح المسؤولية الوطنية التي لا تفرق بين هذا وذاك، وانما ينظر للوطن وللهدف الجنوبي الذي يهم شعب الجنوب بأنه الهدف الأسمى.
وبالفعل هناك جهود كبيرة بذلتها وتبذلها قيادة المجلس الانتقالي لتعزيز وتقوية عمل المجلس التنظيمي، وكل فروعه، وإصلاح أي اختلالات، والعملية التنظيمية هي عملية مستمرة التطوير لا تخضع لحد معين، والأهم فيها هو تقوية العمل التنظيمي للانطلاق بقوة نحو افق عملي تنظيمي اوسع محلياً وخارجياً.
صحيح قد يكون هناك بعض القصور، لكن العمل مستمر لمعالجة أي قصور وإجراء كل المعالجات من رئيس المجلس وهيئته المسؤولة امام شعب الجنوب بجعل المجلس أكثر قوة ورصانة وثباتا على نهج عمل تنظيمي سياسي منفتح وحديث يعتمد على سياسة التحديث والكفاءة والمساواة والعدالة وفق ابجديات المجلس المرتبطة بإرادة الشعب الجنوبي المكافح والصابر والمناضل.
- كلمة أخيرة تقولها للشعب الجنوبي؟
= كنا ولازلنا على ثقة بأن الشعب الجنوبي هو صمام الامان للضغط لتحقيق تطلعاته ووصوله لهدفه المنشود بالحرية والاستقلال وحكم نفسه بنفسه والعيش الكريم، والتخلص من بقايا احتلال الجنوب صيف العام ٩٤.
ونوجه رسالة لشعبنا الجنوبي بان المجلس الانتقالي لن يتراجع قيد أنملة عن ما تعهد به وحمله على عاتقه من تحقيق هدف استقلال الجنوب وبناء دولته الحديثة التي تضمن للجميع خصوصية وحياة عادلة وعيشا كريما، بعيداً عن وحدة الفيد والنهب وسلطات الإرهاب والفساد المتعاقبة القادمة من صنعاء ولو كانت تلك السلطات جنوبية المسمى عفاشية او اخوانية او حوثية العمل والاسلوب والمنطلق.
ولهذا ندرك اليوم ثقة شعبنا الجنوبي بممثليهم في قيادة الانتقالي الجنوبي، كما يدرك شعبنا الجنوبي ان أمام المجلس مهام كبيرة، منها تنفيذ اتفاق الرياض والعمل على ضمان عودة الحق الجنوبي وفق الأطر المناسبة التي تعزز الهدف الجنوبي، ولكنها تهيئ الجنوب وتعيد بناء مؤسساته وثقافته وحضارته والوجه المشرق له، وتعيد بناء العاصمة عدن، وعلى الجميع ادراك صعوبة المعركة الحالية التي يخوضها الانتقالي جنبا الى جنب مع الأشقاء في التحالف ضد مليشيا الحوثي، ونخوض الى جانبها معارك مماثلة ضد الإرهاب الإخواني الحوثي المشترك والمدعوم، وضد الفساد المستشري الذي ينخر مختلف مؤسسات الدولة ويدمر مصالح المجتمع.
فالجنوب يمر بمرحلة مفصلية للانتقال من الثورة إلى الدولة، وبإذن الله سنحقق ما يصبو إليه شعبنا ونصل إلى بر الأمان وتحقيق هدفه المنشود والعظيم والمقدس والذي حملناه على عواتقنا مبكراً، ولن نفرط به وهو الحرية والاستقلال وبناء دولة الجنوب.
وختاماً نقدم الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية، وقيادتها الحكيمة جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده سمو الامير محمد بن سلمان، ونائب وزير الدفاع سمو الامير خالد بن سلمان، كما نتقدم بالشكر والتقدير لدولة الامارات العربية المتحدة وللشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي على جهودهم الجبارة في صنع الاستقرار ودعم القوات الجنوبية لحماية الجنوب من المخططات الايرانية الحوثية وكذا الاخوانية الارهابية.