آخر تحديث :الإثنين-07 أبريل 2025-11:09ص

القانون الدولي الإنساني… شعارات تجمل الجرائم وصمت يشرعن الإبادة

الأحد - 06 أبريل 2025 - الساعة 10:39 ص

عارف ناجي علي
بقلم: عارف ناجي علي
- ارشيف الكاتب


عندما خضنا دورات احترافية في القانون الدولي الإنساني، تعلمنا مبادئ عظيمة، مثل حماية المدنيين أثناء الحروب، وتحريم استهداف المستشفيات والمدارس، وتجريم تدمير البنى التحتية، قيل لنا ان هذه القوانين وضعت لتكون صمام امان للإنسانية وسط جنون الحروب، لكن الواقع عرى هذه القوانين وكشف لنا انها ليست اكثر من اوراق ناعمة تستخدم حسب المصلحة وتمزق عند اول اختبار حقيقي.

"الحروب تكتب بقلم المنتصر"، كما قال جورج اورويل وهذا ما نراه اليوم، القانون يطبق على الضعفاء، بينما الأقوياء فوق المحاسبة.

من خلال تجربتي الطويلة في العمل المجتمعي، ومعايشتي لواقع المنظمات المحلية والدولية، تبين لي أن كثيرا منها لا تسعى لانصاف الشعوب بل تستغل قضاياها لتبرير تدخلات سياسية واقتصادية واخلاقية، تفكك المجتمعات وتضرب قيمها وتخلق بيئات للفتنة والفوضى.

اوقفت عملي مع هذه المنظمات وجمدت نشاطي المؤسسي حين تبين لي ان الشعارات التي يرفعونها عن "حقوق الإنسان" ليست الا ادوات ضغط، تفعل في مكان وتخرس في آخر، حسب من يدفع ومن يتحكم.

واليوم غزة تقدم الدليل الأوضح:
مئات الاف المدنيين تحت الحصار، مستشفيات تقصف، مدارس تمزق، سيارات إسعاف تستهدف،
واطفال يُذبحون أمام عدسات الكاميرا..اين القانون الدولي الإنساني؟ اين المادة الرابعة من اتفاقية جنيف؟ اين مجلس حقوق الإنسان؟ بل أين صرخات اولئك الذين صدعونا بتقاريرهم وبياناتهم في كل صغيرة وكبيرة؟

صمت عالمي، وتواطؤ عربي، وقبح اخلاقي لم يشهد له التاريخ مثيل قال نيلسون مانديلا ذات يوم:
"حرية الاخرين لا تقل اهمية عن حريتك، فإذا تجاهلتها فانت لا تستحق حريتك." لكن يبدو أن هذا المبدا لا مكان له في عالم اليوم، حيث تمنح الحقوق حسب الهوية، وتباد الشعوب حسب الجغرافيا.

لقد سقط القناع ..وسقطت معه كل القوانين التي كنا ندرسها ونؤمن بها وبقي صوت غزة… وحده يصرخ.

*مدرب بالقانون الدولي الانساني