آخر تحديث :الإثنين-07 أبريل 2025-08:34م

مشكلة الجنوب الأخطر من الوحدة

الإثنين - 07 أبريل 2025 - الساعة 08:53 ص

ياسر اليافعي
بقلم: ياسر اليافعي
- ارشيف الكاتب

أنا مؤمن بأن إحدى أبرز مشكلات الجنوب وربما الأخطر من قضية الوحدة نفسها هو ما حدث بعد الاستقلال من طمس الهويات المحلية الجنوبية، التي شكلت عبر مئات السنين خط الدفاع الأول في وجه الغزو الزيدي.

إن استهداف هذه الهويات واستبدالها بهوية "اليمننة" سهّل بدرجة كبيرة السيطرة على مقدرات الجنوب وتفكيك بنيته الاجتماعية والثقافية لصالح الفوضى التي نعيشها اليوم,

من هذا المنطلق، أرى أن حضرموت تستحق أن تُمنح مكانتها التاريخية والثقافية المميزة، وأن تُحفظ هويتها الحضرمية بعيدًا عن محاولات الذوبان في مسميات لا تُعبّر عنها.

ووجهة نظري كانت حول الأولويات كيف نتحدث عن إستعادة هوية وسيادة حضرموت بينما لا تزال مناطق الوادي خاضعة لسيطرة قوات من خارجه، بينها الإخوان الذين عمقوا وجودهم فيها وهم جذريًا ضد الهويات المحلية؟

الطبيعي ان الأولوية ينبغي أن تكون تحرير الوادي وتأمينه، ثم الانطلاق في ترسيخ الهوية الحضرمية بشكل فعلي؟ الفرصة الآن سانحة، لإستعادة مناطق الوادي ويجب استغلالها.

للعلم ان أي دعم تتلقاه بعض القيادات الحضرمية من قوى شمالية مجرد نفاق وله اهداف سياسية، فهذه القوى لم تكن يومًا مع حضرموت الهوية والدولة. هي فقط تستخدم هذا الدعم كأداة لإضعاف القضية الحضرمية والجنوبية برمتها.

ما كتبته في مقالي السابق لم يكن إلا محاولة لتسليط الضوء على أهمية ترتيب الأولويات، لأن تجاهلها يعني ضياع البوصلة، وبالتالي ضياع حضرموت وهويتها، وتوهان القضية العادلة التي ناضل الناس من أجلها.

#ياسر_اليافعي