آخر تحديث :الثلاثاء-29 أكتوبر 2024-11:49م

مقالات


إلى البكري مع التحية ... رفقا ببنات هرهرة فهن يفترشن المقيرة

إلى البكري مع التحية ... رفقا ببنات هرهرة فهن يفترشن المقيرة

الثلاثاء - 30 يوليه 2024 - 03:12 م بتوقيت عدن

- كتب عقاف سالم


فيديو حزين ظهرت فيه بنات هرهرة في خيمة نصبت بالمقبرة التي ترقد فيها حنين.

مناشدة الصغيرات مؤثرة جدا فقد تفطر لها قلبي ودمعت لها عيني وبلا شك يرق لهن كل من شاهدهن

إنها محاولات بائسة من العائلة التي ذهبت تفترش المقيرة طمعا في العفو والمغفرة لوالدهن لكنها قد تفلح في انتزاع الشفاعة رحمة بهن

الطفلات عانوا اليتم منذ الزج بوالدهن خلف القضبان وزاد الخوف من فقده الابدي باقتراب موعد القصاص

تحرك الفتيات وافتراش المقبرة كآخر محاولة لانقاذ والدهن مؤكد ستمزق قلب والدهن كما مزقت كل من شاهد الفيديو

رسالة الصغيرة الموجهة للبكري واستعطاف الرأي العام مامعنا اخوان معنا الا ابوي كلمات معدودات صادقة تنطقها البراءة بكل عفوية

ميرال كانت معها والدها ليلة العيد وشاهدت المأساة بأم عينها .

مازالت سلسلة مقالاتي مستمرة وهذا السادس أو السابع منذ صدور الحكم لعتق رقبة هرهرة من النار اولا احتسابا لأجر العتق وثانيا لأن الرجل اقسم أنه لم يتعمد قتل الطفلة ولا يمكن ان يتعمد ذلك مهما بلغت درجة الخروج عن التغطية ولم يشاهدها ولم يوجه سلاحه إليها مباشرة وهي أمام عينها وثالثا اكراما لصغيرته التي كانت معه وبقية اخوتها للنجاة من مرارة اليتم فإذا بهن ثلاث بنوتات ليس لديهن اخوة ذكور بحسب الصغيرة في طريقهن لليتم إذا تم القصاص مع انهن قد ذقن مرارته منذ ليلة العيد التي خرج فيها والدهن لشراء مقاضي العيد ولكنه خرج ولم يعد

كانت حنين وميرال بصحبة والديهن تغمرهن السعادة لكن التهور والاندفاع افسد كل شيء

تفطر قلب البكري ووجعه الله به عليم واسأل الله ان يجبر قلبه وقلب امها

القضاء قال كلمته ودعواتي المتكررة للبكري بالعفو وليس المسامحة وهناك فرق بينهما فالمسامحة من القلب مصدر العاطفة وهذه صعب و ما اظنه يقدر عليه فالرسول الكريم كان يقول ربي لا تؤاخذني بما لا أملك ويقصد ان القلب فأمره ليس بيده وانما من أمر الله وقلب البكري موجوع ولا أحد يلومه

واما العفو الذي نبذل جهدنا لأجله فلا علاقة له بالقلب وانما بالافعال التي مصدره العقل والرسول كان يعدل بين زوجاته بالافعال اما القلب فكان لعائشة مايعني أنه يمكن الفصل بين العاطفة التي مصدرها القلب والفعل الذي يوجبه العقل السوي

وفي حال نظر البكري بروية إلى النتائج المترتبة على القصاص من تيتيم للصغيرات وفضل العتق واجر الصبر رغم الجرح الغائر في صدره وصدر امها كان اجره عند الله اكبر

فالعفو عند المقدرة اجره كبير لأنه صعب وفوق الاحتمال وكما كنت حكيماً في الابتعاد عن المكان حينما رأيت الشر يتطاير منه فكن حكيماً في التفكر في عواقب القصاص على اسرته وتحديدا البنوتات اللاتي وصل بهن الحال لافتراش المقبرة التي ان لم تفلح في العفو فسيكون مرقد والدهن إلى جانبها

وهناك نقطة مهمة وهي قسم هرهرة مرات كثيرة أنه لا يعلم عن وجود الصغيرات وربما لأنه كان مغيبا وفي حالة هيجان افقده التركيز والعقل لانه من غير المنطقي ان يصوب بندقيته لقتل طفلة في عمر ابنته مهما بلغت درجة توحشه ويظل السؤال الملح لماذا لم يتم السلاح منه لماذا الجميع وقف موقف المتفرج لماذا كانت تلك السلبية المقيته حتى وقع الفأس في الرأس

رحم الله حنين وجعلها في نعيم مقيم وبناء مشفى حنين من قبل المقتدرين ينبغي ان يتم سواء عفا البكري أو تمسك بحقه الذي اقره القضاء

وماتنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين