آخر تحديث :الإثنين-30 ديسمبر 2024-02:40م

الاستطلاعات والتحقيقات


بدر ومحمد.. الحوثي يسلب براءة أطفال تعز

بدر ومحمد.. الحوثي يسلب براءة أطفال تعز

الجمعة - 10 فبراير 2023 - 09:18 م بتوقيت عدن

- عدن (المرصد) خاص:



أفلت بدر ومحمد ناصر من الموت بأعجوبة لكنهما فقدا أطرافهما عندما ضربت قذيفة حوثية حي المطار القديم في مدينة تعز، جنوبي اليمن.

ففي أكتوبر/تشرين الأول 2022 كان هناك عشرات الأطفال يغادرون مدرسة المظفر متجهين إلى منازلهم في حي المطار لكن مليشيات الحوثي باغتت براءتهم وضحكاتهم بقذيفة "هاون" المحظور استخدامها في المناطق الحضرية، ما أدى لإصابة الكثيرين بينهم بدر ومحمد اللذان بترت أقدامهما على الفور.

ووجدت محمد وبدر وهما يستندان إلى عكازهما يحاولان اللعب لكنهما يعودان للمنزل خائبين دون أن تلامس الكرة أقدامهما.
وبوجه تملؤه الحسرة يقول محمد ناصر (7 أعوام): "لا أعرف ألعب، أصحابي يمارسوا لعب الكرة وأنا عاجز كنت أحاول اللعب لكن سرعان ما أقع أرضا، لم نعد نذهب للعب ونذهب مع الأصدقاء أصبحنا حبيسي الجدران".

من جهته، يقول شقيقه بدر (9 أعوام) "كنت راجع من المدرسة أنا وأخي، قبل سقوط القذيفة بالقرب منا، دوى الانفجار ولم أعد أشعر بشيء، بترت قدمي وقدم أخي".

يتجرع الطفل بدر وشقيقه قسوة الحياة منذ باغت مقذوف حوثي براءتهم، يضيف: "كنت أحاول النهوض، لكن لم أستطع، وأصبحت أعتمد على العكاز في المشي، لم أعد أستطيع الذهاب للمدرسة وشراء الغذاء أرى الأطفال يلعبون، أريد اللعب معهم، لكني قدمي مبتورة".

بحسرة تنظر أم بدر إلى أطفالها وتقول: "فقر وجوع وعطش كل يوم أصبح يمضي للأسوأ، فررنا من الألغام والقناصة لكن لاحقتنا قذائف الحوثي إلى المنازل، قصفوا أطفالي وهم في الطريق إلى المدرسة، هذا إجرام يفوق أي وصف".

وتضيف باكية في حديثها لـ"العين الإخبارية": "كيف لا أندب جراحهما، فقد عقلي وأكاد أجن لم يعد بوسعي الاحتمال، لا بارك الله بالحوثي، واحد مبتور قدمه وآخر مشوهة وحالته حالة".

وبحسب الأم المكلومة فإنها تشعر بالعجز للمرة الأولى منذ ولادة طفليها، وتقول: "أن تصبح عاجزا عن مساعدت طفلك هو عجز ما بعده عجز، أصبح الخوف يلازمني عند كل مرة يخرجون إلى الشارع، أصبح في قلق دائم ولا أريد رؤية المزيد بنفس الوضع الذي وصل له طفلاي الاثنان".

وأعربت أم بدر عن أمنياتها بالصحة الدائمة لأطفالها وأقرانهم: "نريد حياة تنعم بالهدوء ونريد وقفا للحرب الحوثية الغاشمة، تعبنا لا نعرف أين نذهب، تحاصرنا الفاقة والقذائف ولم يعد بوسعنا تحمل المزيد، وقد زاد الحصار الحوثي الوضع".

وهناك أكثر من 10,000 ‫طفل‬ قتلوا أو أصيبوا بسب النزاع في ‫اليمن‬، فيما هناك 250 طفلا فقدوا أطرافهم خلال العام الماضي، فيما يوجه آلاف الأطفال في مدارس تعز اليمنية الخاضعة لحصار حوثي مشدد شبح الموت والخوف والرعب بكل لحظة نتيجة القذائف التي تمطر الأحياء السكنية فجأة.

وتعيش مدينة تعز معاناة لا يمكن تصورها، إثر إغلاق مليشيات الحوثي كل الطرقات الرئيسية وارتكابها بشكل متكرر مجازر جماعية بحق المدنيين عبر القصف المتواصل للأحياء السكنية، فيما أدت فوضى الإخوان الأمنية إلى انتشار مخيف ومرعب للاغتيالات.