آخر تحديث :الجمعة-14 مارس 2025-04:56م

الإفراط في تلبية رغبات الأبناء يصنع جيلاً غير مسؤول

الجمعة - 14 مارس 2025 - الساعة 04:19 م

قاسم العمري
بقلم: قاسم العمري
- ارشيف الكاتب


في ظل الحياة العصرية التي تتسم بالرفاهية والاستهلاك، يتجه كثير من الآباء إلى تلبية جميع مطالب أبنائهم دون تفكير في العواقب، ظناً منهم أن ذلك دليل على الحب والرعاية. غير أن هذه التربية تُنتج جيلاً غير قادر على تحمل المسؤولية، دائم التذمر، ويفتقر إلى الشعور بالرضا. فحين يكبر الطفل في بيئة يحصل فيها على كل ما يريد بسهولة، دون إدراك لقيمة الأشياء أو بذل جهد لتحقيقها، فإنه يصبح غير قادر على مواجهة التحديات لاحقاً، ويشعر أن كل شيء في الحياة يجب أن يكون متاحاً له دون عناء أو جهد..

إن الأطفال الذين يعتادون على الاستجابة الفورية لكل طلب غالباً ما يكونون غير راضين مهما امتلكوا، ويعيشون في دوامة من الطمع وعدم الاكتفاء، مما يجعلهم عرضة للتمرد والإحباط عند مواجهة أي صعوبة. لذلك، لا بد من تحقيق توازن بين تلبية احتياجات الأبناء وتعليمهم قيمة الجهد والمسؤولية، من خلال تأجيل بعض الرغبات، وتعليمهم الصبر والاعتماد على الذات، وتشجيعهم على تقدير ما بين أيديهم. فالتربية السليمة لا تعني العطاء المطلق، بل غرس القيم التي تجعلهم أكثر وعياً بالحياة، وأكثر استعداداً لمواجهة المستقبل بثقة وقدرة على التكيف..

قاسم العمري