آخر تحديث :الخميس-13 مارس 2025-04:33م

مقالات

بن مبارك وحرب الفساد

الخميس - 13 مارس 2025 - الساعة 01:13 م

بقلم: وجدي السعدي
- ارشيف الكاتب

يُحارب رئيس الوزراء احمد عوض بن مبارك ، ليس لانتمائه السياسي أو القبلي أو الجغرافي ، ولا لفشله أو فساده ،

بل لأنه بدأ في تجفيف منابع الفساد ، وتقليص مخصصات ونثريات المسؤولين،

يُحارب : لانه قال لا, لأبناء فلان وجماعة وأصحاب فلان وعلان ..

يُحارب لانه : امسك بين يديه العديد من ملفات الفساد وأحال البعض منها للتحقيق والمحاسبة ،.

يُحارب لانه : رفض تمرير الكثير من الصفقات والاتفاقيات الغير مشروعة ،

يُحارب لانه : ليس مدعوم من حزب أو تيار سياسي ولا تقف خلفه جماعة سياسية ..

يُحارب لأن : الحوثيون ليسوا راضون عنه ولديهم معه حسابات قديمة ..

يُحارب لانه : رفض العمل من الخارج، واتخذ قرارات لم يتم الالتزام بها وأُفشلت ...

يُحارب لانه : قال لا للوساطة والمحسوبية ..

يُحارب لانه :رفع معول لتحطيم أصنام الفساد .

يُحارب لانه : اوقف مخصصات بملايين الريالات كانت تدفع سابقا لنشطاء، وصحفيين، وصحف ومواقع إخبارية .

يُحارب لانه : اتخذ العزم على إجراء تغيير وزاري يشمل 13 وزيرا ...

ليس لدي مصلحة مع بن مبارك ولا يحتاج الرجل لي للدفاع عنه ،

وهي كلمة حق اقولها، وسيأتي اليوم الذي تظهر فيه شمس الحقيقة،

والله وتالله وبالله أن كان لديهم شيء على بن مبارك لكشفوه وفضحوه، امام الرأي العام ،

وبالتالي فقد عجزوا في الحصول على أي دليل يكون مبررا وحجة لإزاحة الرجل،
فمنذ توليه منصب رئاسة الوزراء،
لم يكونوا راضون عنه،
ووضعوا في طريقه العراقيل منذ اليوم الأول ،

تولى معين عبدالملك منصب رئاسة الوزراء في 15 اكتوبر 2018 حتى 5 فبراير 2024 ،
وقد كانت حكومته الأكثر فسادا في تاريخ كل الحكومات المتعاقبة منذ ما بعد الوحدة،

ناهيك عن شهادات ووفقاً لتقارير محلية، دولية، وإقليمية،

ورغم ذلك ضل معين عبدالملك متربعا على كرسي الحكومة لست سنوات،

وهذا دليل على ان القوى السياسية اليمنية بمختلف توجهاتها كانت مستفيدة من بقائه وراضية عنه ،

في حين ان هذه القوى اليوم تتهم احمد عوض بن مبارك بالفساد والفشل،
الذي لم يمضي على تعيينه سوا عام واحد ، وهو ما يثبت أن مشكلة هذه القوى مع بن مبارك لا تتعلق بالفساد والفشل ،

بل ثمة علاقة واضحة بمحاربة الرجل للفساد والمحسوبية ،
فلو لم يكن الأمر كذلك لما تمت محاربة الرجل من أعلى هرم الدولة ممثلة بالرئاسة واعضاء الحكومة، والمطالبة بازاحته وتعيين بديلا عنه ،

قد يتم عزل بن مبارك، وكل ما يريده الناس منه اليوم أن يخرج ليكشف كل الحقائق والخفايا التي تقف خلف اسباب محاربته وإزاحته من منصبه ...

فالسكوت جريمة لن يغفرها التاريخ لبن مبارك ....!!!

وجدي السعدي