آخر تحديث :الجمعة-07 مارس 2025-12:10ص

استخدام الانتقالي في هذه المرحلة لأدوات الدولة هو افضل من الاكتفاء بادوات الشارع3-3

الخميس - 06 مارس 2025 - الساعة 08:03 م

مسعود أحمد زين
بقلم: مسعود أحمد زين
- ارشيف الكاتب


11) كان اتفاق الرياض الأول في نوفمبر 2019 هو الثمرة السياسية للانتقالي بعد ترجيح ثقله العسكري بالميدان وحصد الاعتراف السياسي به من دولة الجمهورية اليمنية برعاية اقليمية ومباركة مجلس الامن الدولي وأصبح شريكا في الحكومة.
12) وفي مشاورات الرياض الثانية في ابريل 2022 اصبح الانتقالي شريكا في مؤسسة الرئاسة للجمهورية وهذا مكسب سيادي مهم للغاية يفتح للانتقالي جميع الأبواب القانونية للعمل من داخل كل مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية بما يحقق الأهداف التي قام المجلس الانتقالي الجنوبي من أجلها.

13) بالترافق مع هذا الاختراق السياسي الكبير في مشاورات الرياض تم إقرار ان قضية شعب الجنوب يمكن التفاوض عليها في مسار خاص بها في مرحلة الحل السياسي الشامل والنهائي لملف الحرب باليمن.
واعتبر الانتقالي هذا القرار مكسب استراتيجي اهم من مشاركته في السلطة السيادية الحالية للدولة ( مجلس القيادة).
وقرر الانتقالي الرهان على هذا الحل الموعود ( مفاوضات المرحلة النهائية) بدلا من الاستفادة من الحل الموجود ( العمل من داخل مؤسسات الدولة).
14) السؤال المهم هو متى ستكون مرحلة المفاوضات النهائية ؟
الإجابة الان بعد مرور 3 سنوات من الوعد هي لا أحد يعلم متى ستكون، ربما بعد سنة من الان وربما بعد سنوات غير معروفة...
وحتى بعد كل تلك السنوات، هل استعادة دولة الجنوب من طاولة مفاوضات مع حكام صنعاء هو السبيل الامثل لتحقيق الهدف؟ وهل يوجد في تجارب الجنوب التاريخية خلال عقود مضت ما يرجح ان خيار المفاوضات هو الأنسب لاي تسوية مع صنعاء؟
15) هذا هو التحدي الأكبر امام الانتقالي واقصد تحديد المسار السياسي الافضل لتحقيق الأهداف..
حيث راهن الانتقالي على مسار المفاوضات النهائية فقط دون أي خيار اضافي واعتبر الفترة من لحظة مشاورات الرياض الثانية الي حين ازوف مرحلة المفاوضات هي فترة انتظار سياسي فقط ( رغم ان مدتها غير معروفة وقد تطول كثيرا) ولم يبذل الانتقالي الجهد الكافي للاستفادة من تواجده في مؤسسات الدولة.
16) لهذا السبب يغلب على عمل ممثلي الانتقالي في الحكومة وبقية مؤسسات الدولة الاجتهاد الشخصي، وبوصف بليغ لاحد السياسيين ( العمل السياسي باليومية : ايش الجديد اليوم، وماذا يمكن نعمل تجاهه؟ )
بمعنى أوضح لايوجد برنامج سياسي متكامل باهداف محددة للانتقالي لتوجيه وضبط نشاط ممثليه في مؤسسات الدولة القيادية.
17) هذا العزوف عن استفادة الانتقالي من أدوات الدولة رافقه تخريب منظم من اطراف اخرى للجبهة الاقتصادية في المناطق المحررة وأصبح الانتقالي الواجهه امام حاضنته الشعبية باعتباره عاجز عن حل مشاكلهم برغم وجوده بالسلطة وبالتالي يحصد الانتقالي دون غيره من الاطراف النتائج السياسية السلبية من هذا الفشل الاقتصادي للدولة في المناطق المحررة.

18) الخلاصة :

وسط هذا المشهد السياسي، توجد امام الانتقالي ثلاثة خيارات :
# البقاء على الأداء السياسي الحالي بالمحافظة على مؤسسات الانتقالي التنظيمية فقط.
# او الذهاب لخيار المواجهة ( الثورية) للاوضاع باستخدام أدوات الشارع.
# او الاستفادة الفورية من أدوات الدولة وتسخيرها لحل المشاكل الطارئة.

في الخيار الأول سوف يخسر الانتقالي حاضنته الشعبية وبالتالي سوف تتفتت او تضعف تبعاً لذلك مؤسساته التنظيمية.

وفي الخيار الثاني سوف يدخل الانتقالي في مواجهة داخلية وخارجية كبيرة غير محسوبة العواقب.

وفي الخيار الثالث سوف يسحب البساط اولا من تحت الاطراف التي تتعمد خلق المشاكل الاقتصادية والأمنية مما يضمن الحفاظ على حاضنته الشعبية بالاضافة الى ان العمل من داخل مؤسسات الدولة سيمهد الملعب لمصلحة الانتقالي بشكل أفضل اداريا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا لاي استحقاقات سياسية قادمة بما فيها الحلول السياسية التفاوضية او العسكرية.

#م_مسعود_احمد_زين