آخر تحديث :الجمعة-21 فبراير 2025-09:17م

اخبار وتقارير


‏ماذا لو سقط الانتقالي؟

‏ماذا لو سقط الانتقالي؟

الخميس - 20 فبراير 2025 - 04:07 م بتوقيت عدن

- (المرصد)خاص

بقلم:حسين عاطف جابر

‏لكل من يحاول التقليل من أهمية المجلس الانتقالي الجنوبي أو يظن أنه مجرد كيان يمكن تجاوزه أو استبداله، تخيلوا للحظة فقط ما الذي سيحدث لو سقط المجلس الانتقالي وتم تفكيك القوات الجنوبية؟

‏ما الذي سيحدث لو لم يعد هناك كيان يمثل الجنوب سياسيًا؟ من سيملأ الفراغ الذي سيتركه المجلس؟ ومن سيمسك بزمام الأمور بعد انهيار القوات المسلحة الجنوبية؟

‏المشهد سيكون كالتالي

‏1. انهيار القيادة السياسية وفقدان الجنوب لتمثيله الرسمي
‏•المجلس الانتقالي هو الكيان الوحيد الذي يمثل القضية الجنوبية على المستوى السياسي محليًا ودوليًا.
‏•سقوطه يعني أن الجنوب سيصبح بلا قيادة موحدة، وستبدأ الصراعات بين القوى المتنافسة على السلطة.
‏•القضية الجنوبية التي شُيّدت بدماء الشهداء ستعود إلى الهامش بعد أن أصبحت في قلب المشهد السياسي الإقليمي والدولي

‏2. تفكيك القوات المسلحة الجنوبية وترك الجنوب بلا حماية
‏•اليوم، القوات الجنوبية هي الحصن المنيع ضد أي تهديدات خارجية أو داخلية، وهي التي حافظت على الأمن والاستقرار في الجنوب.
‏•إذا تم تفكيك هذه القوات، فإن الجنوب سيصبح مسرحًا مفتوحًا للفوضى والصراعات المسلحة.
‏•الجماعات الإرهابية والمليشيات الموالية للقوى التي تحاول السيطرة على الجنوب ستعود بقوة لفرض نفوذها وخلق حالة من عدم الاستقرار

‏3. عودة مشاريع الهيمنة ومحاولات إعادة احتلال الجنوب
‏•من الطبيعي أن تستغل الأطراف التي خسرت نفوذها في الجنوب هذا الفراغ، وستحاول العودة مجددًا للسيطرة على القرار الجنوبي بالقوة.
‏•القوى التي فشلت في فرض إرادتها على الجنوب بسبب وجود المجلس الانتقالي وقواته ستجد الفرصة الذهبية للعودة واستعادة نفوذها المفقود

‏4. انهيار الاستقرار الأمني وعودة الاغتيالات والفوضى
‏•بغياب المجلس وقواته، سينتعش نشاط الجماعات الإرهابية والتخريبية، وستعود الاغتيالات والتفجيرات التي شهدناها في فترات سابقة.
‏•لن يكون هناك من يحمي الجنوب من عمليات التصفية الجسدية لقادته ومناضليه، ولن يكون هناك من يحمي المواطنين من انتشار الفوضى والجريمة.

‏5. تشرذم الجنوبيين وضياع حلم استعادة الدولة
‏•المجلس الانتقالي هو الإطار الوحيد الذي جمع الجنوبيين تحت راية واحدة، وأي تفكيك له سيؤدي إلى عودة الانقسامات القديمة.
‏•سقوط المجلس سيؤدي إلى ضياع مشروع استعادة الدولة الجنوبية، وعودة الجنوب إلى مرحلة الضياع والتبعية.
‏•لن يكون هناك كيان يمثل تطلعات الشعب الجنوبي، وستجد القوى الخارجية نفسها أمام فرصة لإعادة ترتيب المشهد وفق مصالحها، لا وفق إرادة أبناء الجنوب

‏إذن، من سيملأ الفراغ؟

‏الفراغ لن يبقى فارغًا، بل ستملؤه قوى لا تؤمن بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، قوى تريد للجنوب أن يكون تابعًا لا صاحب قرار، قوى تبحث عن مصالحها على حساب مستقبل الجنوب وشعبه.

‏كل من يهاجم المجلس الانتقالي أو يقلل من دوره عليه أن يتخيل هذا السيناريو جيدًا، ويسأل نفسه: هل هذا ما نريده للجنوب؟ هل نقبل بأن نضيّع كل التضحيات التي قدمت في سبيل استعادة دولتنا؟

‏الواقع واضح، والحقيقة لا تقبل التأويل: المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية هما السد المنيع أمام عودة الفوضى والهيمنة. أي مساس بهما هو مساس بمستقبل الجنوب واستقراره.

‏إلى المناكفين: فكروا جيدًا قبل أن تهاجموا المجلس، لأن البديل هو الفوضى والضياع!