آخر تحديث :الأربعاء-05 فبراير 2025-09:19م

اخبار وتقارير


بنك الكريمي، البدائية والتنفير، ومشاهد التسول الطويل

بنك الكريمي، البدائية والتنفير، ومشاهد التسول الطويل

الثلاثاء - 04 فبراير 2025 - 10:09 م بتوقيت عدن

- (المرصد)خاص

بقلم:ماجد زايد
قبل شهرين بدأ #بنك_الكريمي تحديث معلومات مشتركيه، أحضر أجهزة جديدة متخصصة بالبصمة والتوقيعات وبقية التحديثات، وألزم جميع عملاءه ومشتركيه ومتردديه إضافة بصماتهم وتوقيعاتهم قبل أي عملية سحب أو إيداع، كل موظفي البنك يطلبون من المترددين عليهم - وهم بالمئات- تحديث كافة بياناتهم، ومعها يأخذ كل شخص منهم وقت طويل من أجل إتمام العمل، منتجًا طوابير طويلة أمام نوافذ صغيوة وموانع سميكة، وهذا تسبب في ازدحامات شديدة وأوقات كثيرة من أجل أن يحقق العملاء عملية سحب واحدة أو إيداع مالي بسيط، يقابل هذا كله، تثاقل ملحوظ وتعامل صدامي تجاه أيّ عميل متذمر أو منزعج، ليصبح البنك بكافة فروعه خلال الشهرين الأخيرين طوابير كئيبة وازدحامات متلاحقة وتثاقل مرير.

في المقابل، لا يقدم بنك الكريمي من جهته أية حلول طارئة لتفادي انزعاج الناس، بل يتجاهل عشرات الشكاوي والتذمرات وطريقة الموظفين بالتعامل المرير، في واحدة من أسوأ عمليات التكريه المؤسساتي لعلامة تجارية كبيرة ومتصدرة، يفترض بقيادة البنك توفير موظفين جدد مختصين فقط بتحديث البيانات، لكنهم لم يهتموا، بل جعلوا الأمر على عاتق اليوميات المعتادة، غير أبهين بمدى الضرر الناتج عن الأمر، لقد تزايدت كراهية العملاء لهذا البنك، مع تجاهل رسمي من إدارتهم، ربما بأن أعداد المتزاحمين في الطوابير اليومية تغريهم وتمتعهم، مما يعكس أمامهم صورة واضحة عن يمنيين يتسولون أموالهم من بنك بدائي ومتعنت وكريه.

من ناحية متصلة، قبل قرابة ثلاثة أشهر، حاولت تجديد بطاقتي الخاصة بالصراف الآلي في فروع الكريمي بصنعاء، في الفرع الأول انتظرت لوقت طويل في طابور طويل، وبمجرد وصولي، طلب الموظف بطاقتي القديمة من أجل تجديدها، قدمتها له، بقي بتصفح جهازه، ثم قال لي: لديك حسابين، وهذه البطاقة من فرع إب، لهذا يجب أن يكون في حسابك مبلغ 1600 لرسوم العملية، عندها أضفت المبلغ، ثم عاد يتصفح جهازه، قليلًا حتى قال لي تمت العملية، عليك العودة بعد أسبوع، بعدها غادرت، وعدت إليه بعد 10 أيام، انتظرت كالعادة في ذات الطابور الطويل، حتى جاء دوري، ليقول لي لم ينجح الأمر، عليك الذهاب إلى محافظة إب لتجديد البطاقة، أخذت نفسي وغادرت، وذهبت للفرع الثاني وقال لي تمت العملية تعال بعد أسبوع، وحين عدت له بعد أسبوع، قال اذهب للمركز الرئيسي لأنهم لم يوافقوا على تجديد بطاقتك، وهكذا بعد أيام ذهبت للفرع الرئيسي وأعاد معاملتي من جديد، وحين عدت له بعد أسبوعين، قال لي لم تتم العملية، عُد بعد أسبوع، ثم عدت له بعد ثمانية أيام، ليقول لي: لم يجددوا بطاقتك عد بعد أسبوع، ثم عدت له للمرة الثالثة، ووعدني بأن العملية ستتم، ولم تتم حتى اليوم، تخيلوا فقط تجديد بطاقة صراف آلي..

ثلاثة أشهر أتردد عليهم، من أجل تجديد بطاقة، ودائمًا أتمالك نفسي وأحاول عدم الانفجار في وجوههم، كونهم مجرد موظفين، ولكنهم للأمانة، ليسوا موظفين، إنهم بشر مكتئبين، يعملون في بنك لا يوفر لهم رواتب مناسبة، ويعملون يوميًا بلا رضا وظيفي أو مراعاة تجارية لمعايير التعامل، مما جعلهم كائنات بائسة وتعيسة وغير متعاونة.

هذا البنك أسوأ مؤسسة بنكية على مستوى العالم، وفي التاريخ البشري الحديث لم يحدث مثله على الإطلاق، في مدن يمنية بائسة ومواطنون مستسلمون لبنك لا يحترم حقوقهم وخدماتهم، يأخذ أموالهم ثم يجعلهم يتسولونه مبالغ زهيدة، ليعيش كل يوم معاناة متراكمة وتعمد إذلال متكرر، هذا البنك يجب أن يعرف الحقيقة، يجب أن يعيش مراحل مختلفة من التهديد والمخاوف، نحن بحاجة لبنك جديد يعرف كيفية العمل والتعامل والخدمات، بنك بمستوى مماثل وفروع مماثلة وانطلاقة أكبر وأضخم، أقسم لكم بأن الجميع سيتركونه للأبد بلا تردد، فقط ليجعلونه عبرة لمن لا يعتبر، علينا إذلال هذا البنك المتمرس في البدائية والرتابة والفشل، بنك فاشل وقيادة فاشلة وموظفين فاشلين وعملاء مرغمين على الويل والتعاسة والرضوخ.