آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-05:33م

الاستطلاعات والتحقيقات


دور نظام إيران في تصعيد الأزمات من خلال دعم الحوثيين وتحويلهم إلى أداة لمواجهة الغرب

دور نظام إيران في تصعيد الأزمات من خلال دعم الحوثيين وتحويلهم إلى أداة لمواجهة الغرب

الثلاثاء - 17 سبتمبر 2024 - 07:07 م بتوقيت عدن

- عدن (المرصد ) خاص:


في الآونة الأخيرة، شهدت الأنشطة العسكرية لجماعة الحوثيين في اليمن زيادة كبيرة بدعم من نظام إيران، الذي يسعى لتوسيع نطاق الصراعات في منطقة الشرق الأوسط. وتشير التقارير إلى أن الحوثيين، بدعم عسكري ومادي من إيران، قد تسلحوا بأسلحة متطورة مثل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، مما يتيح لهم تنفيذ هجمات معقدة على الأهداف العسكرية وغير العسكرية.

استمرار دعم إيران للحوثيين

يواصل نظام إيران دعمه المستمر للحوثيين، بما في ذلك تقديم الأسلحة المتطورة، والتدريب العسكري، والدعم المالي. تشمل هذه الأسلحة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة القادرة على تنفيذ هجمات دقيقة على الأهداف البعيدة، بما في ذلك السفن التجارية والمرافق النفطية. ويساعد هذا الدعم في تعزيز قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات معقدة وفعّالة.

تصريحات المسؤولين الإيرانيين

أكد علي ملك شاهكویی، قائد "سپاه نينوى گلستان"، دور إيران في دعم الحوثيين بوضوح. وأكد شاهكویی قائلاً: "اليمن يعني الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويدمرون سفنهم، تنفَسهم لم يعد ممكناً. اليوم في العراق ولبنان وفلسطين، إذا كانت غزة والضفة الغربية على قيد الحياة، فهذا بفضل إيران الإسلامية." توضح هذه التصريحات التزام إيران بدعم الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، وتؤكد أن النظام الإيراني يلعب دوراً أساسياً في استمرار وتصعيد الأزمات في المنطقة.

إدارة المناطق تحت سيطرة الحوثيين

تشير التصريحات الأخيرة لجابر رجبی، مستشار سابق لمكتب أحمدي نجاد، رئيس الجمهورية الإيرانية السابق، إلى دور النظام الإيراني في إدارة الشؤون في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين. وذكر رجبی في مقابلة تلفزيونية أن الخبراء الإيرانيين وحزب الله اللبناني يديرون الشؤون العسكرية وغير العسكرية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بما في ذلك ميناء الحديدة. وأضاف: "يسعى الخبراء الإيرانيون وأعضاء حزب الله للتواصل مع القبائل اليمنية الموجودة خارج المناطق التي تسيطر عليها الجماعة بهدف جذبهم وتوسيع نفوذهم، مما يعزز سلطتهم في اليمن ويعقد الوضع السياسي في المنطقة."

وأشار أيضاً إلى أن السفن التابعة للحوثيين تعبر باب المندب لدفع الرسوم والمال لضمان المرور الآمن، وفي غير ذلك، قد تتعرض للقصف. تشير هذه التصريحات إلى استخدام إيران للأدوات الاقتصادية والعسكرية لتعزيز موقف الحوثيين وتعقيد الوضع في المنطقة.

تنسيق الهجمات وتوسيع الصراعات

وفقاً لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال، قام الحوثيون بتنفيذ هجمات متكررة لزعزعة التجارة العالمية وسحب الولايات المتحدة إلى صراع مباشر. تظهر هذه الهجمات كيف استغل الحوثيون الصراع في غزة لتغيير موقفهم من لاعب هامشي إلى واحد من أخطر الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط. وتظهر التحليلات أن هذه الأنشطة تزيد من التوتر في المنطقة وتؤثر على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

التنسيق مع سوريا وفتح جبهات جديدة

في خطوة أخرى، تم نقل قوات الحوثيين من العراق إلى سوريا، حيث يتم تنسيق العمليات مع الجماعات المسلحة في سوريا ولبنان. هؤلاء الحوثيون، الذين تلقوا تدريباً على تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية، يهدفون إلى فتح جبهة جديدة في المنطقة باستخدام الطائرات المسيّرة. توضح هذه الخطوة أن إيران تسعى لفتح جبهات جديدة وتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.

الخلاصة

مع الأخذ في الاعتبار التطورات الأخيرة، فإن دور نظام إيران في تعزيز وتسليح الجماعات المسلحة مثل الحوثيين وتوفير الموارد المالية والعسكرية لهم يظهر بوضوح أن النظام يسعى لتوسيع نطاق الأزمات وخلق توترات جديدة في منطقة الشرق الأوسط. من خلال استخدام الجماعات التابعة له مثل الحوثيين، تسعى إيران إلى ممارسة الضغط على مصالح الغرب وحلفائها الإقليميين. تشمل هذه الجهود تعزيز القدرة العسكرية للحوثيين من خلال توفير الأسلحة المتطورة، والتدريب العسكري، والدعم المالي، مما يمنحهم القدرة على تنفيذ هجمات معقدة وفعّالة ضد أهداف متنوعة.

تشير التحليلات إلى أن نقل قوات الحوثيين إلى سوريا وتعاونهم مع الجماعات الأخرى، خاصة باستخدام التكنولوجيا المتقدمة والتوجيه المعلوماتي، هو جزء من استراتيجية إيران لتوسيع نطاق الصراعات وفتح جبهات جديدة في المنطقة. تزيد هذه الأنشطة، خاصةً بالنظر إلى المخاوف الأمنية والبيئية الناتجة عن الهجمات على المرافق النفطية والسفن التجارية، من الحاجة إلى رد فعل وتقييم دقيق من المجتمع الدولي.

في النهاية، استخدم نظام إيران أساليب متنوعة ومعقدة لتحقيق أهدافه الاستراتيجية في المنطقة وإدارة الأزمات لصالحه. وقد أظهرت المقاومة الإيرانية في المؤتمرات الصحفية كيف أن نظام إيران يقدم الدعم والمساعدة للحوثيين بشكل خاص عبر البحر ومن خلال السفن والقوارب، موضحة تفاصيل هذا الدعم بشكل مفصل. تبرز هذه الأنشطة الحاجة إلى نهج شامل ومنسق من قبل المجتمع الدولي لمواجهة الأنشطة غير المستقرة والسياسية لنظام إيران ودعم الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.