آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-05:33م

تحليلات سياسية


اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق وسط مخاوف من نقلهم إلى اليمن لدعم الحوثيين

اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق وسط مخاوف من نقلهم إلى اليمن لدعم الحوثيين

السبت - 27 يوليه 2024 - 10:13 م بتوقيت عدن

- عدن (المرصد) خاص:

في تطور مثير للقلق، أعلن وزير الشؤون الدينية الباكستاني، شودري حسين، عن اختفاء 50 ألف مواطن باكستاني خلال زيارتهم للعراق لزيارة المراقد الدينية. تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تتزايد المخاوف من احتمالية نقل هؤلاء الزوار إلى اليمن لدعم ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

تفاصيل الأزمة:
وفقاً لصحيفة «الأمة» الباكستانية، أشار الوزير حسين إلى أن عددًا كبيرًا من الزوار الباكستانيين اختفوا في العراق على مدار السنوات الماضية. وأوضح أن الحكومة الباكستانية تتخذ خطوات للتحقق من الأشخاص الذين يسافرون بوسائل غير قانونية، مضيفًا أن اللجنة الدائمة للشؤون الدينية والوئام بين الأديان في البرلمان الباكستاني أُبلغت بأن نحو 50 ألف زائر باكستاني اختفوا حتى الآن.

نتيجة لذلك، اقترحت اللجنة سياسة جديدة للرحلات إلى الأماكن المقدسة في بلدان مختلفة، بما في ذلك العراق، وقد تم إرسالها إلى مجلس الوزراء الفيدرالي للموافقة عليها.

التداعيات الأمنية في العراق:
في العراق، أثارت هذه القضية مخاوف واسعة بين المواطنين والمسؤولين على حد سواء. علق السياسي العراقي، مشعان الجبوري، عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً) قائلاً: "ما أعلنه الوزير الباكستاني يتطلب من الحكومة العراقية التعليق، لما يمكن أن يشكله هؤلاء من مخاطر على الأمن وتأثير على سوق العمالة". وجاء هذا التعليق في ظل اعتقال الشرطة العراقية لستة باكستانيين في بغداد بتهم تتعلق بالتسليب، بالإضافة إلى كشف الاستخبارات العسكرية عن عصابة خطف وابتزاز تضم تسعة باكستانيين.

تصريح وزير الإعلام اليمني:
وفي سياق متصل، أصدر وزير الإعلام في حكومة الشرعية اليمنية، معمر الإرياني، بيانًا تحذيريًا يشير إلى مخاطر نقل الحرس الثوري الإيراني الآلاف من المقاتلين الباكستانيين والأفغان إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن. وأكد الإرياني على وجود تقارير ميدانية تشير إلى التنسيق القائم بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، تحت رعاية إيرانية وإشراف كبار قيادات التنظيمات التي تتخذ من إيران ملاذًا آمنًا.

وأوضح الإرياني أن هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد الهجمات الإرهابية التي تشنها المليشيا الحوثية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، والتي تستهدف سلامة الشحن الدولي والتجارة العالمية. وأشار إلى أن السلطات الباكستانية أعلنت فقدان 50 ألفاً من مواطنيها بعد وصولهم إلى العراق لزيارة الأماكن المقدسة، مما يثير تساؤلات حول احتمالية نقلهم إلى اليمن لدعم الحوثيين.

تحليل وتساؤلات:
تتزايد المخاوف حول مصير هؤلاء الزوار الباكستانيين وما إذا كانوا بالفعل يتم نقلهم إلى اليمن لتعزيز صفوف الحوثيين. تتساءل الكثير من الأوساط عن الدوافع الحقيقية وراء اختفائهم، وهل يشكلون جزءًا من استراتيجية إيرانية لتعزيز نفوذها في المنطقة؟

كما تثار تساؤلات حول كيفية تعامل الحكومة العراقية مع هذه القضية الحساسة، وما إذا كان هناك تعاون دولي لمعالجة هذه الأزمة. تتصاعد أيضًا تساؤلات حول الدور الإيراني في هذا السياق، وما إذا كانت إيران تستخدم قضية فلسطين كغطاء لعملياتها التوسعية في المنطقة، مما يشكل تهديدًا لأمن واستقرار الدول العربية.تداعيات إقليمية ودولية:
في ضوء هذه التطورات، أصبح من الواضح أن الأزمة تتجاوز الحدود الوطنية لتصبح قضية إقليمية ودولية. وقد دعت الحكومة اليمنية الشرعية المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب الذي تمارسه إيران وميليشياتها الطائفية، مطالبين بتصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية عالمية وفرض عقوبات عليها.

وأكد الإرياني على أهمية التعاون الدولي في تبادل المعلومات الاستخباراتية ومكافحة التمويل والتجنيد، وتعزيز جهود المراقبة لمنع أي أنشطة تمويلية أو لوجستية للمليشيا الحوثية.

ختاماً:
يبقى الوضع مفتوحاً على جميع الاحتمالات، ومع تصاعد التوترات الإقليمية، يبقى العالم في ترقب لمعرفة الحقيقة وراء اختفاء هؤلاء الزوار الباكستانيين. ستكون الفترة القادمة حاسمة في كشف المزيد من التفاصيل حول هذه الأزمة، ومدى تأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة.