آخر تحديث :السبت-22 مارس 2025-05:23م

خيارات الشرعية اليمنية عقب التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين!

الجمعة - 21 مارس 2025 - الساعة 11:07 م

ياسر اليافعي
بقلم: ياسر اليافعي
- ارشيف الكاتب



مع تصاعد القصف الأمريكي لمواقع الحوثيين في اليمن، تبدو الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي وكأنها غائبة عن المشهد، بلا موقف واضح أو استراتيجية للتعامل مع هذا التحول العسكري.
وفي ظل هذا الصمت، يبرز تساؤل مهم: ما هي الخيارات المتاحة أمام الشرعية اليمنية للاستفادة من التصعيد الأمريكي، وما الذي يمكن أن تفعله لتغيير موازين القوى على الأرض؟
حتى الآن، لم تصدر الشرعية موقفًا رسميًا واضحًا تجاه الضربات الأمريكية، وكأن الحرب التي تدور ليست حربها. هذا الموقف السلبي يعكس خللًا جوهريًا في إدارة الملف العسكري والسياسي، حيث يفترض أن تكون هذه اللحظة فرصةً لإعادة ترتيب الأولويات والاستفادة من الضغوط الدولية على الحوثيين.
من الواضح أن الغارات الجوية وحدها لن تؤدي إلى هزيمة الحوثيين أو إعادتهم إلى صنعاء، كما أن استمرار الضربات بهذه الطريقة دون تحرك بري أو سياسي مواكب سيمنح الجماعة فرصة لاستثمارها إعلاميًا، من خلال الترويج لنفسها كقوة "مقاومة" ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو خطاب يمكن أن يعزز نفوذهم في مناطق سيطرتهم.
أمام مجلس القيادة الرئاسي عدة خيارات للتعامل مع التصعيد الأمريكي بما يخدم معركته ضد الحوثيين، وأبرز هذه الخيارات:
من الضروري أن يعلن مجلس القيادة الرئاسي موقفًا واضحًا يؤكد أن أي ضغوط على الحوثيين يجب أن تكون جزءًا من خطة شاملة لإنهاء التمرد وإعادة مؤسسات الدولة. هذا يشمل تقديم مطالبات رسمية بضرورة دعم الحكومة اليمنية والجيش الوطني في أي تحرك عسكري ضد الحوثيين.
كما ينبغي على الشرعية استغلال التصعيد الأمريكي لفتح قنوات دبلوماسية مع واشنطن وحلفائها، والتأكيد على أن ضربات جوية متفرقة لن تحقق النتيجة المرجوة دون وجود دعم حقيقي للقوات اليمنية على الأرض.
الغارات الجوية وحدها لا تكفي لإضعاف الحوثيين، ولذلك على الشرعية إعادة تحريك الجبهات العسكرية في الحديدة، ومأرب وتعز والبيضاء، والتنسيق مع القوى الجنوبية والقوات المناهضة للحوثيين في الشمال لتوسيع الضغط على الميليشيا من عدة محاور.

الحوثيون سيسعون لاستغلال الضربات الجوية الأمريكية لصالحهم، من خلال تصوير أنفسهم كضحايا للعدوان الأمريكي، لذلك الشرعية بحاجة إلى استراتيجية إعلامية مضادة لكشف التناقضات في خطاب الحوثيين، وتسليط الضوء على حقيقة أنهم جماعة انقلابية مدعومة من إيران تعمل ضد مصالح الشعب اليمني.
ان استمرار مجلس القيادة الرئاسي في موقفه المتردد، فسيؤدي ذلك إلى عدة مخاطر، منها تعزيز صورة الحوثيين في مناطق سيطرتهم، حيث سيستخدمون الضربات كأداة للحشد والتعبئة ضد الولايات المتحدة، مما قد يمنحهم دعمًا شعبيًا إضافيًا، بالإضافة الى فقدان الشرعية لمزيد من المصداقية أمام حلفائها الدوليين والإقليميين، إذ سيبدو وكأنها غير قادرة على استثمار التطورات الدولية لصالحها.

الغارات الأمريكية ضد الحوثيين تمثل فرصة للشرعية اليمنية لإعادة ترتيب أوراقها، لكنها حتى الآن لم تُظهر أي استعداد للاستفادة من هذا التصعيد. المطلوب اليوم هو موقف واضح من مجلس القيادة الرئاسي، واستراتيجية جديدة تتضمن العمل الدبلوماسي والعسكري والإعلامي، وإلا فإن هذه الضربات ستنتهي دون أي تأثير يُذكر على الواقع اليمني، بل قد يستغلها الحوثيون لتعزيز نفوذهم.

#ياسر_اليافعي