اخبار وتقارير

الخميس - 18 يوليه 2019 - الساعة 06:52 م بتوقيت اليمن ،،،

( المرصد) خاص

كتب:محمد ناصر العولقي

دثينة اسم يبعث في نفسي ذكريات جميلة ودافئة ... أغلب جيراننا في الصغر كانوا من دثينة وأعز أصدقائي كانوا من دثينة وأكثر الناس الذين تميل إليهم نفسي ويحظون بثقتي ولا أستطيع القفز على محبتهم هم أهل دثينة .
منذ صباي وبداية شبابي وحتى الآن عندما أسمع كلمة دثينة يخطر على بالي مباشرة اسم العم سالم حجيري رحمة الله عليه إن كان مايزال حيا أو قد مات فقد كان يسكن في إمقليتة على جانب الطريق الرئيسي وكان صديقا لوالدي رحمه الله .
كان والدي رحمه الله من حين الى حين يسافر الى البلاد ، أحيانا زيارة وأحيانا يحمل حملة قصب يابس على سيارة قلاب ، وكنت أصر على مرافقته بالرضا أو بالبكى والزعل حتى يوافق وكنا نبيت عند العم سالم امحجيري في امقليتة خوفا من التوهان في الليل في طريق الري الذي يصل الى أول قرى بلادنا في الكور ( إمجنن ) ، وفي امقليتة كنت مولعا بالاستماع لحكايات العم سالم فقد كان مطلعا ومتحدثا بارعا.
أذكر ذات مرة أنه رآني أتوضأ للصلاة في المغرب ثم العشاء وأكثر من استعمال الماء وكان الجو باردا والماء أيضا له قيمة ويجلبونه بمشقة فقال لي : يا محمد ابني أنت رايح الى البلاد وهناك الدنيا برودة والماء غالي وصعب فإذا صافحوك النسوان وأنت متوضي لا تتوضأ ثاني مرة !!!
استغربت قليلا من كلامه فاستدرك قائلا : شفتك تكرر الوضوء وذكرت الفتوى بخصوص الوضوء عند صفاح النساء الأجنبيات ... شف العلماء يختلفون فالعلماء الذين يعيشون في بلاد يتوفر فيها الماء بكثرة أفتوا بوجوب إعادة الوضوء بينما العلماء الذين يعيشون في الصحاري القاحلة والماء عندهم مثل الذهب لم يتشددوا في إعادة الوضوء وأجازوا الصلاة وأن الصفاح لا يبطل الوضؤ .
كان درسا فقهيا ولفت نظر الى أهمية الماء في إمقليتة وفنا من فنون لباقة أهل دثينة .