اخبار وتقارير

الإثنين - 19 نوفمبر 2018 - الساعة 06:17 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ متابعات

كثفت جماعة الحوثي من جهودها لاستثمار المناسبات الدينية وتحويلها إلى فعاليات مكرسة لترويج الفكر الطائفي ونشر ادعاءاتها عن "الولاية" المزعومة و"الحق الإلهي في الحكم" لسلالة آل هاشم.

واستنفرت الميليشيا مشرفيها ومسلحيها في مناطق سيطرتها، طوال شهر مضی، لتوظيف ذكرى المولد النبوي الشريف، علی صاحبها أفضل الصلاة وأزكی التسليم، بذات الطقوس الاحتفالية التي تجری في المدن الإيرانية وجنوب لبنان والعراق.

ورصد مراسلو نيوزيمن تصعيد الحوثي لجهوده هذا العام بشكل فاق التوقعات، سعياً نحو جعل فعالية الاحتفال المركزي بمناسبة المولد النبوي، التي ستقام عصر غد الثلاثاء، ظاهرة شعبية تعكس واقعاً مغايراً لحالة الانكسار والتقزم الذي تعيشه شعبياً حتى داخل العاصمة صنعاء التي كانت تتصاعد فيها شعبيتها.

وأوضحت تلك المصادر أن ميليشيا الحوثي بدأت استعداداتها منذ منتصف سبتمبر الماضي بابتزاز رجال المال والأعمال ومالكي الشركات الصناعية والمحال التجارية والمؤسسات الخاصة بما فيها المدارس والجامعات والمستشفيات وصولاً إلى الباعة المتجولين، وفرض جبايات ومبالغ خيالية عليهم تحت ذريعة الاحتفال بالمولد النبوي، مروراً بتغطية الشوارع بلافتات خضراء وتلوين قباب الجوامع بلون أخضر، بما يتطابق مع نفس الطقوس التي تجري في إيران وجنوب لبنان.

وأصدرت الجماعة تعاميم إلى كل الوزارات والمؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات بإلزام كافة الموظفين والموظفات والطلاب والطالبات والمدرسين والمدرسات بالحضور الإجباري لفعالية الاحتفال. وتؤكد مصادر نيوزيمن أن مسؤولي الوزارات والجهات الحكومية أبلغوا موظفيهم بأن عقوبات صارمة وجزاءات رادعة ستتخذ ضد كل من يتخلف عن الحضور، وقد تصل إلى الفصل، بينما أبلغ المعلمون الطلاب بأنه سيتم اعتماد درجات قيمة لكل طالب يحضر مع وجبة غداء وملابس وألف ريال لكل منهم، مع التحذير بأنه سيتم معاقبة من يتجاهل الحضور، وقاموا بإعطائهم دعوة لحضور الفعالية لتسليمها لأهاليهم ليتأكدوا بإلزامية حضورهم.

وجمعت السلطات المحلية بأمانة العاصمة عقال الحارات في اجتماع موسع عقد اليوم في المركز الثقافي بصنعاء، تم فيه ترتيب جهاد العقال الذين طُلب منهم الانتشار في الحارات مع المشرفين الحوثيين لإلزام المواطنين بالحضور، وكذا توجيههم بتوفير باصات في كل حارة لإيصال المواطنين إلى ميدان السبعين، محذرين العقال بأن من يتخاذل سيتم مبدئياً إيقاف حصة الغاز المعتمدة للحارات -والتي توزع بنظر العقال وأصبحت بؤرة فساد كبری يتقاسم عائداتها العقال ومشرفو الحوثي- في حين سيتم لاحقاً تغيير العقال المتخاذلين بآخرين من أنصار الحوثي..

اللجنة التحضيرية للفعالية المركزية أخذت دورات مطولة في تنظيم الفعاليات الجماهيرية الاستعراضية بقيادة القيادي الحوثي ضيف الله الشامي، الذي استمر العام الماضي نحو ثلاثة أشهر في لبنان مع طاقم حوثي متنوع التخصصات (ثقافي وإعلامي وتجهيزات فنية مختلفة)، مبينة أن حوزة قم وحزب الله يشرفون علی كل التجهيزات ويسعون لإخراج الفعالية للرأي العام بطريقة تعكس أن اليمن مازال تحت سيطرة النفوذ الشيعي الإيراني ولتأكيد وجود حاضنة اجتماعية شعبية للحوثيين وليس كما هو الحال في الواقع بأنهم عصابة طائفية إرهابية منبوذة في أوساط المجتمع وتفرض تواجدها المؤقت بقوة السلاح.. وتحشد الجماعة للتخلص من الوصمة التي لصقت بها لموقفها مما سميت ثورة الجياع، التي حشدت فيها الجماعة مسلحيها ضد دعوات للثورة الشعبية ضدها، كما يأتي الموعد ليجدد ما تسميه انتصاراً لها في أحداث ديسمبر 2017 التي انتهت بقتلهم الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح.

وفي المقابل، فإن العالم يرى كيف أن المجاعة تفتك بـ8 ملايين يمني و18 مليون شخص باتوا بحاجة لمساعدات إنسانية منقذة للحياة وفقاً لتقارير أممية، ويزداد الجوع في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي، فيما يواصل نهب الموارد العامة للدولة بمئات المليارات شهرياً، وتسخير جانباً منها لمجهودها الحربي وآخر لإحياء مثل هذه المناسبات الدينية والحوثية التي تخصص لها عشرات المليارات من الريالات.