كتابات وآراء


السبت - 06 يناير 2024 - الساعة 09:36 م

كُتب بواسطة : ليان صالح - ارشيف الكاتب


كثيراً مانسمع عن موضوعٍ شائقٍ وجميل يستحق منا الوقوف عنده طويلا قبل أن ننتقلَ إلى سواه.. ألا وهو موضوع البحث عن المواهب بين صفوف الطلاب، من أجل الاهتمام بها وتنميتها لتكون فاعلةً في المجتمع.

فالتنوع البشري في شتى مجالات القدرات العقلية والذهنية لدى الطلاب، يجعل المعلم هو المعني بالكشف عنه.

إلاّ أن لي تعليقاً على هذا الموضوع، أحصره في الجانب التربوي والتعليمي.

التعليم تلك المهنة السامية سموَ النجوم والسامقة سموق العلم والمعرفة..

إنها المهنةُ التي يعجز اللسانُ عن وصفها، ويقفُ القلمُ حائراً في شرحها.

تلك المهنةُ التي يحملُ همها ويقوم عليها المعلمون.
والمعلم في بلادنا مثقلٌ بالهموم، مكبّل بقيود الفاقة والعوز.. معلمٌ راتبه الشهري لايكاد يسدُّ احتياجاته الضروية.. فضلاً عن عدم حصوله على أبسط حقوقه التي كفلها له الدستور والقانون.

وضعٌ مُزرٍ يعيشه هذا المعلم الذي يعول عليه كثيرا البحث عن المواهب وإبرازها..
إذ كيف يتسنى للمعلم القيام بواجبه على أكمل وجه مع كل تلك المعاناة..؟

فالعمليةُ التعليميةُ تتكوّن من ثلاثة اركانٍ أساسية: المعلم، المنهج، المتعلم. ويشكل المعلم حجرَ الزاوية التي تستند إليها تلك العملية التعليمية برمتها.

فإن أردنا أن ننهض وأن نلحق بركب الأمم، فعلينا ( بالمعلم) .. فإذا كان خطأ في الطب يقتل فردا، وخطأ في الهندسة يقتل أفرادا، وخطأ في القانون يضيع حقاً.. فإن خطأ في التربية يقتل الأمةَ بكاملها.

فإذا أردنا أن ينصلح حال التربية والتعليم فعلينا أن نركز جل اهتمامنا في المعلم وإعداه بكفاءة متناهية.. والحرص على إعطائه حقوقه كاملة، كي يستطيع القيام بواجبه على الوجه الأكمل.

الأمر الذي يحفزه على اكتشاف ذوي المواهب والمبدعين وأصحاب القدرات العقلية المتميزة، وانعكاس ذلك بشكل إيجابي على المجتمع بكامله.