كتابات وآراء


السبت - 29 سبتمبر 2018 - الساعة 04:46 م

كُتب بواسطة : الخضر البرهمي - ارشيف الكاتب


من المفارقات وعجب العجاب أن أم القرى كانت قبل الإسلام مجرد سوق للقبائل الضاربة في الحجاز وباتت بعد ذلك أم البقاع في شبه جزيرة العرب والعالم اجمع ، والقابضة على زمام تجارة الشرق ، لاسيما بعد أفول حضارة اليمن ونزوح موجات قبائله حتى الشام والعراق شمالا ، عاكسة تأثيرها على التركيب السكاني في المنطقة ، لتصبح (مكة) بعد أن اصطفاها الله سنتر ومركز الارض الجيولوجي ، واطهر الاماكن المقدسة على وجه الارض ، ومحور تلك الحركة ونبضها في عالم تتجاذبه اليوم القوى ( الكبرى) وتتصارع على السيادة فيه !!

وكما جاء في السياق القرآني
في سورة البقرة قال تعالى : ( رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات
٠٠٠٠) ثم تم بناء البيت العتيق على أكمة مرتفعة وسرعان ماترسخ الوعي التاريخي ل(مكة) ، مستمدة منه قوتها ومناعتها
عبر القرون الماضية مؤديا إلى توصيفات مماثلة في أدبيات الجغرافية والتاريخ وبلاغة الشعر العربي الحر ٠٠

يتبين مماسلف أن التكوين التاريخي لمكة عبر محطاتها الزمنية تكاملت فيها عناصر
(الدين) والجغرافية ( الموقع الوسطي)
الذي أصبح شاهد وبالادلة الدامغة على قداسة وطهارة المكان !!

ومن الصعب التحديد حسب قناعاتي الشخصية وقرأتي لكتب التاريخ متى سادت قريش (مكة) ولكن يمكن ترجيح ذلك عشية القرن السادس الميلادي ، وفي ترجيح آخر إذا أخذنا في الاعتبار تداول السلطة بين أبنائه حتى آخرهم أبي طالب الذي عاش حتى العقد الثاني من القرن السابع ٠٠

وكان البيت النبوي الشريف بعد توطيد اركان الدولة الإسلامية رمزا للعزة والقوة والسلطة والمساواة وإعلان الحق ولنصرة المظلوم على حد تعبيري ، مستمدا ذلك من الرسالة المحمدية مفادها الأخلاص والمتابعة لنهجه الشريف صلى الله عليه وسلم ، على الرغم من الأنحراف فيما بعد الذي احدثه وعاشه وجسده الملوك والامراء في عهد (المملكة السعودية) الحديثة كيف حدث ذلك ؟! وكيف تغير مسار الدولة الإسلامية تدريجيا ؟ قال تعالى : ( أن الملوك أذا دخلوا قرية افسدوها٠٠٠٠٠) ، لن نبدأ من حيث انتهينا ولكن من الضروري التوقف بعض الشئ
لسرد وقائع خاصة ، هي من اثخن الجراح في البيت العربي كان سببه التحالف العربي بقيادة ( المملكة العربية السعودية ) اوكماقالت العرب في فرائدها اسمع جعجعة ولا اراء طحين !!

المرحلة التي تعيشها (مكة) اليوم غير (مكة) زمان وغير مرحلة صدر الإسلام ، فترة ملكية لها طابع خاص همها كيف تحافظ على سيادتها وسياستها النفطية ولوتنفق رؤوس اموالها لتبقئ في المقدمة في ظل انفتاح حذرتعيشه في واقعها الاقتصادي وعدم عشقها للمغامرة التي فرضت عليها جباية وضريبة لإزدهار
ينتظر ، تحت قاعدة شاذة النفط مقابل السلام ٠!

التحالف العربي مهزوم ومنكسر لامحاله في ظل ظبابية وعدم المصداقية التي انتهجها في واقعه العسكري والسياسي والاقتصادي وليس أكثر من تدمير اقتصاديات البلاد التي سعئ لإنقاذها ، تحت مظلة إنقاذ الشعوب العربية وما احدثه ربيعها العربي ، تتجرع السم تلك الشعوب اهون لها من تحالف عكس ثقافة الهزيمة على مستوى البيت الواحد في معايشه التي تنذر بالخوف من إبقاء التحالف ردح من الزمن في انقاذها ، ولنا اسوة سيئة بالشعب اليمني المكلوم أن استمر الحال هكذا ٠٠ وداوني بالتي كانت هي الداء !!! ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠