كتابات وآراء


الإثنين - 09 أبريل 2018 - الساعة 10:43 م

كُتب بواسطة : محمد فضل مرشد - ارشيف الكاتب



في أول لقاء رسمي له عقب توليه منصب محافظ
محافظة عدن، قال المحافظ المستقيل (عبدالعزيز
المفلحي) إنه لن يسمح مطلقا باستخدام لفظ (
دحباشي).

ليس مهما ما قاله حينها (المفلحي) رغم ما أحيط
به حديثه عن رفض مصطلحات متداولة في الشارع
الجنوبي من جدل إعلامي وسياسي، المهم في اعتقادي
أن (المفلحي) وجد نفسه لاحقا بمواجهة وجها لوجه
مع (الدحبشة) الفعلية وليس اللفظية وحسب.

لم يمض على تولي المحافظ المفلحي سوى فترة وجيزة
لا تتعدى الشهرين حتى اصطدمت عربته بقوة شديدة
بجدار عالي من الدحبشة الحكومية حطم مقودها
وانتزع عجلاتها وألقى بسائقها على قارعة الطريق..

المفلحي صدم بأن الميزانية المالية المخصصة
لتأهيل خدمات وبنى تحتية في عدن المدمرة
والمتهالكة قد سحبت بغمضة عين من حساب المحافظة
في البنك وحولها (بن دغر) بدحبشة حكومية إلى
حسابه وتحت تصرفه.

اعتكف (المفلحي) قليلا عقب اكتشافه للسحب غير
القانوني لموازنة عدن من قبل رئيس حكومة اليمن..
أجزم بأن الرجل استرجع خلال اعتكافه في منزله في
العاصمة السعودية الرياض كلماته التي قالها في
خطابه الأول عند توليه منصب المحافظ عن رفضه
مصطلح (دحباشي) و(دحابشة) وضحك كثيرا ولكن
بمرارة بعد أن اكتشف حقيقة منظومة متكاملة من (
الدحبشة المنظمة) تلتهم منذ عقود من الزمن وحتى
اليوم الأخضر واليابس في الجنوب والشمال، مرارة
أوقعت بالمفلحي الذي قدم استقالة مسببة من منصبه
طريح المرض لينقل بعدها إلى مصر ومنها إلى روسيا
لتلقي العلاج.

قال المفلحي في رسالة استقالة وجهها إلى الرئيس
عبدربه منصور هادي إن فساد مهول تمارسه الحكومة
ورئيسها سبب استقالته من منصب محافظ عدن وأنه
يرفض السطو على موازنة عدن دون وجه حق، وكعادته
لم يرد (هادي)، فرد (بن دغر) سريعا بأن أموال
عدن لم تنهب بل ذهبت لتنفيذ مشروع خدمي
استراتيجي وهو إنشاء شركة (انترنت) جديدة - لم
تنفذ حتى اللحظة - ليتمكن "كل شاب وشابة من
التمتع بخدمة انترنت متطورة" والعبارة الأخيرة
قالها بن دغر ولست أنا..

يااااه أي رئيس وزراء انت يا (بن دغر) تذهب
بحرصك على راحة ورفاهية الشعب إلى أبعد مما
نتخيل بكثير.

تخيل حضرة القارئ الكريم، (بن دغر) حقق لك حلمك
في انترنت بسرعة فائقة وباقات واتس ورسائل
مجانية على مدار الساعة فماذا تبقى لم تحققه لك
الحكومة؟ وإياك أن تتحدث عن الكهرباء المطفأة
طوال 12 ساعة في اليوم وفصل الصيف لا يزال في
أيامه الأولى، أو المياه التي تصل إلى المواطنين
يوما ولا تصل أيام، أو المستشفيات الحكومية التي
أصبحت وضيفتها الوحيدة بعد تردي أوضاعها هي حفظ
جثث الموتى، أو المدارس التي تعلم أبنائنا الغش
وتبلد عقولهم بمناهج اتحدى وزير التربية
والتعليم على حفظ وفهم ما فيها من حشو فما بالنا
بالأطفال الصغار، أو طرقات عدن التي أصبح واجبا
تغيير تسميتها من طرقات إلى حفريات، أو الغلاء
وانهيار العملة، أو.. أو.. إلخ.

كل معاناتك تلك مع الخدمات المنهارة والمعيشة
الأشد انهيارا ليست مهمة عزيزي القارئ، المهم
بنظر (بن دغر) أن تستمتع بنت وواتس فائقي السرعة
وروق السي ونفط الدي وعيش يا معلم.

قبل أن أختم اسمحوا لي أن أورد خبر من أخبار
الدحبشة الحكومية، ويقول بحسب وكالة الأنباء
الرسمية إن بن دغر ووزرائه عقدوا اجتماعا قبل
أيام في العاصمة السعودية الرياض وأقروا وبشكل
عاجل توفير 70 ميجاوات من الطاقة المشتراة
لمحافظات عدن ولحج وأبين وشبوة بقيمة 600 ألف
دولار في الشهر تكفي لشراء محطة كهرباء، ونسي بن
دغر أن يقول لنا بعد توزيع الـ 70 ميجا على
المحافظات الأربع نرجع له الباقي أو نشله لنا؟!