كتابات وآراء


الأربعاء - 25 أكتوبر 2017 - الساعة 04:02 م

كُتب بواسطة : عيدروس النقيب - ارشيف الكاتب


كان واضحا ان الرئيس هادي لا يريد الحديث عن المجلس الانتقالي لأنه يعلم ان من انقلبوا عليه وان من تخلوا عنه وأن من يبتزونه ويحاصرونه ويستثمرون في شرعيته ليسوا ابناء الجنوب الذين يعبر عنهم المجلس الانتقالي الجنوبي، وبالطبع ليسوا اعضاء ولا انصار المجلس الانتقالي، وكان يعلم وما يزال ان المجلس الانتقالي الذي هو تفويض جنوبي بامتياز يعبر عمن استقبلوه (أي فخامة الرئيس) يوم تخلت عنه نخب صنعاء وشرعت في التفاوض مع الحوثي، وان المجلس الانتقالي يعبر عمن دافعوا عن شرعيته (أي فخامته) واعادوا اعتبارها يوم شرع المحاصرون له في مقر إقامته، في الرياض في حصد المليارات باسم مواجهة الانقلاب الذي لم يواجهوه ولن يواجهوه.

كان الرئيس هادي يعلم كل ذلك، لكن ( الدكتور الصحفي المبعسس) أصر على استدراجه إلى ساحة المجلس الانتقالي.
قال الرئيس عبارته العابرة التي يعلم أن لا معنى لها: المجلس الانتقالي في حكم المنتهي!
نعم المجلس الانتقالي ليس منزها من النواقص ولا مطهرا من العيوب ، ببساطة لانه جهد بشري وليس بين أعضائه انبياء او ملائكة، لكنه يصحح عيوبه ويتغلب على نواقصه ويوسع من مشاركة الشعب في صناعة القرار.

المجلس الانتقالي يوطد أقدامه على الارض ويبني مؤسساته على الارض ويلتحم بالجماهير ويتحسس آلامها ويدافع عن مصالحها وحقوقها ويسعى لتحقيق تطلعاتها المشروعة.
أما الباحثين عن السواد في وجه الشمس الناصعة فهنيئا لهم انشغالاتهم المؤرقة في محاولة أيجاد خدش في لوحة الحق والبحث عن ثقب في جسد الصخرة ومحاولة إيقاف عجلة القطار بحصاة.