آخر تحديث :الأحد-24 نوفمبر 2024-10:03ص

اخبار محلية


طوفان زارة..تنظيم جديد يظهر في لودر

طوفان زارة..تنظيم جديد يظهر في لودر

الخميس - 16 مايو 2024 - 07:41 م بتوقيت عدن

- (المرصد)خاص

بقلم:سامي السعيدي
*طوفان زاره*

شاع الحديث عن مجموعة من الشباب في مدينة زاره شكلوا جماعة اسموها طوفان زاره، وهذه الجماعة تقوم بالحاق الأذى بالاشخاص الذين يشاع بانهم مفسدين في المنطقة، اخر حادثة بحسب ما سمعت انهم رموا قنبلة على احد المنازل.

هم يتحججون بانهم يغيرون منكر مستندين على حديث من رأى منكم منكرا فلغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان.

تغيير المنكر حق شرعي لكل مسلم لكن في حدود حددها الشرع وضمن قيود وضعها الشرع وباسلوب يليق بالشخص المسلم الداعي الى الحق...عندما طغى فرعون في البلاد-ولا يوجد اطغى من فرعون-امر الله موسى وهارون باللين في القول...قال تعالى:(اذْهَبْا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طـه:43-44].
لم يأمرهم بالعنف واستخدام العنف، لم يأمرنا الله بسكب الاسيت على ملابس النساء (بل ان هذا الأمر خارج عن الأخلاق والقيم الإنسانية وتعدي على شرف وعار الآخرين)، لم يأمرنا الله بان نرمي قنبلة على منازل الساكنين او نطلق النار على احد اعضاء المسلمين (ان هدم الكعبة حجر حجر اهون عند الله من اهدار قطرة دم مسلم).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب الرفق في الأمر كله. وقال عليه الصلاة والسلام من يحرم الرفق يحرم الخير. كما قال ايضا: إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه.
فالعنف امر مرفوض في الاسلام، لان الاسلام هو دين الرفق والسلام.

نرجع للحديث الذي يستندون عنه فالتغيير بالبيد لا يعني ان تقتل الشخص او تضربه او ترمي عليه النار او الاسيت او غيره مما يسبب له الاضرار، التغيير باليد يصدر في بادئ الامر ممن له سلطة كمن كلفه ولي الأمر بتغيير هذا المنكر او من شخص له احترامه وقدره كصاحب الحكمة في المناطق الريفية الذي يحترمه جميع الناس او كبير السن الذي يحترمه مرتكب المنكر نفسه... واما بلسانه فهي النصيحة والدعوة الى ترك المنكر بطريقة مهذبة ومحترمة...واما بقلبه فهي بالدعى لمرتكب المنكر بالهداية والتواب، حتى ان البعض يقول لا تدعي عليه بشر بل بخير.

هذه هي القيم الإسلامية التي يجب ان نحييها، الشطح في هذه الامور امر خطير.

ايضا كيف لعامي ان يعرف من يرتكب المنكر ويكون متأكد مما يقول، التحقق ومعرفة من يرتكب المحرمات هي من سلطات ولي الأمر وفي زمننا هذا فولي الامر وكل الشرطة والنيابة والمحاكم للقيام بهذا الأمر، فإنك انت الشخص العامي البسيط قد تغلط وتضر شخص لم يرتكب الفعل اصلا، واصلا من اعطاك الحق لتعاقب المسلمين، ولي الامر وحده من له حق العقاب، انت لك حق تغيير المنكر دون ان تضر المسلمين ودون ترهيب او تخويف للمجتمع.

سمعت ذات يوم عن ان سلطان جاء متنكر ليتفقد رعيته وما ان اوصل الى احد الازقة حتى رأى جثة مرمية في الزقاق فسأل عن صاحب الجثة فقالوا انها لشخص كان سيء الخلق مدمن للخمور وزاني، ليس له والد ولا ولد وليس له من اهله غير زوجته، فأخذ السلطان الجثة الى زوجته فدخلت في نوبة من البكاء، وقال السلطان اتبكين على مدمن خمور وزاني، قالت غير صحيح انه من اصلح الناس، لم يرزقه الله باولاد فيذهب الى الخمار ليشتري ما يستطيع من الخمور ويصبها بالارض وهو يقول الحمدلله خففت اليوم على بعض شباب المسلمين، ويذهب الى بائعات الهوى ويعطيهن اجرتهن كاملة بشرط ان يعودن الى منازلهن، ويقول الحمدلله خفتت عليهن وعلى شباب المسلمين، وكنت اقول له ان الناس تأخذ بظاهر الاعمال وان مت لن تجد من يصلي عليك، فيضحك ويقول لي سيصلي علي السلطان ووزراءه ، فبكى السلطان وقال لقد صدق.

العبرة من القصة لا تصدق ظاهر الأعمال دائما، تجنب ان تقذف احدهم او تسبه او تؤذيه، نحن مقصرين جدا في ديننا ولا نحتاج الى ذنوب جديدة.

اني ناصح لكم يا اخوان فريقكم