آخر تحديث :الأحد-24 نوفمبر 2024-02:26ص

الاخبار الرياضية


قصة أجمل نهائي دوري أبطال اوروبا

قصة أجمل نهائي دوري أبطال اوروبا

الأربعاء - 15 مايو 2024 - 05:16 م بتوقيت عدن

- (المرصد)خاص

بقلم:محمد علي العولقي
ليلة الخامس عشر من مايو 2002.. ملعب هامبدن بارك بغلاسكو يغلي باكثر من 55 ألف متفرج..
المناسبة .. نهائي دوري أبطال أوروبا بين العملاق ريال مدريد الإسباني و المكافح باير ليفركوزن الألماني..
وقتها كان ريال مدريد يطفح ببعض الغلاكتيكوس.. روبرتو كارلوس و لويس فيغو و ماكاليلي و راؤول و هيرو و بالطبع الجوهرة الثمينة زين الدين زيدان..
ليفركوزن كان هو الآخر يتوفر على تشكيلة كلها دولية مترابطة و متجانسة على غرار لوسيو و راميلو و مايكل بالاك و باشتورك و أوليفر نيفيل..
كان هاجس ليفركوزن الوحيد كيفية تعطيل كمبيوتر ريال مدريد و صانع ألعابه زين الدين زيدان ..
لجأ مدرب ليفركوزن إلى اعتناق تكتيك العمود الفقري الطولي بزرع مطبات أمام زيدان لمنعه من التحكم في إيقاع اللعب..
لكن قبل أن يقرأ لاعبو ليفركوزن طالع المباراة فوجئوا بهدف فيه من السذاجة ما يكفي للابتعاد عن تفاصيله..
رمية تماس من اليسار..لولب روبرتو كارلوس الكرة بين يديه ثم أرسلها إلى راؤول الثعلب وحيدا..جاء الهدف الأول..و بدأ أن كل شيء تحت سيطرة ريال مدريد..
لكن الفريق الألماني استجمع قواه سريعا.. كافأته جرأته بهدف التعادل من رأسية مدافعه البرازيلي لوسيو..
هنا عاد مدرب ليفركوزن لتشميع كل ثقوب الوسط أمام زيدان..العمود الطولي المؤلف من لوسيو و زيفكوفيتش و راميلو و بالاك و باشتورك و نوفيل.. أحكم كل شيء..و أصبح ريال مدريد في الوسط يتنفس بصعوبة.. بينما كان زيدان يجاهد لإيجاد ثغرة نحو مرمى الفريق الألماني..
كل شيء كان يسير على مايرام..ليفركوزن غطى كل المساحات..لم يفرط في شبر واحد..و الاختناق التمويني كان واضحا للغاية في ظل عزلة لاعبي الهجوم راؤول و موريانتس..
كانت المباراة مغلقة بحاجة إلى ومضة عبقرية..كان فيسنتي ديل بوسكي مدرب الريال هادئا يثق أن زيدان سيجد حلا لهذا التحنيط التكتيكي..
من شك في عبقرية زيدان على إيجاد الحل الاستثنائي عاد ليعتذر.. لأن ما فعله زيدان في مساحة قبر كان عملا خارقا للغاية..
الشوط الأول يوشك على النهاية..الحكم يطالع ساعته..كرة تأتي من الممر الأيسر.. روبرتو كارلوس يرسل كرة نصف هوائية..كرة تشبه البطيخة..زيدان خارج منطقة الجزاء..يثبت قدمه اليمنى ثم يدور على نفسه نصف دورة..يفتح يديه ليعطي جسمه التوازن المطلوب..و مثل راقص بالية على طرف خيط رفيع ..يرفع قدمه اليسرى بطريقة مذهلة..يتلقف الكرة المستحيلة من زاوية مائلة و يفرغ فيها كل السم الزعاف لتستقر في زاوية الشيطان..كان هدفا مذهلا..لا يمكنك أن تشاهد مثله إلا كل نصف قرن..
كان بالاك خلف زيدان تماما..قال لحظتها : يكون هذا الرجل مجنونا لو صوب بهذه الوضعية المستحيلة..
كان العمود الطولي لليفركوزن يشاهد لقطة تحبس الأنفاس..فغر الجميع أفواههم..و عندما استقرت الكرة في الشباك هتف بوت حارس الفريق الألماني : يا إلهي..مستحيل..كيف صوب بهذه الدقة..كيف دار على عقبيه بهذه الليونة..؟
كان زيدان و هو يتلقى التهاني يمزح مع روبرتو كارلوس قائلا:
لقد أرسلت لي بطيخة و ليست كرة..
قهقه كارلوس بدوره و هو يغمز بعينه اليسرى:
فعلت ذلك لأنني أعلم ما ستفعله بالبطيخة..
هذا الهدف الخالد الذي قاد ريال مدريد للتتويج التاسع بدوري الأبطال تم تصنيفه من قبل الفيفا كثالث أجمل هدف في تاريخ اللعبة بعد هدفي مارادونا الإعجازي في مرمى إنجلترا في ربع نهائي كأس العالم بالمكسيك 1986 و ماركو فان باستن في مرمى رينات داسييف حارس مرمى منتخب الاتحاد السوفيتي في نهائي أمم أوروبا بميونخ عام 1988..
من منكم يتذكر هذا الهدف التاريخي..؟

محمد العولقي