آخر تحديث :الجمعة-15 نوفمبر 2024-04:04ص

اخبار وتقارير


‏خديجة بن قنة تصلي في المسجد الأقصى وأفيخاي أدرعي يحتفي

‏خديجة بن قنة تصلي في المسجد الأقصى وأفيخاي أدرعي يحتفي

الأحد - 17 مارس 2024 - 01:35 م بتوقيت عدن

- المرصد_خاص

كتب: أنور مالك
لست ضد صلاة فلانة أو علانة في المسجد الأقصى ولا أناهض السفر للقدس المحتلة فكل ذلك يندرج ضمن الحرية الشخصية التي لا تعليق عليها ولكنني أكره ازدواجية المعايير في مثل هذه المواقف فقط.
ولذلك أقدم هذه الملاحظات الهامة حول الجدل الذي أحدثته الجزائرية خديجة بن قنة بصلاتها في الأقصى وطلتها من القدس:

1- في قناة الجزيرة يجرمون التطبيع وشاشتهم هي منبر يعادي المطبعين هكذا في الظاهر وإن كان باطنها غير ذلك ويكفي أنها أول من أدخلت الرأي الاسرائيلي لبيوت العرب..

2- يرفعون شعارات الرأي والرأي الآخر ويحرمون الفلسطينيين الذي يختلفون مع حماس من الظهور والتعبير عن مواقفهم، في حين يقطعون الإرسال مع مراسليهم في غزة لبث تصريحات قادة الاحتلال وجيشه..

3- يجرمون من يزور القدس ويحرمون السفر للصلاة في الأقصى وكانوا منبرا لأبرز من أفتوا بتحريم الزيارة للمدينة وهي تحت الاحتلال، وهم يفعلون عكس ذلك أمام الكاميرات.

4- جعلوا من صفحاتهم عبر مواقع التواصل منبر المقاومة والصمود والتصدي ومحاربة المطبعين وهم يسافرون للقدس عبر مطار بن غوريون ومن دون حرج بل يسوقون له أنه يشبه فتح الفاروق أو الأيوبي.

5- اختيار بن قنة تحديدا لهذه المهمة وهي جزائرية تعتبر ضربة قطرية صريحة وغير مباشرة لبلدها الأصلي الذي يتباهى نظامه برفض التطبيع وعدم الهرولة له، وكان من الممكن ارسال صحافيات وصحافيين فلسطينيين وما أكثرهم ولا يقلون شهرة عن المذيعة خديجة، كما أنه لديهم مراسلات لن يثير ظهورهن أي جلبة ولن يقدم أي رسائل لصالح المحتل.

6- ظلت الجزيرة وحماس والجهاد يستعملون القدس والمسجد الأقصى لتأليب الرأي العام العربي والإسلامي ولكن ما حدث مع بن قنة ارتد عكسيا تماما وأكد ضمنيا أطروحة الاحتلال ونسف دعاية حلف المقاولة والمماتعة.

7- تصوير بن قنة وهي تصلي في المسجد الأقصى بعدما تقدم نافذتها عبر الأقمار مباشرة وعلى شاشة الجزيرة نسف دعايتها التي تقول فيها أنها مستهدفة من قبل اسرائيل وأن صحافييها ومراسليها يقتلون لأنهم شهود الحقيقة والمحتل لا يريد أي شاهد إعلامي على جرائمه.

8- ضرب هذا الفيديو المتداول عن صلاة بن قنة كل ما تروجه حماس ووسائل إعلامها وفي مقدمتها شبكة الجزيرة ومن معها عن إسرائيل بل أظهر أنها دولة تتمتع بحرية الإعلام وحرية العبادة وهو ما جسدته بن قنة في نافذتها من القدس على قناة تعادي إسرائيل كما يدعون وصلاتها في الأقصى المهدد من إسرائيل كما يروجون.

9- لا يمكن أن يكون ذلك مجرد صدفة أو أنه حادث عارض خاصة مع قناة الجزيرة التي لديها إدارة عمل تحسب لكل شيء، بل أنها قناة تخصصت في البروباغندا وتتقنها لدرجة لا تضاهيها فيها إلا قنوات عالمية كبرى، ولهذا اختيار بن قنة المحجبة والجزائرية الأصل وفي هذا الشهر الفضيل ومع ظروف العدوان على غزة كله مدروس بعناية فائقة، ولا ندري هل خديجة واعية بالمهمة أم هي مجرد موظفة تنفذ ما تؤمر به أو وجدتها فرصة مثلما حدث من قبل وزارت القدس وما أكثر الصحافيين الذين يلهثون خلف المهام الخارجية وامتيازاتها ؟!!

10- عندما يتحدث المناهضون لحماس عن موقفهم ويتم إعادته من جهة إسرائيلية يعتبر الحمساويون ذلك دليل على الصهينة بل أن محلل الجزيرة اللواء المتقاعد الدويري يعتبر كل من ينتقده هو في صف المحتل لأن الإسرائيليين ينتقدونه أيضا أو يشيدون بمن ينتقده وهاهو أفيخاي أدرعي الناطق الرسمي باسم الجيش الاسرائيلي يحتفي بصلاة بن قنة في الأقصى ويعتبرها دليل على حرية العبادة فماذا سيقول أصحاب هذه الأسطوانة المشروخة؟

11- ماهو الانطباع الذي خرج به العرب وهم يشاهدون إعلامية مشهورة تحاور الزعماء وتحدث الجدل عبر مواقع التواصل ويتابعها الملايين وهي تصلي في سكينة وطمأنينة بعدما تنهي نافذتها من القدس؟
هل سيصدقون أن قناة الجزيرة مستهدفة من اسرائيل؟
هل سيصدقون أن الاسرائيليين لديهم ما يخفونه في الأقصى حتى يسمحوا للجزيرة ببث برامجها بحرية ويصلي طاقمها في أمن وأمان؟
هل سيصدقون بعد هذا أن الجزيرة مستهدفة في غزة لأنها تفضح جرائم الاحتلال؟
نقاط كثيرة أظهرتها صلاة بن قنة في المسجد الأقصى وقد احتفى بها الجانب الإسرائيلي وبالتأكيد سيأتي من يقول أن الأمر عادي فمن حق الجزيرة العمل في كل مكان والمهم ما تقدمه للجمهور ومن حق بن قنة أن تذهب في مهمة عمل وغير ذلك ونحن طبعا لسنا ضد كل هذا لكننا نكره النفاق والكيل بمكيالين والميل كل هذا الميل.
ويبقى السؤال ماذا لو زار ‎#أنور_مالك القدس في إطار مهمة حقوقية وإعلامية؟
ماذا سيقول الجزائريون يا ترى؟
طبعا سيعتبرونها خيانة للشهداء وتزكية للمحتل ودعاية ضد المقاومة وضربة لسياسة الدولة الخارجية التي ترفض التطبيع والتطويع وتحرم وتجرم زيارة تل أبيب أو تل الربيع..!
ننتظر والأيام سجال بيننا