زهرة لاري هي أول امرأة إماراتية محجبة تتزلّج على الجليد، وأول إماراتية تشارك في دورة الألعاب العالمية الجامعية الشتوية (يونيفرسياد 2019)، والمتزلّجة الوحيدة التي تمثّل الإمارات في البطولات الدولية.
إنها من دون شك شابة ملهمة استحوذت على قلوب عشاق رياضة التزلج في الإمارات وخارجها، لاسيما أنها حطمت العديد من الحواجز وفتحت آفاقاً جديدة للفتيات المهتمات بالرياضة، وأكدت للجميع أن تحقيق الأحلام ليس صعباً. في هذا الحوار، نتعرف أكثر إلى زهرة لاري الرياضية التي باتت رمزًا للتميز والتحدي، والتي تعكس قصتها قيم الإصرار والإيمان بأن الشغف يمكن أن يكون قوة دافعة لتحقيق النجاح.
كيف بدأت رحلتك في عالم التزلج؟
أحببتُ التزلّج من اللحظة الأولى التي وقعت فيها عيناي على فيلم “أميرة الجليد”، وبدأت ممارسته في سنّ الثانية عشرة.
- ما هي التحديات التي واجهتك كبطلة تزلج محجبة، خصوصاً في بداية مشوارك؟ وكيف تغلبتِ عليها؟
تغلبت على الكثير من المصاعب والعقبات التي واجهتني خلال مسيرتي المهنية. ولكن التحدّي الأصعب كان عندما بدأت المشاركة في المنافسات الدولية وأنا أرتدي الحجاب. وكنت أول متزلّجة تنافس مرتديةً الحجاب، وهو ما لم يعتد الحكّام على مشاهدته، وأصابهم بالحيرة وأدى إلى خصم بعض النقاط. ولكن هذا لم يحبطني، بل دفعني للتفكير بإيجاد حلٍ لتغيير هذا الواقع، فقابلت بعد المنافسة ممثلين عن الاتحاد الدولي للتزلّج وطلبت منهم مشاهدتي وأنا أتزلّج مرتديةً الحجاب، فأدركوا عندها أنه لا يؤثر أبداً في الأداء أثناء التزلّج، ثم اتخذوا القرار بعدم خصم أي نقاط للمتنافسات بسبب ارتدائهن الحجاب.
من أين تستمدّين القوة والطاقة؟
مررتُ بفترات صعبة ومليئة بالتوتر، ولكن مكّنني جمهوري من استعادة القوة والحافز لمواصلة العمل وتحقيق النجاح الذي أهديه إليهم.
- ما هي الرسالة التي تأملين في نقلها إلى عشاق رياضة التزلج، خاصة الفتيات اللواتي يرغبن في متابعة أحلامهن؟
أنصح الفتيات الراغبات بممارسة الرياضة بأن يمتلكن الشغف والإصرار على الاستمرار وتكريس قدراتهن الكاملة لهذا الأمر، حيث يمكن الجميع تحقيق المستحيل عند التحلّي بالعزيمة والإصرار.
- من هي قدوتك في عالم التزلج أو في حياتك الشخصية؟
قدوتي في مجال التزلّج هي المتزلّجة ميشيل كوان، لأنها تسعى دائماً إلى ترك أثرٍ إيجابي في المجتمع، وهو ما أحاول القيام به أيضاً.
- وُضع اسمك ضمن لائحة أكثر الشخصيات تأثيراً على انستجرام في الإمارات. هل يزيد ذلك من المسؤولية الملقاة على عاتقك؟
ازداد حجم مسؤولياتي بعد أن أنجبتُ ابنتي، ولا سيما مع صعوبة إيجاد التوازن بين الوقت المخصّص لها والنشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنني أحاول القيام بالأفضل دائماً.
- ما الذي يحفزك للمزيد من العطاء والنجاح؟
تشجّعني الرسائل التي أتلقاها يومياً على الاستمرار، حيث يخبرني الناس أنني مصدر إلهام يساعدهم على ممارسة التزلّج. كما أشعر بالسعادة لمعرفتي بأنني أساهم في تغيير حياة الناس نحو الأفضل، وهذا ما يستحق المزيد من العمل والنجاح.
- كيف تتعاملين مع التحديات الثقافية أو الاجتماعية التي قد تواجهينها كرياضية محجبة؟
أعتمد منهجية الخطوات الصغيرة للوصول إلى الهدف الكبير وتجاوز كل التحدّيات، حيث أعالج كل مشكلة على حدة ولا ألتفت إلى التعليقات السلبية.
هل من نصيحة معينة للشباب الذين يرغبون في تحقيق أحلامهم، بصرف النظر عن التحديات؟
لا تستسلم أبداً، هذا هو الشعار الذي أعتمده، حيث أتذكر دائماً الحكمة التي تقول بأن الطرقات الصعبة تقود إلى النهايات الجميلة.
- ما تأثير الدعم الذي تحصلين عليه من المجتمع والأهل في تحقيق أهدافك؟
ما كنت لأستطيع تحقيق أحلامي من دون دعم عائلتي وتشجيع والديّ اللذين ضحّيا بالكثير لأكون الأفضل، ولذا أتوجه إليهما بخالص المحبّة والامتنان.
- ماذا عن مشاركتك في مهرجان الإمارات للآداب؟
أعمل حالياً على تأليف كتاب مخصّص للأطفال سمّيته “ليس بعد”، وذلك بالتعاون مع هادلي ديفيس والرسّامة سارة الفاجيه. وأتطلع لمشاركة الجميع هذا الكتاب الذي يعني لي الكثير على الصعيد الشخصي.
- طموحاتك المستقبلية؟
أشجّع الأطفال والفتيات والنساء على السعي لتحقيق أحلامهم التي تتحول إلى حقيقة عند إدراك أن لا مكان للمستحيل بوجود الإرادة.