آخر تحديث :الأحد-24 نوفمبر 2024-06:13م

اخبار وتقارير


قصف الحوثي للأراضي السعودية مجدداً..الابعاد والدلالات؟

قصف  الحوثي للأراضي السعودية مجدداً..الابعاد والدلالات؟

الخميس - 26 أكتوبر 2023 - 08:20 م بتوقيت عدن

- ((المرصد))خاص:

كتب:خالد سلمان

أربعة قتلى سعوديين آخرين يوم أمس بقصف حوثي ، وقبله بحرانيين ، في ظل مناخات كل مافيها كانت تنبئ أننا مقدمون على حالة إنفراج في العلاقات بين الطرفين، الحوثي والسعودي الرسمي بعد الزيارات المتبادلة، والتفاهمات الثنائية بما في ذلك حلحلة الكثير من القضايا العالقة، لصالح الحوثي وعلى حساب الأطراف الأخرى.

السعودية تذهب في الإتجاه الخاطئ بالرهان على طرف لايؤمن كمنهج وسياسة بالسلام ، ولايمكن أن يشكل إضافة حقيقية في بناء منطقة ،تتبادل في ما بينها المنافع بدلاً عن الحروب والقصف المتبادل.

القرار السيادي في صنعاء مختطف من قبل طهران وهنا لا جديد في القول ، وبالتالي لا مجال لتفسير هذا القصف الحوثي لجازان لجهة مصلحة يمنية ، بقدر ماهو في توقيته وعلاقاته بمايجري من تجاذبات سياسية إقليمية، على خلفية حرب غزة، يأتي بتوجيهات إيران، لتمرير تقديرات موقف خاص بها ، تبعثه للأطراف الدولية الإقليمية، خطه العريض أن إيران عبر أدواتها لاعباً مقرراً ،وأنها تمتلك أوراق ضغط تمس قلب المصالح الدولية الإقتصادية ، وأن أي مغامرة إستهداف مباشر لها ولمصالحها ، ستحرق خاصرة الغرب ،بإستهداف مناطق النفط، عصب الإضطراب والإستقرار الدولي.

بعد القصف الأخير هل يمكن رمي كل ماتحقق من تفاهمات سعودية حوثية ، خلف ظهر اللحظة القلقة المضطربة الراهنة ، وإعادة تقديم سردية أقل تفاؤلاً ،وأكثر إنفتاحاً على إنتاج مقاربة مختلفة ، تقوم على خيار العودة للعنف ، هذه المرة بدعم إمريكي حد الشراكة؟.

الإدارة الأمريكية تواجه ضغوطاً متصاعدة ،على خلفية إستهداف قواتها في العراق وسورية ، وترمي مراكز صناعة القرار هناك باللائمة ،على تراخي القبضة الإمريكية ،وعدم الرد الصارم على القوى التي تمسك بالسلاح ، مطالبة إياها بفتح مواجهة شاملة مع أذرع إيران في المنطقة بما في ذلك الحوثي، الذي تتقلص إيجابيات التعويل على إشراكه في تسوية سياسية، مغطاة من عواصم القرار الدولي ، في ما تتزايد مؤشرات توصيفه كقوة مارقة .

عملية يوم أمس في جازان ومحاولة الدخول على خط المواجهة مع إسرائيل ولو دعائياً، يعيد تقييم المخاطر ذات الصلة بالحوثي ،ويفرض آليات تعامل بديلة أو بالأصح العودة للخيار رقم واحد ، أي إسقاطه من حسابات السياسة ، وإضعافه عسكرياً بقوة نيران هائلة وقرارات إقصاء أو حتى إضعاف حاسمة.

السعودية قطعة السكر التي تجذب إليها الهوام، وتتحول إلى متلقٍ للرسائل الإيرانية المرسلة لواشنطن، وفرض طهران معادلة بحدين: أما المزيد من الإعتراف بدورها في المنطقة، وأما إعادة مناطق إنتاج النفط ،إلى مربع عدم الإستقرار السياسي السعري في الأسواق العالمية ناهيك عن إرهاق قواتها بمناوشات جانبية آخذة بالتزايد .

بايدن لايمكن أن يشتري كرسي الرئاسة مجدداً ،بمنح شيك مفتوح في دعم إسرائيل فقط ، في ما قواته عرضة لإستنزاف القوة والمصداقية في العراق وسورية ، وحلفائه الخليجيين تحت رحمة الصواريخ الحوثية ، ومالم يفعل الإثنين معاً: دعم الوحشية الإسرائيلية وتكسير أذرع إيران ، فأن جائزة الفوز بالبيت الابيض ستبقى وفق صناع السياسات الإمريكية ،محفوفة بالشك وبكثير من المخاطر.

الإستهداف الأخير يخلط الأوراق السعودية، الخاصة بالإنسحاب الآمن بأي ثمن من المستنقع اليمني ،ويفتح على قراءات متعددة بما في ذلك العودة ثانية لمربع الحرب.