الاستطلاعات والتحقيقات

السبت - 22 يوليه 2023 - الساعة 01:50 م بتوقيت اليمن ،،،

(المرصد ) متابعات


فن «الدان» اليمني التراثي شهد تجدداً خلال السنوات الأخيرة، فبعد أن ظهر كدندنة وغناء يردده البدو قديماً مع الإبل لتبديد ملل ساعات السير الطويلة في الصحراء، وكأصوات تستخدم في تعديل سير الإبل أثناء الترحال.

تحول بمرور السنين إلى تراث شعبي يحظى بالكثير من الاهتمام، ما دفع بـ«اليونسكو» لإدراجه في قائمتها للتراث العالمي غير المادي، وأصبح مظهراً وأيقونة لفنون التراث الشعبي اليمني.

يقول الباحث الأكاديمي في الفنون اليمنية التراثية نزار غانم لـ «الاتحاد»: إن «الدان» بشكله الحالي يختلف عما بدأه أهل حضرموت قديما في منطقتي تريم وسيئون، فالجيل الحالي من شباب «الدان» أضافوا بعض الألحان والمساجلات الداعمة للفن وتكويناته المعتمدة على المساجلات الشعرية، وحوّلوه إلى فن جماهيري من خلال الآلات الموسيقية والألحان، والآن يصاحبه العود والآلات الإيقاعية.

يعرف أهل حضر موت «الدان» بأنه مجرد نغمات يدندنها الشعراء في جلسات السمر الليلة، وبدأ مع الجمالين ثم انتقل إلى البنائيين والأوساط الحرفية، ومستمر حتى الآن بين عمال البناء.
يشير الباحث الأكاديمي إلى أن دخول الغناء والألحان على فن «الدان» أسماه أهل حضرموت بالطرب وليس «الدان»؛ لأن شكل «الدان» التقليدي مختلف بعض الشيء، ولكنهم تقبلوا «الدان» بشكله الجديد وأصبحت أغانيه محببة ومنتشرة وسط الجيل الحالي من الشباب.

وانتقل «الدان» من جلسات السمر الصحراوية إلى المناسبات العامة وتحول إلى فقرة ثابتة في الأفراح والمناسبات الاجتماعية، بل ظهر أيضاً في تأبين رواد هذا الفن والشعراء المشهورين في اليمن.
وأضاف غانم، أنه كانت للشعراء جلسات معروفة استخدموا فيها مهارتهم في الارتجال، فقدموا قصائد عفوية بشكل كامل، فكانت تعقد الجلسات الشعرية ويبدأون في المبارزات الكلامية دون اتفاق مسبق على الوزن أو القافية، وتنتقل القصائد إلى المغني فيؤديها وسط الحضور.

ويعتبر غانم أن «الدان» واجهة قوية للفن اليمني في المهرجانات والفعاليات الثقافية الخارجية، وخاصة الشكل الجديد منه المضاف إليه الألحان والأغاني، لأنها محبوبة من جانب الشعب اليمني ومنتشرة وسط الشباب.

أما عن الفنون التراثية الأخرى التي من الممكن أن تجد لها مكاناً بين الشباب، فهي الرقصات التي ساهمت في تشكيل الوعي الجمعي في فترات سابقة من تاريخ اليمن ومن بينها الرقصات الحربية التي يؤدونها حتى الآن.