آخر تحديث :الأحد-20 أكتوبر 2024-01:44ص

اخبار وتقارير


"حماس بلا رأس".. عنوان صحيفة عكاظ السعودية يثير الجدل

"حماس بلا رأس".. عنوان صحيفة عكاظ السعودية يثير الجدل

السبت - 19 أكتوبر 2024 - 11:02 ص بتوقيت عدن

- المرصد / متابعات


تناقل مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة الصفحة الأولى في صحيفة عكاظ السعودية التي تناولت مقتل يحيى السنوار زعيم حركة حماس، ضمن حملة إلكترونية يتزعمها الإخوان ضد المملكة على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لتأليب الرأي العام.

الرياض - أثارت صحيفة عكاظ السعودية جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مقال على رأس الصفحة الأولى يتحدث عن مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار بعنوان “إسرائيل تلحق السنوار بهنية.. حماس بلا رأس”، حيث شنت صفحات إخوانية هجوما واسعا عليها، كما أثير الجدل مجددا حول التغطية الإعلامية للحرب على غزة.

وزعمت وسائل إعلام ومنشورات وتغريدات تابعة لصفحات إخوانية على مختلف مواقع التواصل أن “تغطية الإعلام السعودي تتماشى مع روايات المنابر الإسرائيلية” وجاء في تعليق:


وبرز الإعلام لاعباً رئيسياً في المعركة، يُسهم في توجيه الرأي العام؛ للتعاطف مع طرف على حساب الآخر، مع اتهامات لبعض وسائل الإعلام بالتخلي عن المعايير المهنية للدفاع عن وجهة نظر معينة، في ما تقوم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بتغذية الهجمات على وسائل الإعلام التي لا تتناسب توجهاتها مع التيارات الإسلامية، إذ بات الحديث عن المقاومة مثار استقطاب حاد.

واستغلت جماعة الإخوان هذا الجدل لاستئناف هجمتها ضد السعودية على مختلف مواقع التواصل، وترتكز الحسابات في تغريداتها على خطاب ديني لكسب ود المتشددين مستخدمة في ذلك عبارة “بلاد الحرمين” مشفوعة بعبارة “نصيحة لوجه الله” أحيانا.

فمنذ أن بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة، بدأت معها الحرب الدعائية على السعودية، من خلال حسابات إلكترونية تنتشر بين المغردين العرب في إطار محاولة إثارة الفتنة وصولاً إلى تجييش الرأي العام ضد الرياض.

وعلى الطرف الآخر تظهر أصوات سعودية تدعو إلى وقف التماهي مع الحملات الإعلامية الواسعة وتجاهل أيّ محاولات لإثارة الفتنة، خصوصاً بين السعوديين والفلسطينيين، والعمل معاً لفضح الحملة المغرضة عليهم.

وتعتبر الحملة ضد صحيفة عكاظ امتدادا للحملة على قناتي العربية والحدث، حيث تعرضتا لحملة بسبب تغطية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وانتقد أصحابها إيراد وجهة نظر وتصريحات جميع الأطراف من الأحداث الجارية مهاجمين القناة تحت عنوان “#العربية_شريك_في_الإبادة”، في ما بدت التعليقات تؤيد أن تكون التغطية وفق رؤية حماس فقط. وجاء في تعليق:


وظهرت خلفية الحسابات ذات المرجعية الإخوانية وما يسمى بالمقاومة الإسلامية، عبر الانتقادات الحادة والحديث عن مؤامرة وتخوين تحوكها الصحيفة السعودية ضد المقاومة من خلال عنوانها عن مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار.

واعتبر متابعون أن شخصيات من جماعة الإخوان تقف وراء الحملة، بعد أن عملت العديد من وسائل الإعلام السعودية ومن بينها العربية والحدث وعكاظ على كسر السردية الإعلامية التي تسيطر عليها قناة الجزيرة القطرية وتقديم رواية مختلفة للأحداث تثير الجدل في أحيان كثيرة.

وبدا خلال تعليقات الناشطين المهاجمين أن الانتقادات تتعلق بسياسة المنابر الإعلامية التي لا تسير وفق تيار قناة الجزيرة والقنوات الموالية لإيران، إذ ينسجم هؤلاء الناشطون مع تغطية تسلط الضوء على جميع وجهات النظر دون أن تتجاهل بيانات الجيش الإسرائيلي والتفاصيل العملياتية للتطورات العسكرية والتحليلات والانتقادات التي تتعرض لها حماس من قبل الفلسطينيين أنفسهم.

كما أظهرت العديد من التغريدات أن حسابات ومنابر إخوانية تكثّف الحملة على الإعلام السعودي بشكل خاص، وبدا لافتا إعادة نشر العديد من المنشورات بصبغة دينية إمعانا في التحريض والهجوم على المنابر ما يحمل مخاطر على الصحافيين والعاملين فيها.

والمفارقة أن منتقدي قناتي العربية والحدث هم أنفسهم من المروجين لقناة الجزيرة، رغم أن الأخيرة هي من أسس لهذا التقليد في استضافة المسؤولين الإسرائيليين. وقال متابعون إن الجزيرة لها تاريخ في فتح أبواب القناة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والمسؤولين الإسرائيليين للحديث عن أمور عربية، وكذلك إدخال المسؤول الإسرائيلي إلى البيت العربي عن طريق التطبيع الإعلامي.

سأخبركم سرّاً لن يفهمه إلا العقلاء، أنتم تعودتم على تسلق الأسوار، أما أنا وغيري الكثير لم ولن نبارك أحزابًا وجماعاتٍ انشقت على دولها، لماذا.؟ لأننا نعلم أنكم أغبياء ومرتزقة هدفكم ليس البناء بل أنتم مخربون مأجورون وما جرى من قتل وتدمير وتهجير وهزائم لا تُعد ولا تُحصى كل ذلك بسبب ولائكم لدول غير دولكم، فضيعتم أوطانكم وهاجرتم بعد أن قبضتم الثمن. سنمضي وستتبخرّون، وسنبقى شامخين وستبقون أسفل السافلين.

وتعمل الحسابات على إيهام متصفح الهاشتاغات بأن هناك رأياً قوياً يتبناه عدد كبير من الناس بينما الحقيقة تقول إن مصدر هذه الحسابات جهة واحدة. وتساهم الحسابات عبر تغريدات مدروسة في إحجام المغردين عن التغريد بأفكار تخالف هذا التوجه العام وشبه السائد في الهاشتاغ ومن ثمة تشكيل رأي عام والتوجيه نحو نقاش مخطط له.

وتتجاهل الحملة حقيقة أن الإعلام السعودي والفعاليات البارزة في المملكة استفاضت في الحديث عن القضية الفلسطينية وهاجمت الانحياز الغربي لإسرائيل السياسي والإعلامي.


وفي بداية الحرب تحول هاشتاغ #غزة_تباد_والرياض_تحتفل، إلى ترند على موقع إكس. وكان لافتا أن أصوات المغردين العاديين لم تظهر بالمقارنة مع الحضور الواسع لحسابات تابعة لجماعة الإخوان و”محور الممانعة” اللذين نشطا في الهجوم على السعودية، في مقابل دفاع ما يسمّى بـ”الحسابات الوطنجية” السعودية التي تلقى رواجا لافتا بين المغردين السعوديين.

يدعو الشعور الجديد بالقومية إلى الانفصال عن أيّ التزام تجاه أصحاب القضايا، التي لا تضيف إلى السعودية شيئا، فما بالك أولئك الذين يمتهنون سبّ السعودية وشتمها ليلا ونهارا.

ويعتبر السعوديون أنه حين تعرضت بلادهم لقصف الحوثيين في السنوات الماضية لم يتضامن معهم أحد بل تعرضوا للشماتة. وأبرز استطلاع للرأي أجراه معهد واشنطن ن “حماس” كحركة لا تحظى بشعبية بين أغلبية السعوديين، بخلاف النزعة الجديدة المتمثلة في الدعم الشعبي واسع

النطاق في بعض الدول مثل لبنان والأردن ومصر، ويقول 16 في المئة فقط من السعوديين إنه “يجب على حركة حماس التوقف عن الدعوة إلى تدمير إسرائيل، والقبول بحل الدولتين الدائم للصراع على أساس حدود عام 1967”.

في المقابل، ما زال الدعم قائمًا لمبادرات السلام العربية التي تشمل حتمًا إسرائيل. إذ أعرب ثلاثة أرباع المستطلَعين (75 في المئة) عن تأييدهم للمشاركة الدبلوماسية العربية في “عملية صنع السلام بين فلسطين وإسرائيل، عبر تقديم حوافز للجانبين من أجل اتخاذ مواقف أكثر اعتدالًا”، وخاصةً من أجل تقديم الدعم الإنساني لسكان غزة. علاوةً على ذلك، وافقت أغلبية أكبر (86 في المئة) على أنه “بغض النظر عمّا هو صحيح، ما من حل عسكري للصراع مع إسرائيل، لذا يجب إجراء مفاوضات سياسية للتوصل يومًا ما إلى اتفاق بين فلسطين وإسرائيل”.

ولم تؤثّر الحرب كثيرًا في تصورات السعوديين بشأن الجهات الفاعلة المجاورة الأخرى في الصراع. على سبيل المثال، عبّر نحو 90 في المئة من السعوديين عن وجهة نظر سلبية تجاه “حزب الله”، وهي نسبة لم تتغير منذ عدة سنوات. ويعتقد السعوديون أن هذه الحركات “ليست حركات تحرر وطني” بل أوراق بيد إيران ليس هدفها تدمير إسرائيل بقدر ما أن هدفها السيطرة على مقدرات بلادهم في النهاية وتفتيتها.