آخر تحديث :الأحد-14 ديسمبر 2025-10:20م

اخبار وتقارير


الحوثيون وقرار تصنيفهم بالإرهابيين.. هل هم غاضبون جدا؟

الحوثيون وقرار تصنيفهم بالإرهابيين..
هل هم غاضبون جدا؟

الجمعة - 07 مارس 2025 - 02:07 م بتوقيت عدن

- (المرصد)خاص

كتب:عبدالقادر الجنيد

الخسارة الكبرى بتصنيف الحوثية جماعة إرهابية، هي أنهم فقدوا الشرعنة التي كانوا قد حصلوا عليها قبل مغامراتهم في البحر الأحمر.
كانوا قد تحولوا من حركة تمرد إلى طرف نزاع في اليمن.
وكانوا على وشك الاستيلاء على كل اليمن باتفاقية خارطة الطريق.

فقد الحوثيون كل هذا.

ما هو الرد المحتمل للحوثيين بالتصنيف الأمريكي لهم "جماعة أجنبية إرهابية" FTO؟

سوف نتأمل في كل ردود الفعل.
وسوف نستعرض حتى الردود الغير المحتملة بغرض تفنيدها استبعادها.
وفي النهاية سوف نحصر ردود الفعل في احتمالات قليلة.

ولكن سوف نبدأ أولا بالتمعن في:
ما الذي سوف تقوم به أمريكا فعلا بقرارها الخاص بالتصنيف الإرهابي؟
وما الذي سوف يتضرر منه فعلا الحوثيون؟

**
أولا: ما سوف تعمله أمريكا فعلا
**

معنا مشكلة كبيرة، وهي أننا لا نعرف بالضبط ما سوف تعمله أمريكا.

١- أمريكا، قد صنفت الكثيرين في كل أنحاء العالم FTO، ولكنها انتقائية في التطبيق والتنفيذ.
قد تكون متهاونة وقد تكون شرسة ومؤلمة بالمصنفين إرهابيين.
****

أمثلة على جماعات صنّفتها أمريكا كإرهابية لكنها تساهلت معها:
طالبان (أفغانستان): رغم أن أمريكا صنّفت طالبان كجماعة إرهابية وحاربتها عشرين عاما، إلا أنها تفاوضت معها في الدوحة، ثم انسحبت من أفغانستان وسلمتها الحكم عمليًا في 2021، بل وتواصلت معها دبلوماسيًا بعد ذلك، متجاوزةً العقوبات المفروضة عليها.
الحشد الشعبي (العراق): رغم أن بعض فصائل الحشد الشعبي مثل “كتائب حزب الله” و”عصائب أهل الحق” مصنفة إرهابية، إلا أن أمريكا لم تفرض عقوبات فعالة على الكيان ككل، بسبب العلاقة المعقدة بين الحشد والحكومة العراقية.

أمثلة على جماعات صنّفتها أمريكا كإرهابية وتسببت لها بأضرار جسيمة:

حزب الله اللبناني: فرضت أمريكا عقوبات مالية مشددة عليه، مما أدى إلى أزمة تمويل، كما حاصرت شركات وأفراد يموّلونه، وأجبرت مصارف لبنانية على قطع علاقاتها به.
الحرس الثوري الإيراني: بعد تصنيفه منظمة إرهابية في 2019، عاقبته أمريكا مع شبكاته المالية، وأضعفت قدرته على تمويل وكلائه الإقليميين.

٢- قد مرت ثلاثة أيام على تصنيف FTO على الحوثيين، ولم نشاهد قرار محددا يضر بالحوثيين
***

٣- ماذا يعني قرار وزارة الخزانة الأمريكية بتصنيف سبعة من القياديين الحوثيين كأشخاص معاقبون sanctioned ؟
وما الذي قد حدث لهم وغير حياتهم ونشاطهم؟
وما الذي سوف يحدث لهم بالفعل وكيف سيغير هذا من نشاطهم؟
***
هذا القرار رمزي أكثر منه عملي.
الحوثيون سيواصلون نشاطهم بنفس الطريقة، ولن تتأثر قدراتهم.

٤- ماذا يعني وضع جائزة 15 مليون دولار لمن يزود الإدارة الأمريكية بمعلومات عن الشبكة المالية، ونظام الحوالات، وغسيل الأموال، مع العلم بأن أكثر الناس معرفة بهذه المعلومات هم الأمريكيون أنفسهم؟
***
محاولة الغوص في جدوى هذه الجائزة، لا يصل بنا إلى نتيجة عليها القيمة.
لا أحد يعرف عن هذا الجانب أكثر مما يعرفه الأمريكيون أنفسهم.
الأساليب الملتوية لشبكات غسيل الأموال ونظام الحوالة، لا تسمح للأمريكيين باختراقها.

**
ثانيا: ردود أفعال الحوثيين
**

يستطيع الحوثيون تجاهل تصنيفهم إرهابيا FTO إذا لم تقم أمريكا بحجب نظام سويفت SWIFT للحوالات المصرفية عن البنوك الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

سويفت، هو أكثر ما يمكن أن يؤلم الحوثيين.

ردود الأفعال الحوثية على تصنيف الجماعة FTO والتي في الحقيقة يمكن استبعادها كلها، هي:

١- ضرب السفن في البحر الأحمر
*
الحوثيون، كسبوا عشرات الملايين من الدولارات إتاوات مقابل السماح لبعض السفن في البحر الأحمر أثناء اشتعال حرب غزة.
وسمحت بعبور كل السفن الصينية من باب المجاملة وهذا قد أثار حنق أمريكا بوجه خاص.

أمريكا تقرر مضايقة أسطول الظل الإيراني
*
تقوم إيران ببيع نفطها في السوق السوداء في شرق آسيا بسعر ناقص بالدولار وبعدها تقوم شبكات غسل الأموال والحوالات بتوصيل القيمة إلى طهران أو وكلائها.
أمريكا، قررت- يوم أمس- إعاقة مرور هذه السفن في مضايق مالقا وربما باب المندب لكن بدون مصادرتها أو تفجيرها.

قد يتسبب هذا بتعطيل وصول النفط المجاني لميناء الحوثيين في الحديدة.
ولا ندري كيف سيكون رد الحوثيين.

أي تهديد جديد للملاحة الدولية، سوف يتسبب برد فعل عنيف من إدارة ترامب.

**هذا مستبعد.**
———————-
يا ليت!
هذا من مصلحة الشرعية إذا عاد الحوثي لضرب السفن في البحر الأحمر من جديد.

٢- ضرب اسرائيل
*
لن يضرب الحوثيون اسرائيل من جديد حتى لو عادت لإشعال حرب غزة.
بالرغم من تصريحات هنا وهناك بأنهم سوف يعودون لضرب اسرائيل.
أحد قادة الحوثيين (العجري)، قد صرح بأنهم قد توقفوا عن ضرب اسرائيل وأن مهمة التصدي لإسرائيل ليست واجبة عليهم وحدهم ولكن على كل الأمة العربية والإسلامية.
بالإضافة إلى أن كل القيادات الحوثية قد غادرت صنعاء إلى صعدة خوفا من الانتقام الإسرائيلي المتوقع والذي هو في حكم المؤكد.

**هذا مستبعد.**
———————-
يا ليت!
هذا من مصلحة الشرعية إذا عاد الحوثي لضرب اسرائيل من جديد.

٣- ضرب السعودية
*
السعودية، قد تصالحت مع إيران وقد زار السفير آل جابر صنعاء، وقد استضافوا قادة الحوثيين في الحج إلى مكة في العام الماضي وقد أكرموهم وأغدقوا عليهم بالرغم من مخالفتهم للقواعد المرعية التي تتوقعها منهم السعودية، وقد أجرت مفاوضات معهم انتهت باتفاقية خارطة الطريق.

وبالرغم من إلغاء أمريكا لحفل توقيع خارطة الطريق بسبب مغامرات الحوثي في البحر الأحمر ، إلا أن السعودية مازالت تغلف موقفها بشأن خارطة الطريق بالغموض.

ولا بد أن الحوثيين مازالوا يعترفون بالجميل للمملكة السعودية عندما أمروا حكومة الشرعية والبنك المركزي في عدن بالعدول عن جهودهم لحجب نظام سويفت للتحويلات المصرفية البنوك المقيمة في مناطق الحوثي.

**هذا مستبعد.**
———————-
يا ليت!
هذا من مصلحة الشرعية إذا عاد الحوثي لضرب السعودية من جديد.
لأن المملكة لن تتقبل هذا وستعاقب الحوثيين بقسوة.
ولأنه سوف يعيد زخم دعم الشرعية اليمنية من جديد وقد تنقذها المملكة وتقيلها من عثرات مجلس الرئاسة وسوء حكومة المناصفة والنعرات الانفصالية
… وكل هذا تستطيع أن تقوم به المملكة بسهولة إذا أرادت.

٤- الزحف على حقول نفط وغاز مارب
*
الحوثيون، قد كان لهم رد فعل منذ أن أعاد الرئيس بايدن تصنيفهم: SDN- Specially Designated Nationals
وهذا تصنيف أقل بكثير من تصنيف الرئيس ترامب FTO

رد الفعل الحوثي، كان تجنيد طلبة الجامعات وفتيان القبائل إجباريا في كل المحافظات.
هذا يعني شيئا واحدا فقط وهو الهجوم على مناطق الشرعية.

الهجوم على الجنوب أو تعز، سيدخل الحوثيين إلى مناطق تكرههم أشد الكراهية.

والهدف المرجح والأفضل هو حقول نفط وغاز مارب.
حقول الطاقة أهم من مدينة مارب نفسها.
العداء ضد الحوثيين في مارب هو تاريخي وأشد ضراوة من أي مكان آخر.
ولكن هناك يوجد فراغ سكاني.
وتوجد جائزة كبرى هي حقول الطاقة.

هذا رد فعل حوثي قوي ويمكن تحمل الخسارة مقابل مكاسب الاستيلاء على الغاز والنفط وتسديد ضربة قاتلة للشرعية.
وهؤلاء الشباب سيكونون أنساق الهجوم الأولى يتم التضحية بهم لنزف ذخيرة المدافعين ثم يتبعهم المقاتلين الحوثيين المحترفين من كتائب الحسين وغيرهم.

ولكن إذا لم يكن هناك حرمانا للحوثيين من نظام سويفت المصرفي فإنهم قد لا يقومون بأي رد فعل تجاه تصنيفهم "جماعة إرهابية أجنبية" FTO

عبدالقادر الجنيد
٧ مارس ٢٠٢٥