آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-03:09ص

اخبار وتقارير


إسناد جامعة صنعاء درجة الماجستير للمشاط يدخل عبث الحوثيين بالجامعة منعطفا خطرا

إسناد جامعة صنعاء درجة الماجستير للمشاط يدخل عبث الحوثيين بالجامعة منعطفا خطرا

الجمعة - 21 فبراير 2025 - 02:14 م بتوقيت عدن

- المرصد / العرب

مثّلت مناقشة رسالة ماجستير منسوبة إلى مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي للحوثيين مرحلة متقدّمة من عبث الجماعة الموالية لإيران والمسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد، بالمؤسسات الجامعية اليمنية وبالعملية التعليمية والحياة الأكاديمية على وجه العموم.

وتمت مناقشة الرسالة التي حملت عنوان “ثورة 21 سبتمبر وتأثيراتها على الجمهورية اليمنية والمنطقة العربية” داخل القصر الذي يقيم فيه المشاط بدلا من الجامعة.

ويقصد بـ”الثورة” المذكورة سلسلة الأحداث التي أفضت في ذلك التاريخ إلى سيطرة الجماعة على صنعاء واستيلائها على الحكم ومؤسسات الدولة في ما وصف آنذاك بأنه انقلاب حوثي دخل اليمن على إثره حالة حرب بين الجماعة والسلطة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف قادته المملكة العربية السعودية.

وجاء إسناد شهادة جامعية للمشاط على رسالة بشأن هذا الموضوع مظهرا على مساعي الحوثيين لفرض رؤاهم على البلد وتسويق أحداث سلبية ذات نتائج بالغة السوء على مختلف أوضاعه السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية باعتبارها لحظات “مجد” في تاريخه.

وانطوت مناقشة رسالة ماجستير المشاط على عيب إجرائي تمثّل في كون المناقشة لم تجر داخل أسوار الجامعة ولكن داخل القصر الجمهوري الذي استولت عليه جماعة حوثي وحولته إلى مركز لحكمها ويقيم فيه المشاط باعتباره “رئيس الدولة” في سلطة الحوثيين.

وسوّقت منابر إعلامية تابعة للجماعة حصول المشاط على الشهادة باعتباره حدثا “وطنيا” كبيرا. وقالت وكالة الأنباء سبأ في نسختها التابعة للحوثيين إنّ “الباحث مهدي محمد حسين المشاط حصل على درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف في العلوم السياسية تخصص نظم سياسية، من كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء عن رسالته الموسومة بثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وتأثيراتها على الجمهورية اليمنية والمنطقة العربية”.

وأوضحت أن “الدراسة أفضت إلى تحليل جذور ثورة 11 فبراير ودور القوى السياسية في ثورة الشباب السلمية وتقييم تأثيرات ثورة 21 سبتمبر 2014 على اليمن والمنطقة مع التركيز على التدخلات الخارجية وأثرها في مسار الأحداث.”

ونقلت “إشادة اللجنة المناقشة والحُكم برئاسة الدكتورة أشواق أحمد غليس وعضوية الدكتور هاني عبادي مغلس، والدكتور عبدالله منصور حبيش بمضمون الرسالة والنتائج التي توصلت إليها وأوصت بطباعة الرسالة على نفقة الجامعة وتداولها بين الجامعات.”



ويعني تداول الرسالة بين الجامعات أن تصبح مفروضة على مناهج التدريس كما هو الشأن بالنسبة إلى الكثير من الوثائق والمؤلفات الأخرى الخاصة بجماعة الحوثي ومذهبها الطائفي وتعاليمها العقائدية والسياسية.

وانخرط سياسيون موالون للحوثيين في الثناء على “الإنجاز” الأكاديمي لمهدي المشاط وشرح أهميته. وقال عضو المجلس السياسي الأعلى عبدالعزيز بن حبتور الذي سبق للحوثيين أن عينوه رئيسا لحكومتهم غير المعترف بها دوليا قبل أن يقيلوه من المنصب في أغسطس الماضي في برقية تهنئة للمشاط الذي يحمل أيضا رتبة مشير ركن في القوات المسلحة إنّ “هذا الإنجاز العلمي الرفيع يعكس عظمة الإرادة وقوة العزيمة التي يتحلى بها الرئيس المشاط، ويجسد مسيرة القادة العظماء الذين يجمعون بين الفكر والعمل، واضعين العلم والمعرفة في صدارة أدوات البناء والنهضة.”

واعتبر أن الرسالة التي وصفها بالقيّمة “أضافت رؤية تحليلية علمية عميقة لقضية وطنية محورية مجسدة وعي القائد ومسؤوليته تجاه الوطن ومؤكدة أن العلم هو السلاح الأسمى في مواجهة التحديات وتوضيح الحقائق وصياغة المستقبل.”


وعلى الطرف الآخر قوبل إسناد درجة الماجستير للمسؤول الحوثي بموجة استهجان كبيرة داخل أوساط إعلامية وسياسية وأيضا علمية وأكاديمية يمنية تبرّأت مما أقدم عليه أشخاص معينون داخل الجامعة يبدو أنّهم خضعوا للضغط والابتزاز من قبل الجماعة.

وقال علي الحاوري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء إنّ المجلس العلمي لقسم العلوم السياسية بكلية التجارة والاقتصاد لم يناقش ولم يقر مناقشة رسالة مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي للحوثيين.

وأكّد في منشور على صفحته في فيسبوك أن “عضوي لجنة المناقشة من القسم وهما الدكتورة أشواق غليس والدكتور هاني مغلس مطالبان بإظهار التوجيهات القانونية التي سمحت لهما بمناقشة رسالة ماجستير في القصر الجمهوري”.

وأضاف “هل أتاهما توجيه من رئاسة الجامعة مثلا بأن تكون في القصر الجمهوري. وهل عرض الموضوع مثلا على مجلس القسم ومجلس الكلية ومجلس الدراسات العليا ووافقت هذه المجالس على مكان المناقشة هذا.”

وانتهى إلى التأكيد بأن “قسم العلوم السياسية بالجامعة لم يناقش الموضوع وهو المعني الأول به بوصف المناقَش أحد طلاب قسم السياسة ومشرفه ورئيس لجنة المناقشة عضوان بالقسم،” محذّرا من خطورة ما حدث وبأنه يهدد جامعة صنعاء ومكانتها ومتسائلا “هل هناك جامعة في العالم تقبل أن تكون المناقشة في القصر الجمهوري؟” ومجيبا “بالتأكيد ليس هناك، ولن يكون هناك”.