آخر تحديث :الثلاثاء-22 أكتوبر 2024-06:39ص

الشأن الدولي


كيف تتحكم قلة من الولايات في انتخابات الرئاسة الأميركية؟

كيف تتحكم قلة من الولايات في انتخابات الرئاسة الأميركية؟

الأربعاء - 09 أكتوبر 2024 - 11:07 م بتوقيت عدن

- المرصد/متابعات

يعتبر النظام الانتخابي الأميركي من أقدم الأنظمة الديمقراطية في العالم، وقد تم تطويره تدريجياً منذ صياغة الدستور الأميركي عام 1787، ويختلف هذا عن العديد من الديمقراطيات الحديثة بسبب خصوصيته المتمثلة في المجمع الانتخابي، مما يجعله موضوعاً دائماً للنقاش والجدل.
وفي الانتخابات الرئاسية، يتم انتخاب الرئيس ونائبه كل 4 سنوات عبر ما يُسمى نظام الانتخاب غير المباشر.
وعلى الرغم من أن الأميركيين يدلون بأصواتهم مباشرةً، إلا أن اختيار الرئيس لا يتم بشكل مباشر عبر التصويت الشعبي، بل من خلال المجمع الانتخابي الذي يتألف من 538 ناخباً يمثلون الولايات المختلفة بناءً على حجم سكانها.
ويتم إجراء التصويت الشعبي على مستوى الولايات، ويقوم كل ناخب بالتصويت لمرشح رئاسي.
ووفقاً للنظام الأميركي، يتم تخصيص عدد معين من النقاط لكل ولاية بناءً على عدد سكانها ومساحتها، مع تخصيص 3 مندوبين للعاصمة واشنطن، ومجموع هؤلاء النقاط هو 538، ويتطلب الفوز بالرئاسة حصول المرشح على 270 صوتاً انتخابياً على الأقل. يتم تخصيص الأصوات الانتخابية للمرشح الفائز في كل ولاية وفقاً لنظام «الفائز يحصل على الكل» باستثناء ولايتين «ماين ونبراسكا» اللتين تستخدمان نظاماً مختلطاً يوزع الأصوات بناءً على نتائج التصويت في المقاطعات.
وتظهر الفجوة بين التصويت الشعبي والنتائج النهائية، إذ يمكن لمرشح أن يخسر التصويت الشعبي الوطني، ولكنه يفوز بالانتخابات عبر المجمع الانتخابي.



أبرز الأخبار

«الأغذية العالمي»: 1.2 مليون تأثروا بالأزمة الحالية في لبنان الأمم المتحدة و«يونيفيل»: التفاوض سبيل استعادة الأمن على جانبي الخط الأزرق ترامب يقلص الفارق مع هاريس إلى 3 نقاط مئوية قتلى وجرحى بضربة إسرائيلية على مخيم للاجئين وسط غزة مصر: إقامة دولة فلسطينية تفتح آفاقاً للسلام والتعاون بالمنطقة منظمات دولية: العاملون الإنسانيون في غزة يواجهون انعدام الأمن الحكومة الفلسطينية: تشكيل فريق وطني لإعادة إعمار غزة «الصحة الفلسطينية» تحذر من توقف خدماتها في شمال غزة لبنان يؤكد ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف فوري لإطلاق النار 27 قتيلاً من «الشباب» في الصومال «الاتحاد» ترصد الاستعدادات.. اتخاذ الإجراءات التنفيذية لدعم حملة «الإمارات معك يا لبنان» سفير لبنان: الإمارات شريك في تخفيف محنة الشعب اللبناني «أبوظبي للإسكان» تجري استطلاعين لقياس رضا المتعاملين واحتياجاتهم حمدان بن محمد يزور متحف قصر السلام في مدينة الكويت مكتوم بن محمد: ميزانية 2025 تحقق أهداف التنمية المستدامة ولي عهد الشارقة يفتتح غداً دور الانعقاد العادي الـ 2 للمجلس الاستشاري حملة تجميع وتعبئة حزم إغاثة الشعب اللبناني تنطلق السبت والأحد جاسم البديوي: الإمارات أنجزت التزاماتها الخاصة بمشروع السكك الحديدية الخليجية «تنفيذي الشارقة» يناقش مستجدات العمل الحكومي محمد الشرقي يطلع على خطط وبرامج جامعة العلوم والتقنية بالفجيرة
الأخبار العالمية
كيف تتحكم قلة من الولايات في انتخابات الرئاسة الأميركية؟
كيف تتحكم قلة من الولايات في انتخابات الرئاسة الأميركية؟






9 أكتوبر 2024 23:43
يسرى عادل (أبوظبي)
يعتبر النظام الانتخابي الأميركي من أقدم الأنظمة الديمقراطية في العالم، وقد تم تطويره تدريجياً منذ صياغة الدستور الأميركي عام 1787، ويختلف هذا عن العديد من الديمقراطيات الحديثة بسبب خصوصيته المتمثلة في المجمع الانتخابي، مما يجعله موضوعاً دائماً للنقاش والجدل.
وفي الانتخابات الرئاسية، يتم انتخاب الرئيس ونائبه كل 4 سنوات عبر ما يُسمى نظام الانتخاب غير المباشر.
وعلى الرغم من أن الأميركيين يدلون بأصواتهم مباشرةً، إلا أن اختيار الرئيس لا يتم بشكل مباشر عبر التصويت الشعبي، بل من خلال المجمع الانتخابي الذي يتألف من 538 ناخباً يمثلون الولايات المختلفة بناءً على حجم سكانها.
ويتم إجراء التصويت الشعبي على مستوى الولايات، ويقوم كل ناخب بالتصويت لمرشح رئاسي.
ووفقاً للنظام الأميركي، يتم تخصيص عدد معين من النقاط لكل ولاية بناءً على عدد سكانها ومساحتها، مع تخصيص 3 مندوبين للعاصمة واشنطن، ومجموع هؤلاء النقاط هو 538، ويتطلب الفوز بالرئاسة حصول المرشح على 270 صوتاً انتخابياً على الأقل. يتم تخصيص الأصوات الانتخابية للمرشح الفائز في كل ولاية وفقاً لنظام «الفائز يحصل على الكل» باستثناء ولايتين «ماين ونبراسكا» اللتين تستخدمان نظاماً مختلطاً يوزع الأصوات بناءً على نتائج التصويت في المقاطعات.
وتظهر الفجوة بين التصويت الشعبي والنتائج النهائية، إذ يمكن لمرشح أن يخسر التصويت الشعبي الوطني، ولكنه يفوز بالانتخابات عبر المجمع الانتخابي.
هذا ما حدث في انتخابات عامي 2000 و2016، حيث فاز جورج دبليو بوش ودونالد ترامب على التوالي بالمجمع الانتخابي رغم خسارتهما التصويت الشعبي.

الولايات المتأرجحة
«الولايات المتأرجحة»، مصطلح سياسي يطلق على الولايات التي لا تحتوي على أغلبية سياسية جمهورية أو ديمقراطية، الأمر الذي يجعل مواقفها مُتغيّرة من دورة انتخابية إلى أخرى.
لذلك تتجه أنظار الحملات الانتخابية إلى تلك الولايات لمحاولة استمالتها والفوز بأصوات ناخبيها.
ويركز المرشحون على ولايات معينة تُعرف بـ «الولايات المتأرجحة» أو «الولايات الحاسمة» التي قد تميل لأي من الحزبين الرئيسيين.
وعلى سبيل المثال، ولايات «أريزونا، جورجيا، ميشيغان، بنسلفانيا وويسكونسن»، التي تحصل على اهتمام خاص لأن نتائجها تكون غير محسومة مسبقاً.وعلى خلاف الولايات المتأرجحة، هناك «الولايات الحمراء» التي تميل للحزب الجمهوري، و«الولايات الزرقاء» التي تميل إلى الحزب الديمقراطي.

الولايات الزرقاء
تُعرف بولائها المستمر للحزب الديمقراطي، حيث تتميز بتبنيها للقيم والسياسات التقدمية، تميل هذه الولايات إلى دعم قضايا مثل حماية البيئة، والعدالة الاجتماعية، وإصلاح نظام الرعاية الصحية، والدفاع عن الحريات الاجتماعية.
ويعكس هذا التوافق مع الحزب الديمقراطي توجهاً أيديولوجياً ليبرالياً، يُعطي الأولوية لحل القضايا المجتمعية من خلال السياسات التقدمية.
وخلال السنوات الأخيرة، حقق الحزب الديمقراطي نجاحاً كبيراً في ولايات تقع على السواحل الشرقية والغربية، وكذلك في بعض مناطق الغرب الأوسط.
ومن بين أبرز هذه الولايات، «كاليفورنيا، نيويورك، ماساتشوستس، فيرمونت، وواشنطن».
وتمتاز هذه الولايات بعدد سكان كبير، بالإضافة إلى اقتصادات متنوعة، ونفوذ سياسي واسع على المستوى الوطني، مما جعلها معاقل قوية للديمقراطيين.
ويعكس هذا النجاح ارتباط سياسات الحزب الديمقراطي بالقيم والمواقف التقدمية السائدة بين سكان هذه المناطق، الذين يتمتعون بتركيبة سكانية ديناميكية وأفكار مجتمعية متطورة.

الولايات الحمراء
تُعرف «الولايات الحمراء» بتأييدها المستمر للحزب الجمهوري في الانتخابات، وتتركز بشكل أساسي في مناطق الجنوب، الغرب الأوسط، والسهول الكبرى في الولايات المتحدة.
وتتميز هذه الولايات بتوجهاتها السياسية المحافظة، حيث تركز على مبادئ مثل تعزيز الحرية الفردية، وخفض الضرائب كجزء من سياساتها العامة.
غالباً ما يتشكل المشهد السياسي في «الولايات الحمراء» بفعل التركيبة السكانية الريفية الكبيرة، مما ينعكس على توجهات السكان وأولوياتهم السياسية.
كما أن هذه الولايات تتميز بوجود قوي للمحافظين دينياً، الذين يدعمون السياسات الاجتماعية المحافظة.
ويساهم التداخل بين الموقع الجغرافي، والفلسفة السياسية، والعوامل الثقافية في تشكيل هوية «الولايات الحمراء» في النظام السياسي الأميركي.



ومن بين أبرز الولايات الحمراء، «ألاباما، ألاسكا، فلوريدا، وأوهايو»، التي تعد معاقل قوية للحزب الجمهوري.

قضايا بارزة
في الانتخابات الأميركية القادمة، هناك عدد من القضايا الرئيسية التي تشغل بال كل من الناخبين لمحاولة حلها، والمرشحين لمحاولة الالتفاف حولها.
وبلا شك تشكل هذه القضايا، فسيفساء الحملات الانتخابية لكل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ومن أبرز هذه القضايا:

التضخم:
يظل الاقتصاد على رأس أولويات الناخبين في الانتخابات الأميركية لعام 2024، حيث يزداد القلق بشأن التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة. وخلال السنوات الماضية، أدت زيادة أسعار الفائدة وسياسات التحفيز المالي إلى تفاقم التضخم، مما أثر على القوة الشرائية للأميركيين.
ويسعى الجمهوريون إلى تقليل الضرائب والحد من الإنفاق الحكومي، مع التركيز على تحرير الاقتصاد من القيود التنظيمية.
وعلى سبيل المثال، يسعى دونالد ترامب إلى خفض الضرائب على الشركات والطبقات العليا، وتخفيض ضريبة الشركات إلى 15%​.
كما يركز الديمقراطيون على زيادة الضرائب على الأثرياء والشركات الكبرى، مع تعزيز الإنفاق الاجتماعي، ورفع الحد الأدنى للأجور بهدف تقليل الفجوة الاقتصادية.

الهجرة:
تشكل محوراً رئيسياً للنقاش في ظل استمرار الجدل حول كيفية التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين وحماية الحدود.
ويؤيد الجمهوريون سياسات صارمة، مثل ترحيل المهاجرين غير الشرعيين وبناء الجدار الحدودي. ويقترح دونالد ترامب اتخاذ إجراءات قاسية مثل إنشاء مراكز احتجاز للمهاجرين وتسريع عمليات الترحيل​.
أما الديمقراطيون فيدعون إلى إصلاح شامل لنظام الهجرة، يشمل تسهيل الحصول على الجنسية وتحسين إجراءات اللجوء مع توفير موارد أكبر لإدارة الهجرة القانونية​.



حقوق الإجهاض:
أصبحت قضية حقوق الإجهاض في مركز الاهتمام بعد إلغاء حكم «Roe v. Wade» عام 2022، الذي كان يحمي الحق في الإجهاض على المستوى الفيدرالي.
ويسعى الجمهوريون إلى فرض قيود صارمة على الإجهاض، مع دعوات لإقرار حظر وطني، رغم تردد ترامب في هذا الأمر، إلا أن نائبه جي دي فانس، أيد فرض حظر وطني​.
فيما يعتبر الديمقراطيون الإجهاض حقاً غير قابل للتفاوض، ويدعمون تشريعات تضمن الوصول الآمن والقانوني للإجهاض في جميع الولايات. وتعهدت كامالا هاريس بمواصلة الدفاع عن حقوق المرأة في هذا المجال​ في أكثر من محفل انتخابي.

التغير المناخي
يعد من أبرز القضايا التي تشغل الناخبين الشباب والديمقراطيين، خاصة مع تزايد التوجه نحو الطاقة المتجددة، كما أنه يُظهر أكبر فجوة للتعاطي معه عبر المرشحين الجمهوري والديمقراطي.
ويشكك الجمهوريون في تكاليف السياسات البيئية التي يعتقدون أنها تؤثر سلباً على الوظائف في الصناعات التقليدية مثل النفط والفحم.
ويركزون على استراتيجيات لتقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة دون فرض قيود بيئية صارمة​، كما أنهم يخففون دائماً من وطأة الأضرار البيئية، وقد انسحب بالفعل ترامب من اتفاقية باريس إبان عهده في الرئاسة.
أما الديمقراطيون، فيدعمون سياسات طموحة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز استثمارات في الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي لوقف الاحتباس الحراري​.



الأمن القومي والسياسة الخارجية
مع تزايد التوترات العالمية، يشكل الأمن القومي والسياسة الخارجية جزءاً كبيراً من نقاشات الانتخابات.
ويسعى الجمهوريون إلى تقليص التدخل الأميركي في الصراعات الدولية، مع التركيز على حماية المصالح الأميركية أولاً.
واقترح دونالد ترامب تسوية النزاع الأوكراني عبر تنازلات إقليمية لروسيا​، وتعهد بإنهائه خلال 24 ساعة إذا تولى الرئاسة.
أما الديمقراطيون يدعمون دوراً أميركياً نشطاً في الساحة الدولية، ويركزون على تعزيز التحالفات العالمية ودعم أوكرانيا في مواجهتها مع روسيا، إذ أمر الرئيس الأميركي جو بايدن قواته بتعديل الانتشار في الشرق الأوسط «حسب الضرورة»، بعد توسع التوترات في المنطقة.