آخر تحديث :الثلاثاء-29 أكتوبر 2024-11:49م

اخبار وتقارير


حرب المياه

حرب المياه

الثلاثاء - 16 يوليه 2024 - 05:15 ص بتوقيت عدن

- المرصد/العربي الجديد

ست سنوات والعالم أمام سؤال: ماذا تحقق من أهداف التنمية المستدامة، خاصة تلك المتعلقة بالمياه؟ إذ ما زال هناك أربعة مليارات شخص يعيشون في مناطق تعاني من ندرة المياه، و90% من دول العالم ترتبط بظواهر مناخية ذات تأثير على المياه، كما أن 30% من الوفيات ناتجة عن التلوّث، خاصة تلوّث مياه الشرب.
وجاء في تقرير نشرته منظمة اليونسكو، بالنيابة عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية في عام 2024، أنه "كلما تفاقم الإجهاد المائي، تعاظمت مخاطر اشتعال النزاعات على الصعيدَين المحلي والإقليمي. إن أردنا الحفاظ على السلام، يجب علينا العمل بسرعة، ليس فقط لحماية الموارد المائية، بل أيضاً للدفع بعجلة التعاون الإقليمي والعالمي في هذا المضمار".
وتعتبر أفريقيا من المناطق الغنية بالموارد المائية، إلا أن أكثر من 500 مليون شخص في القارة يعانون من مشكلات تتعلّق بتوفير المياه، بما في ذلك مياه الشرب. وذكر تقرير اليونسكو أن "كلاً من مصر وبوتسوانا والغابون وموريشيوس وتونس تتمتع بأعلى نسبة وصول إلى المياه، في حين وصفت دول الصومال وتشاد والنيجر بأنها دول لديها أدنى مستوى وصول إلى المياه، وأن 3 من كل 10 أشخاص في القارة السمراء لا يمكنهم الحصول على مياه الشرب".
الملفت أن القارة الأفريقية يجري فيها 17 نهراً كبيراً، من بينها نهر النيل، إلى جانب 160 بحيرة من ضمنها البحيرات العظمى التي تعد أغنى مناطق أفريقيا بالماء. رغم هذا تعد أفريقيا إحدى أكثر القارات هشاشةً أمام التغيرات المناخية، ولا يقتصر الأمر على ندرة المياه، وإنما تكمن الهشاشة في التفاوت من ناحية نسب هطول الأمطار.




أدركت استراتيجية المياه للبنك الأفريقي للتنمية (2021-2025) أن الاستثمارات المتعلقة بالمياه تساهم في التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره، وتعزيز المرونة من خلال إدارة المخاطر المتزايدة للفيضانات والجفاف والإجهاد المائي وتدهور جودة المياه. وأوصى مرفق المياه الأفريقي، إبان انعقاد مؤتمر المناخ (كوب 28) في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، باتخاذ إجراءات للاستجابة لتغير المناخ مع التركيز على التكيف، وبناء القدرة على التكيف مع المناخ، خاصة في مجال استدامة موارد المياه، وفقاً لما تم اقتراحه من مناهج لأنظمة المياه التحويلية للتكيف مع المناخ وتعزيز الأمن المائي من أجل المرونة المناخية في أفريقيا.
فهل نشهد انفراجاً في الشأن، أم إن الحال سيظل كما هو لأن أفريقيا ليست قطعة ضمن العالم الأول؟ وهل تجد المطالبة بالعدالة المناخية أذناً صاغية؟ أم سيظل الإنسان الأفريقي يعاني في حروبه التي لا تتوقف، والتي انضمت إليها حرب المياه؟