حققت الفنانة المصرية ليلى علوي نجاحاً باهراً في فيلمها السينمائي الجديد "مقسوم"، والذي قدّمت فيه شخصية جديدة عليها. وأخيراً، أجرت "لها" مقابلة معها تحدثت خلالها عن الفيلم، وشخصية "هند" التي قدمتها فيه، وردّت على اتّهام البعض بأن الفيلم يشبه مسلسل "ريفو" الذي حقق نجاحاً كبيراً في الوطن العربي. كما كشفت ليلى علوي عن أسباب مشاركتها في "موسم الرياض"، ورأيها في النهضة الفنية بالمملكة العربية السعودية.
ما الذي حمّسك لتقديم فيلم "مقسوم"؟
الشخصية التي قدّمتها في الفيلم كانت جديدة بالنسبة إليّ، وفيها الكثير من التفاصيل التي تلامس أحاسيس المشاهدين، بالإضافة الى المخرجة كوثر يونس التي تمكّنت من إخراج كل الطاقات الكامنة في داخلنا كممثلين أثناء البروفات... كل هذه العوامل شجّعتني على تجسيد شخصية "هند" في الفيلم.
- قيل إن الفيلم يشبه مسلسل "ريفو" الذي يحكي قصة فرقة موسيقية في فترة التسعينيات، ما ردّك؟
الذكريات شيء جميل في حياتنا، فمَن منّا لا يتذكر طفولته والأيام التي عاشها مع أهله وأصدقائه؟ دائماً نجد أن كل أيامنا مرتبطة بأغنية معينة سمعناها، لذلك تأخذنا الأغاني وكلماتها وألحانها الى ذكريات كنا نحبّها، وهو ما يُعرف بـ"النوستالجيا"، حتى عندما نشاهد فيلماً قديماً أو مسلسلاً تلفزيونياً نسترجع ذكريات عرضه و"لمّة" العائلة حوله، لذلك تؤثر أفلام "النوستالجيا" في كل شخص يشاهدها، ويراها تشبه بعضها البعض رغم الاختلاف بين الفيلم والمسلسل.
- كيف وجدت العمل مع باقي الفنانين المشاركين في الفيلم مثل شيرين رضا وعمرو وهبة وسماء إبراهيم؟
بصراحة، استمتعت كثيراً بالعمل مع هؤلاء الفنانين في كواليس تصوير الفيلم، وأمضينا معاً أجمل الأوقات طوال فترة التصوير، وهذه الروح الجميلة ظهرت بوضوح للمشاهدين على الشاشة.
- عُدت الى المسرح بعد غياب حوالى 27 عاماً بمسرحية "الصندوق الأحمر" التي عُرضت في "موسم الرياض" أخيراً، كيف حصل ذلك؟
سعيدة جداً بعودتي الى المسرح بعد غياب سنوات طويلة، وبالإقبال الكبير للجمهور السعودي على مسرحيتي الجديدة "الصندوق الأحمر". كنت أحلم بالعودة من خلال نص مسرحي متكامل يشجّعني على خوض التجربة بعد كل هذه السنوات من التوقف، وهو ما وجدته في هذه المسرحية التي توافرت فيها كل العناصر الفنية، لذلك وافقت على تقديمها وأجرينا لشهور عدة بروفات كثيرة حتى نقدّم عملاً مسرحياً مميزاً للجمهور.
- وما الذي حمّسك للمشاركة في "موسم الرياض"؟
النهضة الفنية التي تحدث في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة، تشجّع أي فنان على أن يكون موجوداً فيها. حين حضرت الدورة الأولى من "مهرجان البحر الأحمر السينمائي" في مدينة جدّة، وهي الدورة التي تشرّفت بالتكريم فيها، لمست الشغف الكبير لدى كل صنّاع الفن في المملكة لتحقيق المزيد من التطوّر، وهو ما يحمّسني دائماً للمشاركة في أي فعالية أو مناسبة فنية أتلقّى دعوة لحضورها في المملكة، وخصوصاً "موسم الرياض" الذي يقدّم الكثير من الفعاليات الفنية والترفيهية المميزة للجمهور.
- يردّد البعض أن هناك جزءاً ثانياً من الفيلم السينمائي الناجح "يا دنيا يا غرامي" الذي عُرض عام 1996 وشاركت في بطولته مع إلهام شاهين وهالة صدقي، ما تعليقك؟
بالفعل كانت هناك فكرة لتقديم جزء ثانٍ من الفيلم، لكن حتى الآن لم يُعرض عليّ أي سيناريو خاص بهذا المشروع.
- هل ترين أن فيلمَي "ماما حامل" و"شوغر دادي" أعاداك بقوة الى جمهور السينما بعد غياب أربع سنوات؟
حين عُرض عليَّ سيناريو فيلم "ماما حامل" سعُدت كثيراً بأنني أقرأ موضوعاً مناسباً يشجّعني على العودة الى السينما بشكل يليق بمشواري الفني، وفي الوقت نفسه لا يستخفّ بعقول المشاهدين. وخلال السنوات الأربع التي سبقت تقديمي لهذا الفيلم، عُرض عليَّ الكثير من الأعمال السينمائية، لكنني لم أجد نفسي فيها، فرفضتها كلها. وفي السنوات الأخيرة، صرت أسعى لتقديم عمل فني اجتماعي جيد، وتحقق لي ذلك من خلال فيلم "شوغر دادي" الذي عُرض أخيراً في دور السينما المصرية.
- قدّمت مسلسل "منوّرة بأهلها" الناجح عبر منصة "شاهد"، كيف ترين تجربة المنصّات الرقمية؟
المنصّات الرقمية أصبحت اليوم واحدة من أدوات الفن، وعلى الرغم من أن هذه المنصّات تعرض أعمالاً درامية في حلقات قليلة، إلا أن نصوص هذه الأعمال على قدرٍ عالٍ من الاحترافية والأهمية وتجذب الجمهور، الذي يبحث عن المسلسلات التلفزيونية التي تحمل قصة ومضموناً جيدين، بعيداً من الإطالة والمطّ في الأحداث. لهذا أثبتت المنصّات الرقمية نجاحها، لا بل فتحت الباب أمام شركات الإنتاج لإعادة النظر في مسلسلات الـ٣٠ حلقة، وقد بدأ بعض هذه الشركات بتقديم قصص تلفزيونية لا تتعدّى حلقاتها العشر، ولهذا أجدها تجربة ناجحة.
- كيف مرّ عليكِ عام 2023 على المستويين الفني والإنساني؟
كانت سنة جميلة ومليئة بالنجاحات الفنية والشخصية، وأدعو الله أن يديم علينا نعمة الصحة ونواصل النجاح هذا العام.
- هل تقرأ ليلى علوي؟
أنشغل طوال الوقت في تصوير أعمالي الفنية وقراءة العديد من السيناريوهات الجديدة التي تُعرض عليَّ.
- وما الذي تهتمين بمشاهدته من أفلام عالمية؟
أحرص على مشاهدة الأفلام السينمائية من مختلف الجنسيات والأنواع، حتى أكون على اطّلاع بكل جديد يُقدّم في صناعة السينما والفن محلياً وعالمياً، سواء كان قصصاً أو تصويراً أو إخراجاً، ويساعدني في ذلك تواجدي في المهرجانات العالمية المختلفة حيث أشاهد أغلب الأفلام التي تُعرض ضمن فعالياتها اليومية.
- كيف ترين قضايا المرأة وتأثير الفن فيها؟
أنا سعيدة بعودة البطولات النسائية الى الساحة الفنية، والسينمائية تحديداً، وتقديم عدد من القضايا والموضوعات التي تلمس المرأة مباشرةً، للتعرف على نوعيات جديدة من المشكلات والقضايا المجتمعية التي تطورت مع تطور الزمن وواكبت ظروف الحياة المعاصرة.
ما الذي يجذبك في عالم الموضة؟
كأي امرأة في العالم، تجذبني الموضة، فكوني فنانة يحتّم عليّ أن أتابع باستمرار كل ما هو جديد في عالم الموضة والأزياء، لكنني لا أنتقي إلاّ القطع التي تناسب شخصيتي.
- ما هي رسالتك لابنك "خالد" في العام الجديد، وهل تشاركينه أمورك الفنية؟
"خالد" هو أغلى الناس عندي، وأتمنى له السعادة والنجاح في حياته. وبما أنه أهم شخص لي، أستشيره في الأعمال الفنية التي أتردّد في شأنها فينصحني وأنا آخذ برأيه.
- وهل تتدخلين في تحديد مستقبله وطموحاته؟
هو ليس تدخلاً بل حرص عليه ليكون مستقبله أفضل. "خالد" يملك مطلق الحرية والثقة والمسؤولية في حياته وكل قراراته، لكنني أقدّم له النصيحة من واقع خبرتي في الحياة، فهذا هو دور الأم.