آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-12:16ص

اقرأ في الصباح


علاقة مرض السكر بشبكية العين... الجديد في علاج الشبكية ورشح العين والاعتلال الشبكي السكري

علاقة مرض السكر بشبكية العين... الجديد في علاج الشبكية ورشح العين والاعتلال الشبكي السكري

الأحد - 21 مايو 2023 - 10:36 ص بتوقيت عدن

- متابعة


الشبكية هي جزء مميز في جسم الإنسان والمسؤول عن الرؤية الطبيعية له، وهي طبقة من عشر طبقات من الخلايا، لا بد أن تكون جميعها سليمة لكي تصبح الرؤية طبيعية وصحيحة، علماً أنها الجزء الوحيد في العين الذي لا يمكن تعويضه صناعياً أو زراعته. ولأهمية هذا الموضوع، التقت «سيدتي» الدكتور محمد رشاد النقيب، اختصاصي طب وجراحة العيون في السعودية، استشاري في تخصص دقيق جداً، وهو علاج وجراحة الشبكية والجسم الزجاجي.

الدكتور محمد النقيب: أثبتت الدراسات الطبية أنه يجب السيطرة على السكري للمساعدة على تحسن الشبكية
الدكتور محمد النقيب، طبيب سعودي في جامعة أم القرى، وعضو هيئة التدريس فيها، تخرج عام 1996 في جامعة الملك عبد العزيز بمرتبة الشرف، وكان من الخمسة الأوائل على دفعته حينذاك، لذلك ابتعث إلى جامعة مكجيل بكندا، وحصل على البورد الكندي عام 2005، ليعود بعدها في عام 2008 إلى أرض الوطن وهو يحمل التخصص الدقيق في طب وجراحات الشبكية والجسم الزجاجي.
عمل د. محمد النقيب استشارياً في المركز الدولي الطبي بجدة، وفي مدينة الملك عبد الله الطبية، ومستشفى العيون، ومستشفى قوى الأمن بمكة المكرمة، وهو المنشئ لقسم العيون بمستشفى قوى الأمن، وكان رئيساً لقسم العيون لسنوات عدة، كما قدم الكثير والعديد من الأبحاث والمحاضرات في طب وجراحة العيون.





بداية، هل هناك علاقة بين ضبط السكر وحدوث مضاعفات على العين والشبكية؟
نعم، أثبتت الأبحاث العلمية أنه إذا حافظ الإنسان على السكر التراكمي بحدود 6-7، فقد يحميه الله من مشاكل العين الناتجة من السكري بنسبة 75 %.

هل تحدث المضاعفات بعد فترة قصيرة من الإصابة بمرض السكر؟
هناك نوعان من السكر: السكري الأول، وهو يحتاج إلى سنوات عدة قبل ظهور مشاكل في العين من تاريخ التشخيص. أما الآخر، فقد تكون فيه الشبكية متأثرة عند تشخيص المرض؛ لأننا لا نعلم متى تمت الإصابة بالسكري.
قد يهمك الإطلاع على أعراض الجلوكوما قد تقودك إلى العمى.. إليك طرق التشخيص



تأثير السكر
ما تأثير السكر على العين؟ وما المضاعفات على الشبكية؟
قد يسبب الإصابة بالمياه البيضاء، وارتفاع ضغط العين، فيما الإصابة بالمياه الزرقاء، تسبب رشحاً في الشبكية، ونزيفاً داخل كرة العين، وجلطات في الأعصاب المسؤولة عن حركة العين. وهناك مضاعفات عدة تبدأ بحدوث بعض التغييرات في الأوعية الدموية الدقيقة، وترسبات «الهون» في طبقات الشبكية، وترسبات الدم، ثم النزيف في طبقات الشبكية، وبعد هذه المراحل تظهر شعيرات دموية غير طبيعية قد تؤدي إلى نزيف داخل العين، وتليفات في السائل الزجاجي؛ ما يؤدي إلى انفصال الشبكية وفقدان البصر.

هل يمكن تجنب نزيف السائل الزجاجي؟
نعم، عند فحص المريض بعد وضع القطرات الموسعة لها، يستطيع طبيب العيون معرفة إصابة المريض من عدمه، والمرحلة التي وصل إليها المرض.

متى يجب الكشف والفحص لشبكية مريض السكر لأول مرة؟
بالنسبة إلى النوع الأول من السكري، يتم خلال السنوات الخمس الأولى، وبعد ذلك سنوياً، أو أقل، بحسب إرشادات استشاري شبكية العين. أما النوع الآخر، وهو الأوسع انتشاراً، فيتم عند معرفة الإصابة بالسكري، ويجب المتابعة بعد ذلك حسب إرشادات طبيب الشبكية والمرحلة التي وصل إليها المريض.

هل ضبط السكر يفيد في تحسن شبكية العين؟ وما فترة المتابعة الدورية؟
أثبتت الدراسات الطبية أنه يجب السيطرة على السكري للمساعدة على تحسن الشبكية، وتكون المتابعة وفق حالة الشبكية، وما يراه استشاري العيون المختص.

تطور العلاجات
ما الجديد في علاج الشبكية ورشح العين والاعتلال الشبكي السكري؟
تطورت علاجات الشبكية تطوراً ملحوظاً منذ عام 2005؛ حيث بدأنا العلاج بحقن وسط العين لوقف النزيف والارتشاح، وقمنا بحقن الماكيوجن، ثم تطورت إلى حقن الأفاستين، ثم اللوسنتس، ثم الإيليا.
يحتاج المريض في بداية العلاج إلى حقن عدة، ثم يتناقص العدد مع العلاج إلى أن يتم الشفاء بإذن الله، وهي بالمناسبة حقن آمنة جداً، علماً أن هناك طرق عدة لعلاج بعض أمراض الشبكية. وبناءً على حالتك، تتمثل أهداف العلاج في وقف أو إبطاء المرض، والحفاظ على بصرك وتحسينه واستعادته.
وأحب التأكيد أن أمراض الشبكية من الحالات التي يمكن السيطرة عليها عن طريق الاكتشاف المبكر، والالتزام بالخطة العلاجية، ويُنصح بالخضوع لفحوص منتظمة للعين، في حالة الإصابة بأمراض كامنة، مثل مرض السكري، أو أمراض المناعة الذاتية، وذلك للتشخيص المبكر ومنع حدوث مضاعفات.


المياه البيضاء
ما هي المياه البيضاء؟ وهل هناك علاقة للإصابة بها بسبب مرض السكري؟
عين الإنسان تشبه الكاميرا بنظام عدسات من الأمام وفيلم من الخلف تظهر عليه الصورة؛ حيث إن الوظيفة الطبيعية لعدسة العين تركيز أشعة الضوء على الشبكية في الجزء الخلفي؛ حتى تكون صورة دقيقة وواضحة. أما إذا أصبحت الرؤية غير واضحة، فيكون ذلك نتيجة عتامة العدسة الشفافة الموجودة داخل العين؛ ما يمنع دخول الضوء إلى شبكية العين، فيحصل بالتالي ضعف النظر، وعدم وضوح الرؤية، وهذا ما يعرف بالماء الأبيض.
وهناك أسباب عدة للإصابة بالمياه البيضاء، قد يكون العامل الوراثي سبباً مهماً من أسباب الإصابة، لكنه غير رئيسي؛ حيث تشاركه عوامل مرضية أخرى، كالتهابات العين المزمنة، ومضاعفات مرض السكري، وهو قد يصيب عيناً واحدة دون الأخرى.

ما أسباب المياه البيضاء، وما وأعراضها؟
تعد الشيخوخة الطبيعية أكثر العوامل شيوعاً، فعندما تشيخ عدسة العين، تزداد ثخانتها واصفرارها تدريجياً، وتصبح في النهاية غائمة لتصبح ممن يقال عليهم مصابون «بالمياه البيضاء»، وهناك عوامل أخرى تتسبب في الإصابة بها، مثل: مرض السكر، والجلوكوما، أو الاستخدام المزمن لمواد (الكورتيزون).
أما أهم أعراضها فتتمثل في: ضبابية الرؤية، وخاصة البعيدة، وذبول الألوان، وضعف الرؤية الليلية، وظهور الهالات حول الأضواء، والحساسية للأضواء الساطعة، والتغيير المتكرر في النظارات والعدسات اللاصقة، ووهج في أشعة الشمس، وحساسية للضوء، ورؤية مزدوجة في إحدى العينين، وصعوبة الرؤية في الفجر أو عند غروب الشمس عندما يكون الضوء معتماً.

هل يجب الانتظار حتى تنضج المياه البيضاء لإجراء العملية؟
نضج المياه البيضاء هو قول عامي يشير إلى أن تأثير المياه على الإبصار وصل إلى درجة تجعل إزالتها أكثر فائدة من حساب مخاطر التدخل الجراحي، ولكن هذا اعتقاد؛ حيث يفضل إزالة المياه البيضاء مبكراً في أي مرحلة تؤثر في النظر؛ لأنها قد تؤدي في نهاية الأمر إلى الإصابة بالعمى إذا لم تُعالج.

ما الإرشادات الواجب اتباعها قبل العملية وبعدها؟
ضرورة تناول الأدوية التي اعتاد المريض عليها، مثل أدوية الضغط أو السكر، مع عمل بعض التحاليل، ورسم القلب قبل العملية. أما بعد العملية، فيتم تغطية العين بغطاء أو ضمادة طبية، وتُزال بعد 24 ساعة، ثم يبدأ المريض بوضع قطرات ومراهم معينة للعين لمدة أسبوع إلى أسبوعين بعد العملية، وكذلك بعض الأدوية التي يتم تناولها بالفم أو الحقن، إضافة إلى أية أدوية كان يتناولها فيما قبل العملية.

بماذا تنصح للحفاظ على العين؟
على المصاب التأكد من وجود مرض السكر لأي فرد من عائلته، والانتباه إلى ضبط مستواه بأقصى الدرجات، فإهمال علاجه يفاقم من مشاكل الشبكية التي من الممكن أن تؤدي إلى العمى، وعلى المصاب التوجه فوراً إلى طبيب عيون لمتابعة حالة الشبكية الخاصة به؛ لتقليل نسبة الإصابة بفقدان البصر.