آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-12:16ص

الاشاعة...حين يكون الاعلام موجها للفتنة والإساءة!

الأربعاء - 28 فبراير 2024 - الساعة 02:08 م

صالح علي الدويل باراس
بقلم: صالح علي الدويل باراس
- ارشيف الكاتب

*من خصائص البشر سرعة تقبّل ما يُنشر وما يُتدَاول من اخبار ، فالاعلام بمعنى الإخبار أي أيصال المعلومة الصحيحة بمصداقية كما هي ، بغض النظر عن غاية الفاعل او الناقل* *اما الإشاعة فهي ايضا اخبار لكنها موجهة فإما يكون عنوانها صحيح او فيه مقدار من الصحة لكنهم يحشونه بما يريدون او حادثة ثم يضعون عنوانها وتفاصيلها واطرافها ، او غير صحيحة أو غير دقيقة او مفتراه إما للإساءة او الفتنة او للقدح أو لجس النبض والتهيئة والدعاية الترويج او تشويه أمر ما وتقبيحه* *تنتشر الاشاعة كلما ازداد الغموض ونقصت المعلومات الصحيحة والشرط الاساسي لانتشارها انعدام معرفة الحقيقة ورغبة المتلقي / القارئ في المعرفة فتاتي الاشاعة لملء الفراغ* *إن مفهوم الاشاعة واسع يشمل حالات متعددة وتهدف لخلق الخوف والذعر او التشويه بهدف القلق والرعب او بهدف ثار سياسي او زرع جذور الفتنة او ايقاظ فتنة بين الافراد* *إن شبکات التواصل أعطت سرعة لانتشار الشائعات، وصارت لها داخل تلك الوسائل مايشبه "قابلات توليد" للعناية بها ، فيتولون نشرها وترويجها واعادتها بشکل دائم لتكون باستمرار في مركز ذاكرة المتلقي لتكون الإشاعة هي المعلومة التي تجد تصديقا ودفاعا لكثر ما تتردد وحتى اي اعلان نفي او تفنيد فانه لا ينتشر بنفس انتشارها بل يجد شبكة الدفاع عن الاشاعة يتهمونه انه تطبيل وانه دفاع عن الاخطاء وان الحقيقة هي الاشاعة التي ينشرونها وانها حرية راي تحارب الاخطاء وتطالب بالتصحيح..الخ* *حين يكون الاعلام موجه للاساءة للآخر والسبق الخبري انعكاس لمواقف واجندات متصارعة فانه يخرج من معنى الاعلام وحرية الراي والسبق الخبري وهي حالات نقراها يوميا في وسائل التواصل على شكل عواجل تصيغها منابر او حوائط او افراد ويتولى نشرها جماعات منظمة تنتشر بشكل اخطبوطي في الشبكة العنكبوتية ليمنعوا المتلقي /القارئ من تقييم هذا النوع من العواجل والمنابر لانها تدخل في سياق الاشاعات والهدف تحويل الاشاعة او تفسير الحادث بمفهومهم الى "قضية راي عام" ثم التحكّم بدوافع وتوجهات الافراد والجماعات وتوجيهها للواجهة الثارية التي يريدونها عبر منابرهم او حائطهم وشبكات ترويجها* *واذا لم تقبل الاشاعة او تفسيرهم للخبر وتوجيهه انها صدق وحقيقة وحرية راي ، فانت ضد حرية الراي وضد التعددية ومنافق ومجامل ..الخ ما في قاموسهم في حين ان اشاعتهم او تفسيرهم للحادثة لا يرتكز على مصداقية فالاخطاء والتجاوزات تحدث يوميا ويتم معالجتها في اطرها واي خطاء او تجاوز من اي جهة يجب الوقوف ضده ومواجهة الاشكاليات وليس ترحيلها او الهروب منها ، وبالمقابل ليس مقبولا ان يجعلوها قضية راي عام بما يتوافق وتوجههم وثارهم السياسي من خلال تكميم التفنيد : انت لا تقول الحقيقة ، انت تجامل مع انه لا سند لما يسمونه حقيقة الا عنوان ياخذونه فيحشونه بما يرددون وهدف اغلبها الاساءة والقدح والتشويه او استغلال حدث آني وتضخيم ردود فعله وإخراجه عن سياقه* *28فبراير 2024م*