آخر تحديث :الثلاثاء-22 أكتوبر 2024-12:42ص

( بيلا جاران) ناصر الخليفي ..!

الجمعة - 08 مارس 2019 - الساعة 11:08 ص

محمد علي العولقي
بقلم: محمد علي العولقي
- ارشيف الكاتب

* عزيزي الملياردير (ناصر الخليفي) .. كيف كانت قهوة الصباح بعد كابوس (مانشستر يونايتد) ..؟ أظنها كانت مريرة في مرارة العلقم ..؟ * الأكيد أيضا أن صحف ومواقع فرنسا الأخبارية تخلت عن صورتك وأنت ترتدي أحدث بدل الموضة التي تنتجها مصانع باريس .. * مؤكد أن تلك الصحف غاضبة عليك ، ولو غضبت عليك الفرنجة حسبت الناس كلهم غضابا .. * هل أيقنت يا (ناصر) الفارق بين أن ترتدي الزي الخليجي والزي الفرنسي ..؟ لم تكن صورتك في صحف صباح الخميس وأنت ترتدي الدشداشة والعقال والقترة إلا دليلا على أن العقلية الخليجية لا تصلح للموضة الباريسية ..! * ترتدي ملابس باريسية الهوى والهوية ، لكنك لا تعمل إلا بعقلية الخليجي الذي يرى نفسه فوق كل ألوان الطيف البشرية ، تناقض صارخ رهيب يفسر تلك الدراما التي قدمها (باريس) للباريسيين ، حتى إن (مانشستر يونايتد) غسل حديقة الأمراء بلاعبي (باريس) ، وجعل الملعب أنصع بياضا .. * قلتها لك الموسم الماضي وقبل الماضي، وسأعيدها لك هذا الموسم ، وسأكررها عليك بعد مائة موسم : دوري أبطال أوروبا للكبار فقط ، لا موطئ قدم واحدة لفريق مراهق يغازل ليلى وليلى في (باريس) مريضة .. * ألبس أفخر ملابس الموضة ، تعطر بأحدث العطور الباريسية ، ضخ ما شئت من أموال بالعملة التي تعجبك ، أجلب الموسم القادم (ليونيل ميسي) ، لو شئت أستنسخ بفلوسك بيليه ومارادونا وبلاتيني وكرويف وغارنشيا وبوشكاش وديستيفانو ، تعاقد مع كتيبة من اللاعبين الخارقين ، أخترق قانون اللعب المالي النظيف ، ففي النهاية ستجمع كل أصفار دوري أبطال أوروبا ، وستعود كهذا الصباح : عقال وقترة لا تلعق إلا كل التعليقات الكاريكاتيرية الساخرة .. * معاذ الله أن أتشفى فيك ، فأنت في النهاية عربي من لحمنا ودمنا ، من ملحنا وسكرنا ووضعنا الكروي المر في أغلب الأحيان ، لكن عتبي عليك أنك حتى الآن لا تعرف أصول اللعبة ، و لا تفقه في كيفية رسم سياسة محترفة تحرق أوراق العاطفة ، فالمراهقة في لعبة تزخر بالمحترفين لا تقود إلا إلى الضياع .. * أسمح لي تذكيرك بأن المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين ، قاعدة درسناها وشربونا فلسفتها وعواقبها منذ نعومة أظافرنا ، فكيف وأنت العربي الحر تلدغ من جحر (الريمونتادا) مرتين ..؟ * قبل المباراة (المهزلة) قدم لك فريق (أياكس ) الهولندي هدية على طبق من ذهب ، كان يجب عليك استيعاب خطورة (الجريح) والحليم إذا غضب ، لكن درس (أياكس) لم يكن يعنيك ، لو كان يعنيك الدرس الذي لقنه (أياكس) لريال مدريد ، كنا قلنا لك بالماليزي (بيلا جاران) يا عزيزي ، إنه درس في عالم كرة القدم تعلم منه (مانشستر يونايتد) ولم يتعلم أو يتجنبه (باريس سان جرمان) .. * هييييه .. ما أشبه ليلة (حديقة الأمراء) ببارحة (نيو كامب ).. * بالأمس تجرعت يا (ناصر) كأس الحنظل ، كانت (ريمونتادا) الستة الشهيرة ردا على الرباعية درسا في كيفية ضبط النفس ، ( بيلا جاران) آخر لم تستفد منه .. * واليوم تعود مرة أخرى لتبيع للباريسيين جلد الدب المنشستراوي قبل قتله .. الهزيمة هذه المرة داخل القواعد ومن طرف فريق إنجليزي محبط، وظف (لوكاكو) بعد فترة طويلة من التحنيط ليقوم بدور (المخرب) ، كانت هزيمة مروعة ، لكنها كانت أبلغ رد على أن مشروعك يا عزيزي فاشل فاشل ، وقد طلعت روحه ثم خبطتها طيارة على رأي الصعايدة الذين وصلوا .. * فاز (باريس سان جرمان) ذهابا في (الأولد ترافورد) بهدفين ، كان (ناصر الخليفي) كمن يضع قدميه على سطح القمر .. * العقل الأعجمي المحترف الذي يعرف غدر الكرة ، سيرى في الفوز داخل معقل (يونايتد) فخا نفسيا يجب الحذر من تبعاته عند العودة ، ففي الأخير أنت ستلاقي فريقا عملاقا يحمل كل جينات الأبطال ، والفريق الذي يده في النار ، ليس مثل الفريق الذي يده في الماء .. * تعامل (باريس سان جرمان) مع مباراة الإياب في (البارك دي برنس) بعقلية رئيسه المراهقة البعيدة تماما عن كل لغات العقول المحترفة .. ثقة (خليفية) مفرطة .. تقليل مخل بقدرات اليونايتد .. دعوة للاحتفال مسبقا على أساس أن الفوز وبطاقة التأهل هذه المرة في جيب (ناصر) وليس المدرب أو اللاعبين .. ثقة عمياء دفعت في جسد اليونايتد كل هرمونات الكبرياء والتحدي للثأر من فريق ساذج يذكرك بقصة الأرنب الذي هزمته السلحفاة بسبب غروره وسذاجته .. * سيقول (ناصر الخليفي) نفس تبريرات الموسم الماضي : إنها كرة القدم .. لا أمان لها ولا منطق .. * استنادا إلى هذا المنطق (الخليفي) .. ماذا فعلت لتجنب فريقك مأساة وملهاة ليلة الأربعاء المذلة ..؟ * كيف تكون الكرة غدارة و (بنت كلب) وقد شرعت في احتفالات مبكرة ، فقد بدأ ضيوفك في منصة (حديقة الأمراء) يغشمرون و يأكلون قبل بداية المباراة ويشربون الببسي والكوكاكولا آخر انبساط .. ثقة مفرطة تخالف بروتوكولات مبرراتك التالية .. * أعطني أذنك يا (ناصر)، سأفشي لك سرا خطيرا : الذي هزم (باريس سان جرمان) ليس (سولسكيار)، ولا لاعبي (مان يونايتد) ، الفريق الذي لعب في باريس بصغاره وبدلائه ، الذي هزم فريقك هي عقليتك الخليجية الهاوية المراهقة التي ترى في كرة القدم (فشخرة) و (غشمرة) وتعالي وغرور على الخصم .. * لقد لعب (توخيل) بطريقتك وعقليتك يا (ناصر) : غرور .. تعالي .. مراهقة .. عدم احترام الخصم.. عدم النظر إلى تاريخه الكبير الذي يتفوق على كل تاريخ الأندية الفرنسية في دوري الأبطال .. * أبدا لا يمكن تعليق الهزيمة الثلاثية على شماعة الحارس الكهل (جانلوجي بوفون) رغم خطأه القاتل في الهدف الثاني ، ولا يمكن صب جام الغضب الفرنسي على الصغير المراهق (كليان مبابي) لإضاعته فرصة ذهبية قبل تسجيل (المانيو) لهدفه الثالث ، كما لا يمكننا تحميل المدافع (كيمبيبي) وزر الخروج بتسببه في إثارة (الفار) * الواقع أن (مبابي) كان يمثل المرآة الحقيقة لعقلية (ناصر الخليفي) العربية الغارقة في العاطفة و (الأبهة) .. * في هذا الصباح المعفر والمغفر ، ربما تمنى (الخليفي) لو أن (بوفون) أو (كيمبيبي) طوطما أو تعويذة من التمر لأكلهما هنيئا مريئا ، مثلما كان الجاهليون يفعلون بآلهتهم إذا غضبوا أو جاعوا .. * إن تستثمر أموالا طائلة من مال (قارون) دون عقلية إدارية فذة تستوعب أن تسعة أعشار الرزق في التجارة المحترفة ، فلن تترك أثرا يدل على مسيرك في البطولات الكبرى ، وستظل دائما تجتر وتلوك الخيبة بنظام العلكة .. * هل قرأت يا (ناصر) تجربة المليونير (برنار تابي) مع نادي (مارسيليا) مع بداية التسعينيات من القرن الماضي ..؟ حسنا : لقد ضخ (تابي) أموالا أقل بكثير من الأموال التي تضخها يوميا في شرايين (باريس سان جرمان) ، لكن (تابي) نجح مشروعة الضخم بعد ثلاث سنوات فقط ، بلغ نهائي دوري الأبطال عام 1991 وخسره أمام (رد ستار) أو النجم الأحمر اليوغسلافي سابقا والصربي حاليا بركلات الترجيح ، وبعد عامين حقق أمنية الشعب الفرنسي بفوزه بدوري الأبطال على حساب (ميلان) الإيطالي بهدف المدافع العملاق (بازيل بولي) .. * تعرف يا (ناصر) الفرق بينك وبين (تابي) مع أنك أغنى منه مليون مرة ، وأغنى من (أوناسيس) مائة مرة ؟ * ببساطة كان (تابي) يمتلك عقلية محترفة تدير النادي كمؤسسة لها محترفيها ، ولم يكن الكل في الكل في أمور تركها للمدرب العجوز (غيتاليس) .. * فاز (مارسيليا) بدوري الأبطال بعقلية لاعبيه المحترفين وأندماجهم في منظومة عمل ليس فيها مكانا للدلع والاستهتار بالخصوم ، يفوزون خارج ملعبهم بالخمسة ، ثم يلعبون مباراة الرد بجدية مضاعفة تأكل الأخضر واليابس .. * أسمح لي عزيزي (ناصر الخليفي) ، لن يفوز (باريس سان جرمان) بدوري الأبطال ولو بعد قرن ، لأن إدارة مشروع استثماري ضخم بعقلية أبطال مسرحية (باي باي لندن) لن تثمر ، سيكون مصيرك عندئذ التهكم والسخرية الغربية كما كان الحال مع بطل تلك المسرحية الراحل (عبد الحسين عبد الرضا) ، تلك المسرحية الجريئة التي عرت ثورة نفط (العربان) و فضخت عقولهم المائلة للترف والبذخ على حساب الغاية والوسيلة .. * عزيزي (ناصر الخليفي) - البطل العربي الذي شفر علينا كرة القدم ، ومنعنا من التنفس الفضائي مثل باقي خلق الله - لن نقول لك : تعيش وتأخذ غيرها ، فليس من شيمتنا المعايرة والرقص في عزاء (باريس) ، لكنني أعتذر بسبب أن هذه الرسالة طويلة عن المعتاد ، هذا فقط لأنني لم أجد الوقت الكافي لأجعلها قصيرة ، ولنا لقاء في مجلس عزاء (باريس) العام القادم إن كان في العمر بقية ..!