آخر تحديث :الخميس-21 نوفمبر 2024-12:19م

جنود العند وشرعية القيادات

الجمعة - 11 يناير 2019 - الساعة 06:28 م

مروان الجوبعي
بقلم: مروان الجوبعي
- ارشيف الكاتب

على فكرة، تصريح جواس، اليوم، أعاد إلى ذهني موقفاً قديماً أتذكره وأذكره بكل مناسبة أجد فيها فرصة للحديث. هذا الموقف حدث بداية الحراك الجنوبي، في أول مظاهرة بعدن. حينها تم قمع المظاهرة واختطاف مجموعة من الأشخاص بعضهم قيادات وبعضهم نشطاء وآخرون مواطنون. كان مجموعة من القيادات مجتمعين في أحد الكهوف على طريق الشعيب الضالع يتابعون هذا الحدث ويناقشون كيفية الرد على عملية احتجاز المتظاهرين، وكان هناك مقترح بقطع الطريق ورفع قائمة بالمعتقلين للمطالبة بالإفراج عنهم. أخذ أحد القادة قلماً وورقة وبدأ يسأل المجتمعين عن أسماء المعتقلين بالمظاهرة، ولحظتها الحاضرون بدأوا يذكرون الأسماء بدءاً بالقادة والنشطاء المشهورين، وعندما وصلوا إلى عند اسم مواطن بسيط قال لهم هذا القائد لهمام "مالكم منه هذا.. أهم حاجة القادة الكبار".. بكل وقاحة قال هذه العبارة وعطف بعد ذلك الورقة مكتفياً بأسماء القادة والنشطاء المعروفين، وغير مكترث بالمواطن البسيط وغيره آخرين غير معروفين. المهم اليوم جواس يتحدث بهذا المنطق، نحن بخير وكل القيادات بخير والعملية فاشلة ولم يقتل أحد منا.. أخذوا القيادات بطائرة عسكرية إلى الرياض وبقي العساكر البسطاء ينزفون بالمستشفيات المحلية المتهالكة رغم إصاباتهم البليغة. جميع القادة العسكريين فرحين بسلامة القادة ولم نجد أحدهم يعبر عن حزنه أو يتذكر الشهداء الذين فارقوا الحياة حتى بسطاء المواطنين نسوا أنفسهم ويزغردون فرحاً بسلامة القادة، ولم يذكروا البسطاء أمثالهم الذين سقطوا بالعملية. القداسة التي نمنحها للكائنات هذه تجعلهم يتجبرون علينا ويتعاملون معنا وكأننا حشرات وليست خسارة إن متنا نحن أو أصابنا مكروه، إنما الخسارة إن ماتوا أو أصابهم مكروه هم فقط!