آخر تحديث :الجمعة-01 نوفمبر 2024-01:44ص

همس اليراع.. أيها الجنوبيون. . . اسمعوا ! وعوا!

الإثنين - 07 أغسطس 2017 - الساعة 05:44 م

عيدروس النقيب
بقلم: عيدروس النقيب
- ارشيف الكاتب

انتشرت خلال الأيام الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من المنشورات على هيئة مقالات وقصائد متبادلة وبيانات تتضمن تحريضا وتشهيرا وشتما وتجريحا بمضمون مناطقي وجهوي مقيت وباسم منطقة ضد منطقة من مناطق الجنوب متكئة على ذكريات تجاوزها معظم الجنوبيين وطوتها فعاليات التصالح والتسامح ومهرها الجنوبيون بانهار من الدم وقوافل من الارواح التي صعدت في اعالي الخلود على دروب الحرية والكرامة. يستعذب الكثيرون من اصحاب الأسماء المستعارة المكلفون غالباً، بل ودائما من مطابخ أعداء الجنوب والقضية الجنوبية، يستعذبون تغذية الأسباب التافهة للنزاعات بين افراد محدودين لتحويلها إلى نزاعات وعداوات بين مناطق أولائك الأفراد وهذا دأبهم منذ أن قال زعيمهم بحكاية "من الطاقة للطاقة" وهذا ليس المؤسف، بل المؤسف ان هذه المغذيات تجد لها هوى لدى البعض ممن لم يتخلصوا بعد من إرث الماضي ولم يستوعبوا المعاني النبيلة والأبعاد السامية للتصالح والتسامح وهو ما يؤدي إلى عواقب لا يدركها إلا من ابتدأ في بث الإشاعة وتكليف المغرضين لتعميمها. منذ أيام قرأت منشورا يتحدث عن تاريخ طويل لواحدة من اكثر مناطق الجنوب إشراقا وتضحية وصمودا، لم يدع صاحب المنشور شرا من شرور الدنيا إلا ونسبة لأبناء تلك المنطقة ولم يستثن واحد من ابناء تلك المنطقة إلا وصوره شيطانا رجيما . من لا يدرك إلى ماذا تهدف تلك المنشورات والدسائس لا بد ان يكون لديه مخزون هائل من الغباء يصعب علاجه وتجاوزه. على الجنوبيين ان يدركوا ان مشروعهم الوطني لن يترك بدون ألاعيب ودسائس الأعداء والمتضررين منه وفي المعادلات السياسية لا فرق بين العابث بهذه القضية او تلك من الخارج الذي يتمنى زراعة الشر واستدعاء الخراب وبين من يدعي الدفاع عن القضية لكنه يمارس عكس ما يدعي مما يساهم في وأد القضية والوصول بها إلى ما يبتغيه العابثون من الخارج. فهل يعي الجنوبيون حجم التكالب على قضيتهم ؟ أم سيظلون يتفاعلون مع شغل الأعداء وينصرفون عن التحديات الحقيقية التي عليها يتوقف انتصار قضيتهم او انتكاسها؟