آخر تحديث :الجمعة-01 نوفمبر 2024-01:44ص

عن عودة الرئيس إلى عدن

الخميس - 03 أغسطس 2017 - الساعة 03:50 م

عيدروس النقيب
بقلم: عيدروس النقيب
- ارشيف الكاتب

سررت كثيراً للخبر الذي يفيد بقرب عودة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي إلى العاصمة عدن، لأن عودة الرئيس تعني عودة الدولة وعودة الحياة المؤسسية وعودة النظام والقانون، وتلغي أي مبرر لبقاء أي من المسؤولين في الخارج إلا من اقتضت الضرورة قيامه بمهمات تتصل بطبيعة وظيفته. وقد حرصت طوال الفترة المنصرمة منذ آخر سفرة للرئيس من عدن على التأكيد أن تطبيع الأوضاع وبسط هيمنة السلطة على المناطق المحررة وتفعيل العمل المؤسسي وتوحيد الأجهزة الأمنية والدفاعية ورسم برنامج إعادة الإعمار ومعالجة الأزمات المختلفة بما في ذلك أزمات الكهرباء والوقود والمرتبات ومواجهة الأوبئة، كل هذا مرهون بعودة السلطة والحكومة إلى عدن والشروع في القيام بواجباتها تجاه الناس. أعرف أن هناك من سيقول أن التشديدات الأمنية وتزاحم الحركة وازدياد حضور رجال الأمن ورجال الحرس الرئاسي سيتسبب في إزعاجات إضافية لسكان العاصمة فوق ما لديهم من منغصات لحياتهم، أقول لهؤلاء أن هذا الأمر قد يكون صحيحا في الأيام الأولى لكنني أتصور أن المطلوب منا جميع أن نكون عونا لرئيس الجمهورية حتى يمارس عمله بصورة طبيعية، وبنفس الوقت أقول للقائمين على جهاز الحرس الرئاسي وعموم أجهزة الأمن والدفاع: احرصوا على سكينة المواطنين وراعوا ما هم فيه من هموم وخففوا من إجراءات التشديدات الأمنية وتذكروا أن الأمان لا تصنعه العجرفة والشطح والحركات الاستعراضية وازدراء سكينة المواطنين وتعكير صفو حياتهم، بقدر ما يصنعه النظام والقانون ومعاملة الناس بالحسنى من خلال توفير ضروريات الحياة لهم وهذا ما ينتظره أبناء عدن والجنوب من عودة رئيس الجمهورية، وعلى العموم إن المنتظر من عودة الرئيس هو عودة الخدمات وعودة الأمن وعودة الاستقرار التمويني وعودة صرف المرتبات، ومن ثم الشروع في إعادة الإعمار فالشرعية لا تقاس إلآ بمقدار ما تقدمه للناس من مصالح. * * * تزامن الحديث عن عودة الرئيس مع الحديث عن استئناف مجلس النواب أعماله في عدن تنفيذاً لقرار كان الرئيس هادي قد أصدره منذ أسابيع، وفي هذا السياق سأتحدث عن ثلاث نقاط. • لقد حرصت منذ العام 2011م أن اتحاشى الإشارة إلى عضويتي في مجلس النواب لأنني أشعر بالحرج من الحديث عن عضوية مجلس نواب انتهت ولايته منذ سنوات، مجلس نواب منقسم ومعطل، والأهم من هذا مجلس نواب لم يساهم بكلمة واحدة في التصدي لكل ما تعرض له الوطن من سطو وخطف وتدمير، وعندما يصر بعض الصحفيين على مناداتي بعضو مجلس النواب أطلب منهم إضافة "المنتهية ولايته" نعم لقد انتهت ولاية مجلس النواب في العام 2009م ونهائيا في 2011م، لكن مع ذلك يظل هو مجلس النواب المنتخب حتى ينتخب بديلا له. • في هذا السياق أدعو جميع الناشطين السياسيين الجنوبيين، وأقصد هنا نشطاء الثورة الجنوبية إلى أن لا يجعلوا من عودة البرلمان المنتهية ولايته للعمل في عدن قضية إشكالية فالبرلمان هو جزء من السلطة الشرعية، التي نتفاوض أو سنتفاوض معها بشأن القضية الجنوبية راهنا وفي المستقبل، كما أن تعطيل أعمال البرلمان أو التشويش عليها لا يخدم القضية الجنوبية بل إنه قد يخدم تحالف الحوثي وعفاش من حيث حرمان السلطة الشرعية من مكسب مهم إذا ما نجح الزملاء في حصد أغلبية برلمانية مؤيدة للشرعية، هذه الدعوة لا تعني التخلي عن القضية الجنوبية أو وقف الفعاليات السياسية لقوى الثورة الجنوبية، لكنها دعوة للتركيز على القضية الرئيسية وهي المساهمة في بناء المجلس الانتقالي وتحسين أدائه وتفويضه بمواصلة تمثيل الجنوب في جميع الاستحقاقات القادمة. • وهنا رسالة ثالثة أتوجه بها للزملاء البرلمانيين، فوضعي الصحي لا يسمح لي بالمشاركة في أعمال جلساتهم المرتقبة لكنني أقول لهم، لقد آن الأوان للتصرف بمسؤولية وطنية وبرؤية واقعية متفهمة لمضمون القضية الجنوبية بعيدا عن التمترس والتزمت الذي لا يعبر إلا عن تقديس نتائج حرب 1994م التي لم تدمر الجنوب وحده بل ألحقت أبلغ الأضرار باليمن كل اليمن، ولولاها لما وصلت البلد إلى ما وصلت إليه من خراب ودمار وتشظٍ وتفكك وطني واجتماعي. نحن لا نطلب منكم أن تتخذوا قرارا بإلغاء اتفاقية 30 نوفمبر 1989م ولا إلغاء إعلان 22 مايو 1990م ولا بالاعتراف بحق الجنوب في استعادة دولته، رغم أن هذا سيكون مطلوبا منكم في يوم من الأيام، لكن ما نطلبه منكم هو أمر بسيط جدا وهو الإقرار بأن هناك قضية جنوبية وأن "الوحدة المعمدة بالدم" قد فشلت وأن شعار "الوحدة أو الموت" لم يجلب لنا ولكم إلا الموت، ما نطلبه هو أن تدركوا أن الوحدة الاندماجية قد فشلت وأن الوحدة بالحرب قد فشلت وأن الوحدة السلمية قد فشلت، وأن تسألوا أنفسكم: إذن ما الحل؟ ولا نطلب منكم جوابا على الفور. ما نطلبه هو أن تقروا بحق الشعب الجنوبي أن يختار طريقه ويقرر مصيره وأن لا ينوب عنه أحد في تحديد خياراته أو مصادرة خياراته، فهل هذا المطلب صعب عليكم؟ إنكم لو فعلتم ذلك لن تجدوا من الشعب الجنوبي إلآ كل ترحيب وتقدير واحترام وسيكون هذا عربون احترام متبادل مع ملايين الجنوبيين وبرهان على أنكم قد خرجتم من عباءة نظام عفاش وأصبحتم ممثلين حقيقيين لإرادة الشعب اليمني في الشمال والجنوب على السواء. فهل أنتم فاعلون؟ . . . .أتمنى ذلك.