الاخبار الرياضية

الأربعاء - 10 يوليه 2019 - الساعة 01:56 م بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

يخوض المنتخب الجزائري اختباراً لطموحه عندما يلاقي كوت ديفوار غداً الخميس، في مباراة مرتقبة ضمن الدور ربع النهائي لنهائيات كأس الأمم الأفريقية في كرة القدم، والذي يشهد مواجهة تونس العابرة بصعوبة، مع مدغشقر مفاجأة البطولة في مشاركتها الأولى.
فعلى إستاد السويس، يلاقي المنتخب الجزائري الوحيد الذي حقق 4 انتصارات في 4 مباريات بإشراف مدربه جمال بلماضي، نظيره الإيفواري الذي يقدم بإشراف إبراهيم كامارا، أداء ثابتاً.
في المقابل، يدخل المنتخب التونسي أرض إستاد السلام في القاهرة، باحثاً عن تقديم أداء مشابه لما قدمه في ثمن النهائي ضد غانا، والذي انتهى بتأهله بركلات الترجيح لملاقاة مدغشقر التي تواصل مغامرة لم يحسب لها حساب، مستفيدة من توسيع قاعدة المشاركة إلى 24 منتخباً بدلاً من 16.
وتنتظر الجزائر لقباً قارياً ثانياً منذ تتويجها الوحيد على أرضها عام 1990، منذ ذلك العام، لم يتمكن "محاربو الصحراء" من رفع الكأس مجدداً، وعانوا حتى لتخطي الدور ربع النهائي، باستثناء نسخة 2010 (المركز الرابع).
في نسخة 2019، بدا المنتخب الجزائري منعشاً ومنتعشاً، بإشراف بلماضي الذي تولى مهامه صيف العام الماضي، وأجمع المعلقون على أنه أعاد الانضباط إلى منتخب ضم في صفوفه العديد من النجوم في الأعوام الماضية، لكنه عانى من مشكلات مختلفة، لاسيما لجهة الانضباط والتكاتف، أبعدته عن نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وأدت إلى خروجه من الدور الأول لأمم أفريقيا 2017 في الغابون.
وأنهى المنتخب "الأخضر" الدور الأول بالعلامة الكاملة والشباك النظيفة، وحقق في ثمن النهائي فوزاً عريضاً على غينيا بثلاثية نظيفة، في نتيجة كانت الثانية من نوعها على التوالي بعد التفوق على تنزانيا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة.
وقال الفرنسي كلود لوروا، أحد أبرز المدربين الذين عرفتهم "القارة السمراء" ويشرف حالياً على منتخب توغو، في تصريحات لموقع دي زي فوت الجزائري، إن المنتخب "منظم بشكل مثالي".
ويحاول بلماضي منذ بداية البطولة التقليل من شأن وضع المنتخب في مرتبة المرشح الأبرز، لاسيما بعد خروج أسماء كبيرة أهمها مصر المضيفة والمغرب والكاميرون حاملة لقب النسخة الماضية.
وبعد العبور إلى ربع النهائي، واجه بلماضي العديد من الأسئلة عن "اختباء" الجزائر وعدم إقراره هو بالواقع الظاهر للعيان، رد بالقول: "مختبئون أو غير مختبئين، مرشحون أو غير مرشحين.. هذا لا يعني شيئاً، الجميع يدرس الجميع، لا أريد أن أكرر من أين أتينا، نحن نخرج من فترة حرجة تعود إلى عام 2014".
وأضاف: "نحن لا نختبئ، الجميع يرى"، متابعاً: "لا يكلف شيئاً أن نكون طموحين ولدينا أهداف وإن كانت تبدو مستحيلة، لم أتوقع الفوز في كل مبارياتنا بدور المجموعات"، متابعاً: "نحن أكثر من راضين، سعداء جداً، اللاعبون قدموا أداء جميلاً، لم يتلقوا هدفاً، سجلوا ثلاثة".
في المقابل، لن تكون عقبة كوت ديفوار، بطلة 1992 و2015، سهلة، فالمنتخب لم يخسر سوى بهدف يتيم أمام المغرب في المجموعة الرابعة، وقدم أداء ثابتاً كانت أبرز نتائجه تخطي ناميبيا 4-1 في الجولة الثالثة لدور المجموعات، قبل التفوق على مالي 1-0 في ثمن النهائي.
قبل الفوز على مالي، اختصر كامارا واقعيته بالقول: "لا أحد اعتقد أن بنين ستتجاوز المغرب (ثمن النهائي)، كذلك بالنسبة إلى جنوب أفريقيا (أقصت مصر في الدور ذاته)، لذا هذه النتائج كانت بالفعل رسالة إلى كل المنتخبات"، مؤكداً أنه على كل منتخب "تقديم كل شيء لئلا ينتهي به الأمر مع ندم" في أدوار إقصائية لا تمنح الخاسر فرصة ثانية.
ولم يطلق المنتخب التونسي بإشراف المدرب الفرنسي ألان جيريس كل ما في ترسانته من أداء، في أربع مباريات، لم يتمكن من الخروج فائزاً في الوقت الأصلي، فرصته الأكبر كانت أمام غانا في ثمن النهائي الإثنين، حينما بقي متقدماً بهدف طه ياسين الخنيسي حتى الدقيقة 90+2، عندما وقع المحظور بهدف بالنيران الصديقة من المدافع رامي بدوي الذي دخل قبل ذلك بنحو دقيقتين، مسجل الهدف ذاته.
ثلاثة أهداف فقط كانت الحصيلة التونسية في المباريات الأربع الأولى، رغم ذلك، لا يزال مركز حراسة المرمى هو ما يثير الأسئلة، خطأ في كل من المباراتين الأوليين لفاروق بن مصطفى ومعز حسن كلفا تونس تعادلين مع أنغولا ومالي، قبل نهاية سلبية مع موريتانيا.
وأمام غانا، كان حسن هو الأساسي، ودافع بجدارة عن مرماه، إلى أن اقترب موعد ركلات الترجيح، راهن جيريس على الدفع ببن مصطفى، في خطوة أثارت اعتراضاً واسعاً من حسن شمل التأخر في مغادرة المستطيل الأخضر، عدم التقدم إلى منتصف الملعب لمصافحة زميله، ومحاولات لإقناعه وتهدئة من الفرجاني ساسي ويوسف المساكني ووهبي الخزري.
ونجح رهان جيريس على بن مصطفى، وتمكن الأخير من صد ركلة ترجيحية، ما كان كافياً لتأهل "نسور قرطاج".
واعتذر حسن بعد تصرفه، وكتب على تويتر: "مبروك تونس، أريد العودة إلى حادث الأمس، وأبدأ بالاعتذار من مدربي، زملائي، وكل مشجعي المنتخب الوطني"، معتبراً أن ما قام به يعود إلى "ضغط المرحلة وحماسي للعب في سبيل علم بلادي".
والمهم الآن بالنسبة إلى تونس هو ربع النهائي، الدور الذي تبلغه للمرة السادسة منذ ما بعد تتويجها بلقبها الوحيد عام 2004 على أرضها.
في مواجهة تونس ستكون مدغشقر، المفاجأة الأكبر في هذه النسخة من البطولة التي تخوض غمارها للمرة الأولى في تاريخها، وأنهت الدور الأول في صدارة المجموعة الثانية، قبل أن تفوز على الكونغو الديموقراطية في ثمن النهائي 4-2 بركلات الترجيح، بعد التعادل 2-2.