عرض الصحف

الإثنين - 03 يونيو 2019 - الساعة 04:07 م بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

يعيش السودان حالة من القلق بعد أنباء جديدة عن سقوط قتلى في فض اعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في العاصمة الخرطوم اليوم الإثنين، وأعربت القوى السياسية السودانية عن تخوفها من انزلاق البلاد إلى المجهول في ظل تصاعد التوتر.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن الأزمة في السودان تتعقد في ظل اتساع فجوة الخلاف بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير التي تطالب بتسليم السلطة لحكومة مدنية تماشياً مع صوت الشارع.

صراع محتدم

يقول الكاتب في صحيفة العرب اللندنية محمد أبو الفضل، إن "تطورات الموقف في السودان تكشف عن تعمد بعض الدوائر في الداخل والخارج زيادة مساحة الارتباك بين المؤسسة العسكرية والقوى المدنية المنتعشة في الشارع، والتأكيد على صعوبة التلاقي بينهما حول جملة من القواسم المشتركة".
وأضاف أبو الفضل، أن "هذه القوى تسعى أيضاً إلى تغذية التناقضات كي تستمر الخلافات والتجاذبات وتتواصل عملية استنزاف القوى الرئيسية".
وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من وراء ذلك هو "إدخال القوى السياسية في مرحلة الإنهاك بصورة تجعلها تقبل التسليم بمطالب دوائر منافسة، لأن وجود قوة وحيدة وازنة في السلطة، عسكرية أو مدنية، تمثل خطراً على أطراف تشعر بعدم الارتياح للمضي نحو الاستقرار".
وقال أبو الفضل "إنه وفي حالة السودان، يفضي التجاذب والتنافس في الرؤى إلى عدم الالتفات لكثير من المشكلات التي تعصف بهياكل الدولة، ويقدم فرصة على طبق من فضة لأنصار الثورة المضادة للسعي نحو توظيف عدم التفاهم بين المجلس العسكري وتحالف إعلان الحرية والتغيير، لأجل عودة مظفرة للقوى الرافضة في الداخل لعزل الرئيس عمر حسن البشير. ناهيك عن فتح نافذة لعودة أصحاب المصالح القابعين والمتربصين في الخارج ممن حققوا مزايا من وراء تصورات وتوجهات وممارسات حكم البشير".

حافة الهاوية

وأكدت صحيفة اندبندنت عربية، أن المجلس العسكري الانتقالي في السودان و"قوى الحرية والتغيير" ينتهجان سياسة "حافة الهاوية"، بعدما بلغت الاتهامات المتبادلة والتصعيد ذروتها، وباتت أزمة الثقة تشكل معضلة وتعرقل التواصل ومعاودة المفاوضات، لتسوية الخلافات بشأن تشكيل المجلس السيادي.
وعلمت الصحيفة أن بعض فصائل "قوى الحرية والتغيير" عقدت مشاورات سرية مع نافذين في المجلس العسكري، لتذويب الخلافات في شأن تشكيل المجلس السيادي، وباتت قريبة من التفاهم مع العسكر، وأطلعت قيادات من التحالف باقتراب إعلان توافق بين الجانبين، بينما لا يزال تجمع المهنيين وتحالف "قوى الإجماع الوطني"، الذي يضم قوى اليسار، يتمسكان بعدم التنازل عن غالبية مدنية ورئاسة المجلس السيادي.
وقال القيادي في "قوى الحرية والتغيير" محمد سر الختم وفقاً للصحيفة، إن "المجلس العسكري طلب من التحالف تسليم مذكرة بشأن ما اتُفق عليه، بما فيه مقترح يتضمن تشكيل المجلس السيادي مناصفة، بواقع 5 لكل طرف، وأن تكون الرئاسة دورية".

تعثر..وأزمة

أكد عضو تحالف قوى الحرية والتغيير الدكتور حسين إسماعيل نابري، في حديث لصحيفة "الانتباهة" السودانية على دقة المشهد السياسي في السودان، قائلاً إن "المفاوضات المتعثرة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، شكلت أزمة سياسية واضحة".
وأشار إلى أن قوى الحرية والتغيير اتخذت الموقف السليم حيال رفض المجلس العسكري لمقترحاتها السياسية في المفاوضات بينهما. وقال نابري نصاً "أعتقد أن قوى الحرية والتغيير اتخذت الموقف السليم حيال رفض المجلس العسكري لمقترحاتها. على مكونات قوى الحرية والتغيير الالتزام بمواقفها". وأضاف، أنه ليس من الملائم أن تصدر البيانات المخالفة من الأحزاب السياسية.
وأوضح نابري، أن هذه البيانات ستنعكس بصورة سلبية على استقرار البلاد، وقال إن المستقبل حافل بالكثير من السيناريوهات، أخطرها أن تنزلق السودان إلى المجهول وتتحول من صراع ما زال يمكن وصفه بالسلمي إلى اقتتال دموي.