الاستطلاعات والتحقيقات

الثلاثاء - 30 أبريل 2019 - الساعة 01:48 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ خاص:



أيام قليلة تفصلنا عن شهر الخير رمضان والذي يعد من أفضل شهور العام، يريد الجميع أن ينال الأجر والثواب فيه وتكثر فيه أعمال الرحمة والتآلف والتراحم وتبدأ طقوسه المعهودة والروحانية التي تجعلك تشعر بعبق الإسلام وحلاوة هذا الشهر الفضيل.
لكن لا بد من منغصات تغير مجرى الأمور ولا تجعلها تسير كما يبدو على الإطلاق, ودائما يكون المواطن هو الضحية الكبرى لها، فكم هي الحياة قاسية التي تجبره على تقبل واقع صعب تنعدم فيه رفاهية الحياة والعيش السوي, فنجد ترديا في مستوى الخدمات ونجد الحرب قد انهكت الناس والغلاء يحاصرهم والأزمات تلاحقهم من كل اتجاه, ولا توجد أي معالجات أو حلول تذكر.
وبالرغم من أن هناك مناطق ومحافظات محررة إلا أنها لم تذق طعم الراحة والأمان وهي اليوم ستستقبل رمضان وفي طياتها الكثير من المشاكل التي تحتاج لمعالجات سريعة وتدخلات من الجهات المعنية للنظر فيها أولها سعر العملات غير القابل للاستقرار, والوضع الأمني الصعب الذي تمر به والذي أصبح خاويا وهشا ويتسبب في خوف وقلق من قبل المواطنين اللذين لا يأملون إلا بالحياة الكريمة الخالية من أي هموم.
في هذا السياق أخذت صحيفة (المرصد) عددا من آراء المواطنين، عن كيف سيستقبلون شهر رمضان وما هي استعداداتهم له؟

تقرير / دنيا حسين فرحان:

* استقبال عادي في ظل صعوبة الأوضاع
الإعلامية حنان فضل تقول: بصفتي مواطنه سوف أستقبل رمضان بشكل عادي جدا لأنه اصبح التجار يعتبرون رمضان مصدر ربح في كل عام والحكومة بدورها أيضا تختلق الاعذار التي اصبحنا ندرسها ونفهم معناها وهي لكي ترهق المواطن وتزيد من المعاناة وتجعله يستسلم للأوضاع، وفي هذه الحالة تجد المواطن يستقبل شهر رمضان بشكل طبيعي.
تضيف: الأسعار غالية حاليا وهذا قبل مجيء شهر رمضان فكيف سيكون الحال إذا جاء رمضان والحال هكذا, كثير من المواطنين لم يتسلموا رواتبهم إلى الآن ومنهم فئة العسكريين, وهذا وضع مأساوي فلا يمكن أن يشتروا لأسرهم أي شيء على الإطلاق ولكن من سيرأف بحال الناس الصعب هذه الأيام.
في كل مرة نسأل الله العافية والستر وأن يبلغنا رمضان على خير وعافية وهذا ما نتمناه نحن المواطنين ونرجوه أما بقية الأشياء فقد أصبحت شكليات بالنسبة للمواطنين بسبب الغلاء الفاحش.

* نرجو من الله الرحمة حتى نستقبل رمضان بحال أفضل
البرعي ذخار مواطن قال: ننتظر رحمة الله ثم صدقة المنظمات لأننا في الحقيقة بلا دولة ومن غير وطن وبدون قائد ولا رئيس ننتظر منه الخطاب بصدور قرارات ولو بتخفيض الأسعار على أقل تقدير وفي هذا الشهر المبارك بالذات المهم ان المعاناة ستستمر في رمضان وما بعد رمضان اذا استمرت الحياة على هذا الحال وبقينا على المجاملة والمحاباة لهؤلاء اللصوص, أما الحرب فقد تعودنا عليها.
وأضاف: نسمع ونتابع كثيرا من الأخبار التي تقول بأن هناك قرارات بصرف راتب شهر للمواطنين بمناسبة قدوم شهر رمضان لكن هذا يحصل في كل عام ولا ينفذ, المواطنون ينتظرون بصيص أمل يعينهم على الغلاء وارتفاع الأسعار يعينهم على المشاكل الحاصلة في البلاد, ينتظرون الرحمة والرأفة بهم من قبل الحكومة التي يعتبر وجودها مثل عدمها.
وتابع: الأوضاع من سيء لأسوأ والناس كل يوم تتأزم أكثر ولا تعرف متى ستنتهي كل هذه المعاناة وسيرتاحون من الأزمات المتكررة والمشاكل العديدة, رمضان قادم ولم يتبق له إلا أيام معدودة فهل سيتمكن المواطنون من توفير كل متطلباته أم أن هناك أسرا ستنام من غير طعام وستصوم اليوم بأكمله؟.

* نتمنى أن يسخر الله فاعلي الخير لتفقد الفقراء
عبداللطيف يحيى محسن الزقار (متقاعد) يقول: رمضان بالنسبة لي لا يختلف عن باقي أشهر السنة، هو جزء لا يتجزأ من عمرك وربنا سبحانه وتعالى فضله عن باقي الأشهر بالعبادة, بالنسبة لي في رمضان يكون تناول الوجبات أقل بكثير مما هو عليه الحال في أيام الفطر, فلا نتخذ منه وسيلة للتخمة بل هو عبادة لتمرين النفس على تحمل الجوع والعطش لكي تشعر بمعاناة الفقراء.
أتمني من الله أن يسخر ميسوري الحال لتفقد اخوانهم الفقراء في هذا الشهر الفضيل، وذلك من خلال مرورهم على محلات المواد الغذائية لتسديد ديون من هم اشد فقرا، ويمكنه ان يتعرف على الفقراء عبر صاحب المحل نفسه.
يضيف: هناك جانب جميل في رمضان رغم كل السلبيات الحاصلة في البلاد، رمضان يأتي والخير يأتي معه، نشاهد التراحم ونشاهد المبادرات الشبابية وفاعلي الخير يتسابقون على عمل الخير من حملات لإطعام مسكين أو إغاثة النازحين أو توزيع الطعام والماء البارد أو التمور أو حتى الملابس ومختلف الأغراض وهذا شيء جميل جدا وإيجابي.
ويتابع: نتمنى أن نشاهد هذه المظاهر هذا العام في رمضان بل أن تكثر خاصة وأن هناك عددا كبيرا من النازحين في العاصمة عدن والأفارقة الذين قدموا هذه الأيام وكم من أسر فقيرة ومتعففة ومحتاجة خاصة مع الوضع المتفاقم والغلاء ولكن الخير ما زال موجودا ونتمنى أن يسود في كل مكان.
* عدم الاستقرار يجعل المواطنين غير مستعدين
يقول الإعلامي رامي الردفاني: شهر رمضان يعتبر من أفضل الشهور من الناحية الدينية، فهو شهر يجب أن يستقبله الناس بالعبادة والطاعات حتى وإن كان متنفسا للناس وتقضي فيه الناس أجواء مرحة ومشاعر طيبة لكنه يأتي في ظل وضع صعب ومعقد يعيشه المواطن.
ويضيف: هناك عدة أسباب تجعل المواطن يعيش حالة عدم الاستقرار مع قدوم شهر رمضان منها الحرب التي ما زالت مستمرة ليبقى التفكير العقلي والذهني للمواطن في كيفية الانتهاء منها وكذلك الارتفاع الجنوني للأسعار وجشع التجار وعدم وجود الدولة التي بإمكانها تفعيل الرقابة ومحاسبة المتسبب في تعكير مزاج المواطن البسيط، والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي الذي يعتبر معضلة كبيرة تؤرق حياة المواطن خصوصا وأن رمضان يأتي في فصل الصيف والارتفاع الشديد لدرجة الحرارة.
ويتابع: لهذا فإن استقبال هذا الشهر استقبال عادي بالنسبة للمواطن وعند الكثيرين من ناحية توفير الاحتياجات ومتطلبات الأكل والشرب وتعدد الأصناف وموائد الطعام فهذا ليس ضرورة والاكتفاء بتوفير الاحتياجات الأساسية الضرورية نظرا للحالة المعيشية الصعبة والأهم استقبال هذا الشهر بالتضرع إلى الله والصلاة والصيام.

* أزمات ومشاكل ترافق قدوم رمضان
المواطن معاذ بن ثابت قال: في ظل المتغيرات في بلادنا والأزمات أصبح المواطن في عدن يعاني من عدة أمور اهمها ارتفاع الأسعار لاسيما أن المواطن العدني يعتمد شهريا على دخله الشهري بعكس بقية المحافظات فلذلك نظامه محدود.
وأضاف: إن ارتفاع الاسعار أولوية المواطن التي يكاد عقله أن يجن بتفكيره بها ولا ننسى ايضا تردي الأوضاع الأمنية التي يكاد فيها القاتل لا يعلم لماذا قتل ولا المقتول لماذا قُتل.
وتابع: هنالك تحسن ملحوظ بالكهرباء هذا العام، والشكر لمن قام به لأجل الوطن والمواطن، ورسالتي الى من يهمه الأمر نرجو منكم تثبت أسعار الصرف والعملات لأنها تعد أهم الأزمات التي يعاني منها التاجر قبل الفقير وأن يرحموا وضع الناس لأنها تعبت بشكل كبير وكثير منها يجوع داخل منزله ولا يعلم به أحد وهناك من يحتاج لأبسط الأشياء مثلا الماء البارد لأن هناك أسر لا تمتلك ثلاجات في المنزل ولا تجد من يعطيها الماء البارد وتبحث عن الثلج ولا يعلم بها أحد.
الاحتياجات كثيرة ولكن أبسطها دائما يكون في المأكل والمشرب ورمضان شهر الخير لذلك علينا جميعا أن نكون سباقين له وأن نساهم بأبسط ما نملك أو على قدر استطاعتنا لإعطاء الناس الفقيرة والمحتاجة حتى نكسب الأجر ونقضي حاجاتها.

* نستقبل رمضان في ظل أزمة اقتصادية
ابتهال جعبل رئيسة دائرة الشؤون الاجتماعية في مديرية الحوطة تقول: يستقبل المواطن شهر رمضان في ظل أزمة اقتصادية حادة من حيث ارتفاع أسعار المواد الغذائية والانقطاعات المستمرة للكهرباء وتدني المستوى المعيشي وإلى جانب الأزمة الأمنية والعسكرية والتي تتمثل بالحرب الخاطفة التي يشنها الحوثيون على اطراف الحدود الجنوبية.
وهذه الحرب تسببت في العديد من النتائج التي يدفع ثمنها فقط المواطنون وهم الضحية الأولى والكبرى فيها, فنجد أن كل فئات المجتمع يعيشون معاناة لا حدود لها والجوع أصبح لا يطاق وما عليهم إلا الصبر والتحمل إلى أن يأتي الفرج الذي لم نعد نعرف متى سيأتي.
وتضيف: لا ننسى أن ارتفاع العملات وهبوطها ساهم بشكل كبير في التلاعب بالأسعار وللأسف سعر العملة هبط ولكن الأسعار ظلت نفسها بل تزداد ولا يوجد هناك رقابة جادة على المحلات أو حتى على محلات الصرافة ولا على أي شيء في هذه البلاد لذلك المواطنون يعانون ولا يجدون من يستجيب لهم أو يساعدهم لذلك يكابدون غلاء العيش والأوضاع وهم بحاجة لمن ينصفهم ويخفف معاناتهم.

* لم يعد حاضرنا جميلا حتى نستقبل الشهر
محسن عمر القرنعة، مدير عام إذاعة شبوة، قال: نستقبل شهر رمضان المبارك لهذا العام كأي مواطن بسيط في بلادي الحبيبة التي فقدت كل ما هو جميل وممتع فيها، غابت عنا السعادة والبهجة التي كنا نستقبل بها رمضان وأصبحت مجرد ذكريات لحقبة من الزمن عشنا لحظات أيامها ولياليها المفعمة بالسعادة والفرح والسرور وافتقدناها في زمان الحروب والأزمات المفتعلة في ربوع وطننا الغالي.
أزمات كثيرة تلاحق المواطنين ولا يجدون سبيلا للهروب منها فتجد المواطن متى ما يتسلم راتبه حتى يتبخر بسبب الغلاء ولا يتمكن من شراء كل أغراض رمضان ولا توفير حتى أبسط الأشياء فكيف سيكون حاله ولن يتخيل أحد ذلك, نسمع قصصا مؤثرة كثيرا لأسر تعاني من الفقر والجوع والتشرد ونلاحظ النازحين في تزايد مع أوضاع الحرب والخدمات المتردية وكل شيء أتعب وأرهق كاهل المواطنين ويأملون فقط أن يعيشوا بسلام وتتحسن الأوضاع.
وأضاف: لم يعد في حاضرنا الكئيب شيء جميلا يمكننا أن نسعد ونفرح به في استقبال شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار غير استغلال لحظات أيامه ولياليه المباركة في العبادة والصيام وتلاوة القرآن والابتهال لله عز وجل أن ينتقم لشعبنا ووطننا ممن كان سببا في الأوضاع الكارثية التي يعاني من عواقبها المأساوية عامة الناس في بلادنا.
وأن يكون حلول شهر رمضان نهاية الحروب والأزمات بكافة أنواعها ويسود الأمن والاستقرار في ربوع بلادنا الحبيبة وينعم على أبنائها بحياة حرة وكريمة ومستقبل زاهر.

خاتمة
سيأتي شهر رمضان حاملا معه الخير الذي عهدناه منه وستظل آمال المواطنين في تحسن الأوضاع قائمة وفي أن تسمع رسائلهم ومناشداتهم وكل ما يريدون أن يتحقق.
وسيرفعون أيديهم للدعاء بتغير الحال نحو الأفضل والاستجابة لمطالبهم من قبل الحكومة فهم لا يتمنون شيئا سوى العيش بسلام والحصول على أبسط حقوقهم وأن يتمكنوا على الأقل من جعل أيام شهر رمضان وغيره من الشهور أياما يشعرون فيها بالراحة والأمان والانصاف لكرامتهم ووطنيتهم.