حوارات

الأربعاء - 17 أبريل 2019 - الساعة 05:06 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن (المرصد)) خاص:


* تسلمنا مديرية متهالكة كانت بيد عصابات مسلحة
* الميزانية التشغيلية تكاد تكون منعدمة
* لدينا مشاريع عديدة للمديرية خلال الفترة القادمة
* حمى الضنك لم تتحول إلى ظاهرة أو وباء إلى الآن ولا نستطيع فعل شيء
* عناصر مسلحة تحمي الباسطين والمنصورة أقل مديرية توجد بها أعمال بسط
* البنية التحتية متهالكة لعدم وجود مشاريع استراتيجية
* 50% من الضرائب التي يتم تحصيلها من المديريات لا تصل إلى خزينة الدولة
* البنية التحتية كانت الأكثر تأثراً من الحرب في المديرية
* لا نجد التسهيلات من السلطات العليا لتنفيذ المشاريع الاستثمارية
* تراجعت كثيراً أعمال البلطجة والخروج عن القانون في المديرية



أثرت الحرب التي شنتها الميليشيات على العاصمة عدن في العام 2015 بشكل سلبي على جميع القطاعات فلم تكن البنية التحتية وحدها هي من تأثرت فالجوانب الاخرى بدورها تأثرت كتحصيل الضرائب مثلاً, لكن عدن المتحدية بعد نهاية الحرب قررت المضي في ساحة حرب أخرى لا تقل ضراوة عن حرب البارود وسلاحها البناء والتعمير والتنمية.. ومضت على هذا النهج.
صحيفة (المرصد) استضافت مدير عام المنصورة الأخ محمد عمر البري بهذا الصدد للتحدث عن اوضاع إحدى اكبر المديريات في العاصمة عدن, وللتحدث عن اوضاع العاصمة ككل.


التقاه / علي الحنشي:

- هلا أطلعتمونا على المشاريع الجارية في مديرية المنصورة؟
= تسلمنا المديرية في 8 مارس 2016م وكانت مسيطرة عليها قوة خارجة عن القانون, وكانت المجاري والقمامة تملآن الشوارع, وكانت الطرق مكسرة, وكذا الشوارع لا يوجد بها إنارات أو هي شبه معطلة بالكامل, أي اننا تسلمنا مديرية مهلهلة البنية التحتية بالكامل, لكن عملنا جاهدين مع كل الشرفاء في المديرية على ترتيب وإعادة بناء هذه البنية التحتية, ولكن بشكل ترقيعي وليس مشاريع استراتيجية, وعملنا مساهمة مجتمعية اولا في ترميم الكسور في الممرات وفي مياه الصرف الصحي مما ساعدنا بشكل كبير إلى ما وصلنا اليه الان من تجفيف كل الفيضانات, ولا تحصل الان الا بين الحين والاخر نتيجة لان الشبكة قديمة جدا من الخمسينات ولم يتم تجديدها وكانت هناك مبان كبيرة جداً, اليوم الشبكة أصبحت تتحمل ثلاثة إلى اربعة أضعاف قدرتها الفعلية, ولكن المشروع الذي قمنا به مع المواطنين على الرغم انه ليس من اختصاص السلطات المحلية بل من اختصاص مؤسسة المياه والصرف الصحي, كونها الجهة التنفيذية لإصلاح مثل هذه الشبكات, ولكن ارتقينا أمام اولوية هي تنظيف شوارع المديرية والحفاظ عليها من أي اوبئة نتيجة لهذا الطفح وكان هذا المشروع مجديا جداً من نهاية 2016 حتى اليوم, حيث عملنا اكثر من ستين اتفاقية على مستوى المديرية في اصلاح كل كسور شبكة المجاري وإزالة طفحها من الشوارع ولازلنا مستمرين حتى يومنا هذا, ناهيك عن المشاريع التي تحملتها المديرية بالنيابة عن مؤسسة المياه والصرف الصحي في تحويل مشروع حي (وديع حداد) من بلوك 4 الذي كان يسبب دائما الطفح, واليوم مستمر إلى خط التسعين إلى الخط الرئيسي, وايضاً بلوك 45و65 في الوحدة السكنية تحملتها المديرية من أجل سفلتة الشارع وايضا حتى لا يتعرقل هذا المشروع.
ومن المشاريع الاخرى التي قمنا بها ويجري العمل في بعضها حاليا, الرصف المستمر في اغلب شوارع المديرية, فيتم الان رصف حي (ريمي) وحي (عبدالعزيز) إلى البريهي وشوارع القاهرة بشكل كامل, كما سنقوم برصف وسفلتة عدد من الشوارع خلال الفترة القادمة, وعندنا ايضا مشروع السفلتة من (سوزوكي) إلى البريهي ذهاب واياب مع الإنتر لوك مع عمل الرصف الجانبي على الكورنيش نفسه, وعندنا ايضًا مشروع من جولة (كالتكس) حتى جولة (الغزل والنسيج) وهو مشروع الإنتر لوك وتبليط الفوت بات وايضا الجزيرة, وايضا استكملنا رصف شارعين (بيوت الطيارين) و(شارع القصر) بشكل كامل وكذا رصفنا موقف سوق الخضار وسلمناه للهلال الأحمر الاماراتي لتسليمه لأسر الشهداء والجرحى ولدينا الآن مشروع ترميم سوق اللحم, بحيث ننقل الكثير من الملاحم إليه, ولذلك من اجل تخفيف مضايقة الحيوانات للشارع, وكذا لأنها تتسبب بسد المجاري بالمخلفات, ولدينا خلال الفترة القادمة مشروع ترميم الحفر التي تعيق الحركة في الشوارع والاحياء, ولدينا عدد من المشاريع المعتمدة من قبل مكتب الامم المتحدة للخدمات, اما بخوص الانارة استكملنا مشروع الكثيري- عبدالعزيز, وقمنا بصيانة معظم مناطق مديرية المنصورة, ولدينا حاليا مشروع ممول من مكتب الامم المتحدة للخدمات لإنارة عدد من الشوارع بالطاقة الشمسية.
- ما هي أبرز المعوقات التي تعترضكم لتطوير أداء السلطة المحلية؟
= المعوقات كثيرة, ولكن أبرزها الميزانية التشغيلية التي تكاد تكون منعدمة بنسبة 25% من الميزانية الحقيقية, وكذا عدم ترفيع النسب المحددة سنويا للعمل, لذا كل المكاتب للسلطات المحلية بمحافظة عدن لا تستطيع ان تؤدي مهامها للإنجاز حسب ما هو مرسوم لها, كما تعاني مديرية المنصورة من عدم توفير السيارات الخاصة بالعوائق والاشغال والنظافة والصرف الصحي, وهذا يعيق العمل بشكل كبير, كما تعاني المديرية من تزايد عدد السكان, حتى المشاريع الاستثمارية لا نجد لها التسهيلات من السلطات العليا لتنفيذها.
- كيف تواجهون انتشار حمى الضنك.. وما مدى انتشارها؟
= بنسبة لحمى الضنك نحن في السلطة المحلية لا نستطيع فعل شيء الا الرش الضبابي لمنع انتشاره وحث مكتب الصحة على النزول ورفع التقارير والمستشفيات لتوفير العلاجات اللازمة لذلك.. اما بالنسبة لانتشاره فلا يوجد انتشار بالحالة التي يمكن ان نسميها خطيرة, فبحسب مكتب الصحة بالمديرية اشار ان المرض لم يتحول إلى ظاهرة أو وباء إلى الان, وهذا السؤال يجب توجيهه لوزارة الصحة لأنها متخصصة اكثر.
- تعتبر مديرية المنصورة من أكثر المديريات التي تشهد عمليات بسط.. برأيك كجهة تنفيذية من المتسبب بهذا الشيء وأين تقفون وما هي تحركاتكم لإنهاء هذه الظاهرة؟
= عملية السبط انتشرت في جميع مديريات عدن وليس في مديرية المنصورة فقط, ويرجع سبب ذلك إلى ضعف الجانب الامني, وعدم تنفيذ ما يتم رفعه من قبل وزارة الاشغال وضبط المعتدين.. هناك ظاهرة موجودة وهي حماية عناصر مسلحة لكثير من الباسطين, ولا يتم التجاوب من خلال الجهات العليا والامنية, لردع هؤلاء المعتدين.. لكن مديرية المنصورة تعتبر أقل المديريات التي يوجد بها عمليات بسط مقارنة بمديريات أخرى.. وتمت عمليات البسط عندما كانت المديرية تعيش انفلاتا امنيا, اما الآن فنحن نمنع أي تمدد ونزيله في نفس اليوم, بحسب الامكانيات المتاحة.
- هناك توسع عمراني وبناء مدن في المنصورة مما يؤثر على البنية التحتية المتهالكة أصلاً.. ما هي الحلول والمعالجات؟
= هذا الكلام صحيح لكن لا توجد لدينا أي حلول او معالجات لعدم وجود مشاريع استراتيجية وهذا الشيء في وزارة الاشغال العامة لأنها المسؤولة, وكذا الحكومة لأنها مسؤولة عن التخطيط.. تقدمت المديرية بمشروع بقيمة 3 ملايين دولار لتنفيذ شبكة صرف صحي لاستيعاب كافة المباني عليها.. وليست شبكة الصرف الصحي المتهالكة فقط, فالطرقات والكهرباء متهالكة أيضاً, فشبكة الكهرباء قديمة ومتهالكة وبحاجة إلى محطة تحويلية تستوعب المباني الجديدة.
- تعاني مديرية المنصورة من اختلالات أمنية وتعتبر من أبرز المديريات التي تعاني من هذا الشيء نتيجة لكثافة السكان واتساع النطاق الجغرافي.. أنتم في السلطة المحلية ما هو دوركم فيما يخص الأمن ولماذا لا يتم تفعيل أقسام الشرط في المديرية بشكل جيد.. ولماذا لا يتم ضبط الأمن بشكل أفضل مما هو عليه؟
= عندنا تحسن كبير في عمل الشرط الأربع المتواجدة في المديرية, وتعمل بشكل جيد حسب إمكانيتها المتاحة, ولا يوجد ذلك الانفلات الامني الذي كانت تعاني منه المديرية.. وقطاع المنصورة يعمل بكل جهد ويلبي كل طلب للسلطات المحلية او الشرط.. وتراجعت كثيراً أعمال البلطجة والخروج عن القانون.
- تعتبر الضرائب أهم الإيرادات لمديريات عدن وتعتبر مديرية المنصورة من أهم المديريات التي فيها إيرادات الضرائب.. وكانت الضرائب تحصل بشكل طبيعي قبل العام 2011 ثم عانت من مشاكل بعد ذلك.. هل لديكم خطة حكومية لتفعيل الضرائب ام هل أساساً تتسلمونها.. وهل بالإمكان ان تعطينا فكرة عن مستوى التحصيل الضريبي في المديرية؟
= تحصيل الضرائب تحسن بشكل كبير منذ العام 2016 ولايزال في تحسن بشكل تدريجي.. انا شخصيا غير راض عن التحصيل العام, لكن لا تستطيع انت في مديرية واحدة أن تعمل آلية للتحصيل دون المديريات الاخرى, فيفترض بوزارة المالية من اجل رفد خزينة الدولة المنهكة بالموارد ان تضع آلية جديدة لاستلام الضرائب لأنها لا تصل 50% من الضرائب التي تستلم إلى خزينة الدولة.. المواطنون ملتزمون ونزلنا على جميع مصادر الضرائب المختلفة والآن 70% مفعلة وسنفعل خلال الايام القادمة رسوم البناء ورسوم المحلات التجارية والورش, لدينا حملة ستنزل قريبا لرفع نسبة الإيرادات.
- مديرية المنصورة تمارس دورها من مقر مؤجر بينما تملك واحدا من اكبر المقرات في عدن, والذي تعرض للقصف.. لماذا لا ترممونه وتمارسون نشاط السلطة المحلية منه؟
= خطة ترميم المقر تم رفعها للسلطات في المحافظة لكن كلفة الترميم اكبر من إمكانيات المديرية وعملنا مناقصة في المحافظة ورست على مؤسسة وعند عملية الفحص والمراجعة ارتفع سعر الدولار مقابل الريال إلى 50% حين تم ارساء المناقصة.. المؤسسة التي ستقوم بعملية الترميم منتظرة لكن المحافظ ومدير الاشغال لم يبتا في فارق السعر حتى يكتمل.. ارسلنا عدة مذكرات طلبنا ان يتم الزام المؤسسة التي رست عليها المناقصة بإعادة الترميم أو ان يوقفوا الاتفاقيات معه ونكلف احدى المؤسسات الحكومية بإعادة ترميمه.
ولكن اوضح لك ان السلطة المحلية مستأجرة مبنى حكوميا (تابع للشؤون الاجتماعية) وليس مبنى خاصا ولكن الافضل للاستيعاب الاكبر ان نرمم المبنى السابق, ولكن هذا بيد المحافظ وليس بيدنا.
- بعض المواقع والصحف أشارت الى أن عمل مديري المديريات ضعيف بماذا تعلق؟
= بالنسبة لي أنا راض عن عملي واحضر كل يوم مقر السلطة حتى وإن كان لدي موعد آخر, ومكتبي مفتوح للمواطنين يوميا على الرغم من انني مخصص يومين لهم على عكس باقي مدراء المديريات الذين يخصصون يوما واحدا, اؤكد اني اشعر بالرضى عن ادائي رغم شحة الامكانيات, حيث قطع علينا البترول والامتيازات ومع هذا سنظل نعمل في ظل موازنة ضئيلة.
- أثرت الحرب على عدن بشكل كبير في كافة القطاعات.. فأي قطاع برأيك كان الاكثر تأثراً في مديرية المنصورة؟
= البنية التحتية كانت الاكثر تأثراً, فمثلا كان لدى السلطة المحلية 16سيارة نظافة ومنها ما سرق ومنها ما حرق, وكذا سيارات الصرف الصحي فلو لم تتأثر لما تجرأ أحد على التحدث عنا على الرغم من اننا جهة إشرافية ولسنا جهة تنفيذية, ورفعت مناقصة للأخ المحافظ من أجل شراء آليات خاصة بالنظافة لكن حتى اللحظة لم نجد التجاوب والمصادقة, كما تعاني مديرية المنصورة والتي تساوي مساحتها مساحة ثلاث مديريات اخرى من نقص آليات الصرف الصحي.
- في النهاية نود ان نشكرك على فتح المجال للحديث معنا عن اوضاع المديرية.
= وانا بدوري اشكر صحيفة (المرصد) على هذه الاستضافة.