تحليلات سياسية

الأربعاء - 10 أبريل 2019 - الساعة 02:37 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ خاص:





تقرير/ محمد فضل مرشد:



مهما فرقتهم خلافاتهم شمالا تبقى أطماعهم في الجنوب وتكالبهم عليه قاسمهم المشترك.. ذاك هو ديدن الأحزاب والقوى السياسية اليمنية.
قوى الشمال، المتشبثة عبثا بنفوذ وفيد فقدتهما في الجنوب المحرر عمليا منذ العام 2015م، لم تتوان عن حياكة المؤامرات السياسية وتصدير الأزمات الخدمية والأمنية إلى المحافظات الجنوبية بهدف كبح جماح الجنوبيين عن المضي قدما صوب غاياتهم المشروعة في استعادة وطن ودولة سلبا منهم في العام 1990م المشؤوم.

الشمال يعيد (عصابة 94م) إلى الخدمة
بالأمس عادت الأحزاب والقوى اليمنية أدراجها للوراء صوب ائتلافات سياسية سبق وأن أهالت عليها التراب وأعلنت رسميا عن موتها، على أمل أن تجد فيها ما يفك شفرة الجنوب الجديد الذي استعصى عليها وعجزت عن تطويعه ولازالت عاجزة منذ خمس سنوات.
هكذا تسارع القوى اليمنية خطاها في محاولة أخيرة ويائسة لاستعادة سيطرتها على الجنوب.
فحزب المؤتمر الشعبي العام اتجه صوب نبش قبر الأحزاب التي سبق وفرخها طوال العقدين الماضيين تحت مسمى (الائتلاف الوطني) قبل أن يستبدلها أخيرا بتحالفه القاتل مع الحوثيين.
فيما لجأ حزب التجمع اليمني للإصلاح- الفرع اليمني لتنظيم الإخوان المسلمين المحظور دوليا- إلى فتح تابوت (تكتل أحزاب اللقاء المشترك) بمحاولة عبثية لإعادة جسده المهترئ وروحه الميتة إلى الحياة لاستخدامه كوسيلة قديمة جديدة لضرب الجنوب.
وما بين تحرك (المؤتمر وأحزابه وقواه) و(الإصلاح وأحزابه وقواه) لملمة (مؤتمرية - إصلاحية) شاملة لصفوف عصابة (حرب صيف 94م الظالمة على الجنوب) تحت غطاء الشرعية الفاقدة لكل شرعية.

مؤتمر تآمري
وبحسب مراقبين سياسيين فإن البيان السياسي الصادر مؤخرا عن مؤتمر موسع عقدته الأحزاب والقوى اليمنية في العاصمة المصرية القاهرة للتآمر على الجنوب، والذي دعت فيه إدارة الشرعية إلى انعقاد عاجل لمجلس النواب اليمني في العاصمة الجنوبية عدن، بمثابة تحد (شمالي) غير مسبوق منذ تحرير الجنوب في العام 2015م.
ورأى المراقبون أن خطوة الأحزاب والقوى اليمنية وإن بقيت في طور المكايدات والمماحكات السياسية إلا إنها تحمل في المنظور القريب تهديدا لإرادة الجنوبيين الرافضين لكل أشكال التآمر الشمالي الذي يستهدف فرض الوصاية مجددا على الجنوبيين.

خيانات إخوانية
ولفت المراقبون إلى أن التحرك الشمالي للملمة صفوف عصابة (حرب صيف 94م) أتى بالتزامن مع خيانات (إخوانية) تم عبرها تسليم المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات (حزب التجمع اليمني للإصلاح) في مناطق مريس بمحافظة الضالع والمحاذية لمحافظة إب اليمنية إلى (مليشيات الحوثي)، الأمر الذي يؤكد من جانب النوايا الشمالية لمحاولة غزو الجنوب مجددا، وفي الجانب الآخر يكشف زيف حرب اليمن وحقيقة أنها ليست سوى حرب شكلية أريد من خلالها احتلال الجنوب بعد أن تخلص من قبضة (المخلوع صالح).

الانتقالي يتوعد
ليس ببعيد من التحرك الشمالي، يقف المجلس الانتقالي الجنوبي متحفزا للرد سريعا وبقوة على أية محاولة للمساس بسيادة واستقرار الجنوب وشعبه.
وجاء موقف المجلس الانتقالي الجنوبي قويا بتحذير شديد اللهجة وجهته رئاسة المجلس إلى من وصفتهم بـ(عصابات صنعاء) وتوعدتهم فيه بإحراقهم بنيران القوات الجنوبية التي لن تتوانى عن الذود عن الجنوبيين ووطنهم.

الجعدي: الضالع مقبرة عصابات صنعاء
وأكد عضو رئاسة المجلس الانتقالي فضل الجعدي ان الضالع ستبقى مقبرة لعصابات صنعاء.
وقال الجعدي في تغريدة له: "الضالع ستبقى مقبرتهم ورجالها أشداء موحدون وأبطال مريس الأشداء".
وأضاف: "التحام قوات العمالقة في جبهة مريس أذاق العدو مرارة الهزيمة والانكسار".
وتابع الجعدي: "انكسرت عصابات صنعاء ومسيرتهم، واسودت وجوه عملائهم من باعوا ضمائرهم للشيطان".

شطارة: مخطط شمالي لحرب ممنهجة على الجنوب
بدوره أكد القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة أن حرب الشمال على الجنوب لم تكن عسكرية فقط.
وقال شطارة: "سيطرة الشماليين على كثير من منظمات المجتمع المدني، المدعومة من مؤسسات دولية، لم تكن بسبب عجز شباب الجنوب في القيام بنفس الدور، بل لأن سيطرة الشمال كانت ممنهجة ومدروسة لإبعاد الجنوبيين عن التواصل مع الخارج.. حرب الشمال على الجنوب لم تكن عسكرية فقط .. الوضع سيتغير".

القوات الجنوبية ترد
وعقب تسليم قوات حزب الإصلاح (الإخواني) مواقعها في منطقة مريس لمليشيات الحوثي تحركت قوات ألوية العمالقة وقوات الحزام الأمني وشنت هجمات ضارية خلال اليومين الماضيين على مليشيات الحوثي في جبهة مريس وكبدت فيها المليشيا خسائر فادحة في الأرواح علاوة على تدمير عتادهم العسكري.
وشنت قوات الحزام الأمني وألوية العمالقة والمقاومة عملية عسكرية استطاعت من خلالها إسقاط جبل حصن شداد الاستراتيجي والجبال المجاورة له شمال مريس بمحافظة الضالع بعد تمهيد مدفعي كثيف من قوات المدفعية.
وقالت مصادر ميدانية إن أكثر من 80 حوثيا لقوا مصرعهم في المواجهات التي شهدتها جبهة مريس في أعنف مواجهات تشهدها الجبهة.
وتمكنت مدفعيه ألوية العمالقة من تدمير عدد كبير من عتاد مليشيات الحوثي حيث تم تدمير 3 أطقم عسكرية تحمل أفرادا وتعزيزات للمليشيات وتدمير وإعطاب دبابة وعربة BMB كما استهدفت مدفعية العمالقة مخزناً للذخائر والأسلحة وأحرقته بشكل كامل.