تحليلات سياسية

الجمعة - 15 مارس 2019 - الساعة 05:02 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/خاص



الجمعة 15 مارس 2019 10:55 ص أفتى حزب الإصلاح في الحرب الأولى ضد الجنوب بقتل المستضعفين ونهب حقوقهم - ارشيف فريق التحرير

تصعيد جديد لحزب التجمع اليمني للإصلاح (النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان) تجاه الجنوب، في رده على تقارير منظمة العفو الدولية التي أكدت تورط قيادات إخوانية في ارتكاب جرائم حرب في مدينة تعز، كبرى مدن اليمن الشمالية، من بينها اعتداءات جنسية طالت أطفالا دون الـ15 من العمر.



ووثقت منظمة العفو الدولية قصص أطفال تعرضوا للاغتصاب تحت تهديد السلاح من قبل مسلحين ينتمون الى حزب الإصلاح الإسلامي، ارتكبت بعضها في مساجد مدينة تعز، الأمر الذي توعد حزب الإصلاح بمقاضاة المنظمة الدولية التي قال انها باتت تعد تقاريرها في كهف مران وعواصم التحالف العربي.



وهاجم رئيس دائرة الإعلام والثقافة في التجمع اليمني للإصلاح علي الجرادي في مقابلة مع قناة سهيل التي تبث من العاصمة السعودية الرياض، الجنوبيين ووصف مطالبهم بالمناطقية والتي تريد تقسيم اليمن على أساس جغرافي، زاعما ان هذا المشروع الهدف منه ضرب حزب الإصلاح الذي قال انه يمتلك مشروعا اكبر من هذا المشاريع.


وجاء تصعيد الجرادي في اعقاب تهديد قيادات إخوانية الجنوب باجتياحه للمرة الثالثة، حيث هدد صالح سميع باجتياح الجنوب ومحاربة القوات الجنوبية التي وصفها بالمليشيات، وعلى نفس السياق، كشف القيادي الإخواني محمد بالفخر عن ما قال ان الحسم العسكري في الجنوب بات قريبا، ضد من وصفها بالمليشيات التي تعيث في الجنوب فسادا وقتلا، في إشارة الى قوات الحزام الأمني والنخبة وأجهزة الشرطة ومكافحة الإرهاب التي تقود الحرب على الإرهاب بدعم من التحالف العربي.

ثأر الجنوب من الإصلاح وقال الجرادي ان الجنوب يستهدف الإصلاح لأن لديه ثأر مع الحزب الذي كان شريكا لعلي عبدالله صالح في الحرب ضد الجنوب، غير ان الجرادي أتى بمزاعم أخر للثأر.

وقال الجرادي عن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ينادي بالاستقلال: "صاحب المشروع الجغرافي لديه ثأر مع التجمع اليمني للإصلاح لأن الإصلاح حزب وطني يتجاوز الجغرافي ويتجاوز الهويات القاتلة"؛ غير ان الخلاف بين الجنوب وحزب الإصلاح اليمني يكمن في مشاركة الأخير إلى جانب نظام صالح في الحرب الأولى على البلاد، وهي الحرب التي أصدر فيها الإخوان فتاوى تكفير شهيرة من بينها فتوى وزير العدل عبدالوهاب الديلمي وعبدالمجيد الزنداني، وهي الفتاوى التي اجازت قتل المستضعفين في الجنوب من النساء والأطفال ونهب أرضهم وحقوقهم، حتى لا تعلى شوكة الكفر، كما جاء في نص تلك الفتوى.


الجنوبيون يريدون اضعاف الشرعية ووجه الجرادي اتهامات مبطنة للجنوبيين، واتتهم بالعمل على اضعاف الحكومة الشرعية التي قال انها تمثل كل اليمن، زاعما موافقة الجميع بما فيهم الجنوبيون على مخرجات مؤتمر الحوار اليمني.


وطالب الجرادي بحل القوات الأمنية والعسكرية في الجنوب، والتي تقود الحرب على الإرهاب، بدعوى انها تشكيلات عسكرية خارج سيطرة الدولة اليمنية، وهذا الخطاب السياسي والإعلامي المناهض للقوات الجنوبية، جاء في اعقاب تدشين هذه القوات بدعم من التحالف العربي الحرب على الإرهاب في الجنوب، وهي الحرب التي تقول تقارير إخبارية انها اثارت غضب الإخوان في اليمن ومن خلفهم قطر، نتيجة ارتباط تلك التنظيمات بالتنظيم اليمني والدوحة.




الخطاب الإعلامي لقناة سهيل نحو الجنوب أقر رئيس دائرة الإعلام والثقافة في حزب الإصلاح بأن قناة سهيل تتبع حزب التجمع اليمني للإصلاح وانها إلى حد ما تعد الناطق الرسمي للحزب، قائلا :" حقيقة لا يوجد للتجمع اليمني للإصلاح قناة سوى تقريباً قناة سهيل هي القناة الوحيدة التي تعتبر أو نستطيع أن نقول عليها بأنها الى حد كبير تمثل التجمع اليمني للإصلاح".


الإقرار هذا ربما يؤكد الخطاب العدائي ضد الجنوب والذي تبثه قناة سهيل التي لا تحرض على الجنوب فحسب، بل ذهبت الى ابعد من ذلك بوصف الحرب في اليمن، بأنها طائفية، في مسعى ربما لإطالة أمد الحرب، واضعاف التحالف العربي الذي يرى في حلفاء الدوحة قطرا حقيقيا مثله مثل الحوثي الموالي لإيران.



تكشف الكثير من التقارير التي بثها قناة سهيل بان خطابها العدائي ضد الجنوب والمتبني للمشروع الإخواني قد بدأ منذ سنوات طويلة وخاصة منذ العام 2012م، في اعقاب رفض الجنوب، انتخابات الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، حيث شنت القناة ولأشهر متواصلة حربا إعلامية ضد الجنوب، واتهمت الحراك الجنوبي بالعمالة لرئيس النظام السابق، وهي التهم التي رد عليها الحراك الجنوبي بأنها تهم سخيفة، الهدف منها تضليل الرأي العام ومحاولة تبرير موقف الإصلاح من منح نظام صالح "الحصانة من الملاحقة".

العمالة لإيران مبررا لاجتياح الجنوب لم تقف سهيل عند حد الرفض الجنوبي، بل ذهبت الى ابعد من ذلك، حيث وصفت قناة سهيل في يوليو 2016م، المقاومة الجنوبية بالعمالة لإيران والحوثيين، وبثت ما اسمته دليلا على عمالة الجنوب لإيران تصريح للقيادي في المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي حكيم الحسني وهو يتحدث لقناة المسيرة الحوثي عقب اسره في مطار عدن الدولي اثناء الاجتياح الحوثي للعاصمة الجنوبية.


في يوم مساء الخميس 16 من يونيو 2016، وقعت قناة سهيل التابعة للزعيم الإخواني حميد الأحمر في فضيحة أخلاقية مدوية، حينما زعمت ان الأسير السابق بيد الميليشيات الانقلابية حكيم الحسني عميلا لإيران. ووقع الشيخ حكيم الحسني القيادي البارز في الحراك الجنوبي أسيرا خلال عدوان ميليشيات الحوثي وقوات صالح على مدينة عدن في ابريل من العام الماضي.



وبثت القناة خلال تقرير زعمت فيه بتواجد إيران في الجنوب ، الأمر الذي أثار حالة من السخرية، فالجنوب الذي يزعم الإصلاحيون عمالته لطهران هو من حرر بلاده في الوقت الذي عجز فيه المناوئون لطهران من تحرير شبر أو تبة جبلية في مأرب رغم الدعم الكبير الذي قدمته دول التحالف العربي.


وكانت قناة المسيرة التابعة لميليشيات العدوان الحوثية قد أجرت لقاءا مع الأسير الشيخ حكيم الحسني وتحدث فيه تحت ضغوط عن حسن معاملة الميلشيات له خلال الأسر.

وسعى الإصلاحيون الذين تورطوا بالتسهيل للانقلابيين باحتلال صنعاء ومن ثم التمدد نحو الجنوب، إلى تبرير موقفهم ذلك بالحديث عن عمالة الجنوب المنتصر الوحيد في الحرب ضد حلفاء طهران بالعمالة لإيران.


وكانت حينها ليست المرة الأولى التي يتهم فيه حزب الإخوان اليمني، الجنوب بالعمالة لطهران، فالإصلاح يبحث عن العودة إلى عدن، بشتى الطرق مستفيدا من دعم أحدى الدول الإقليمية له.

ولا يستبعد ان يبحث الإصلاح عبر جنرالاته التي ارتكبت جرائم حرب خلال عدوانها على الجنوب المتواصل، عن شرعية جديدة لاجتاح الجنوب للمرة الثالثة، تحت شعار محاربة المد الإيراني في الجنوب المحررة من قوى طهران.

ولكن يبقى السؤال.. الحرب الإعلامية التي دشنها الإصلاح على الجنوب، ليست هدفها محاربة المد الإيراني فإيران موجودة بقوة في مختلف مدن الشمال ويرحب الإصلاح بالشراكة معها.

وشعر الإصلاح عقب هزيمة الحوثيين بان الجنوب في طريقه نحو الاستقلال، الأمر الذي جعل اعلامه بما فيه القناة الرسمية سهيل يصوب سهامه نحو الجنوب منذ أكتوبر 2015م، لكن حرب الإصلاح الإعلامية والتي تؤشر على الاستعداد لحرب عسكرية قادمة هدفها محاولة احتلال الجنوب بعد ان فشل صالح والحوثيين في ذلك، خاصة وأن مسألة تحرير اليمن الشمالي أصبحت مهمة غير ضرورية بالنسبة للإصلاح.