الاستطلاعات والتحقيقات

الأربعاء - 20 فبراير 2019 - الساعة 03:21 م بتوقيت اليمن ،،،

تقرير/ محمد فضل مرشد:


عرفت شبوة على مدى ربع قرن خلت بالمحافظة الغنية بالثروة النفطية والغازية، إلا أن الناظر إلى حالها من الداخل لن يرى غير البؤس، والذي لا يتناسب مع ما تم ويتم استخراجه من ثرواتها، وذلك في مشهد يثير تساؤلات عديدة هامة عما أوصل مناطق شبوانية غنية بالنفط إلى واقع تغيب فيه أبسط مقومات التنمية الحقيقية للأرض والانسان على الرغم من بحر النفط القابع تحت ترابها.

جانب من هذه التساؤلات كشف عن اجابته إعلان مشايخ وأهالي من منطقة العقلة النفطية في محافظة شبوة اعتزامهم تنفيذ اعتصامهم السلمي الثاني خلال الأيام القادمة، وذلك احتجاجا على ما وصفوه بـ "فساد احتكار تنفيذ المقاولات والخدمات المطلوبة من قبل شركات التنقيب والإنتاج الأجنبية على شركات وعمالة خاصة بقوى نافذة من خارج محافظة شبوة والجنوب بشكل عام، ومنع أبناء المنطقة وشركاتهم من هذا الحق".



- ثروات تتبخر..

فعلى مرمى حجر من حقول نفط منطقة العقلة يشاهد أبناء مديرية عرماء ثروات أرضهم وهي تعبر من أمامهم دون أن ينعكس أثرها عليهم.. فالأمر هناك وبإيعاز ومساندة من جهات في السلطة المحلية للمحافظة عاد سريعا كما كان عليه في عهد المخلوع صالح، لتسيطر مجددا قوى الفيد والفساد القادمة من الشمال على معظم خيرات النفط الشبواني بغطاء من مسؤولين في المحافظة ذاتها، وتحرم أبناء شبوة حتى من الفتات المتبقي من ثرواتهم التي تنهبها تلك القوى المتنفذة منذ نحو عقدين من الزمن.



قمع بالهاون!

وليس ببعيد من إعلان مشايخ وأهالي العقلة يوم أمس عن لجؤهم إلى استئناف اعتصامهم السلمي، ما تعرضوا له قبل نحو شهر من اعتداء عسكري طال اعتصامهم السابق بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بما فيها مدفعية الهاون لإجبارهم على الرجوع عن مطالبهم المشروعة في انهاء فساد مقاولات نقل النفط المحصورة في قوى نافذة من الشمال بحماية مسؤولين بالمحافظة.



- عنف مفرط

يقول مشايخ من منطقة العقلة بشبوة إن أقصى ما توقعوه في اعتصامهم السلمي الأول هو مماطلة السلطة المحلية للمحافظة في التجاوب مع مطالبهم المشروعة ومن ثم الاستجابة لها نظرا لأن الشركة الأجنبية الحاصلة على حق الإمتياز النفطي قد منحت مناقصة خدمات نقل النفط الخام من مواقع الإنتاج وحتى مواقع التخزين لأبناء منطقة العقلة أنفسهم بعد أن قاموا باستيفاء كافة الشروط والمعايير المطبقة من قبل الشركة الأجنبية، إلا أنهم صدموا بتوجيهات تدفع بقوات عسكرية معززة بالأسلحة الثقيلة وتعتدي عليهم وتحرق عدد كبير من قاطراتهم وتكبدهم خسائر بمئات الملايين بمصادر رزقهم وفوق كل ذلك تعيد قوى النفوذ السابقة لبسط قبضتها على نفط العقلة.



- قلب الحقائق

المضحك المبكي في الأمر، هو الطريقة التي تم بها التعتيم على الاعتداء والقمع الذي طال اعتصام مشايخ وأبناء منطقة العقلة بمديرية عرماء الشبوانية، فسرعان ما تم وصفهم بالمخربين بل ومهربي النفط صوب جماعة الحوثي، فيما أن الصحيح أن من عادوا أو أعيدوا لبسط نفوذهم مجددا على مواقع الإمتياز النفطي في العقلة وعدد من مواقع إنتاج النفط الأخرى بمحافظة شبوة هم القادمون من حيث تقبع المليشيات.



- دعوة للشرعية والتحالف

قضية دون شك تستوجب بحسب تأكيد مشايخ وأهالي من منطقة العقلة تحرك سريع من قبل القيادة السياسية للبلاد والتحالف العربي المساند لها والقوى الجنوبية لتحقيق شيء من العدالة لأبناء المناطق النفطية بمحافظة شبوة القابعين تحت القمع والمنع من خيرات مناطقهم.