تحليلات سياسية

السبت - 26 يناير 2019 - الساعة 04:50 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/خاص

كتب: عبدالله جاحب :
علي محسن الأحمر الرّجل الأوّل في شمال اليمن ومرشد الإخوان المسلمين الذي ضلّ يتربّع على نظام الحكم في الشّمال ثمّ اليمن بشكل عام من خلف الكواليس متخفيًا برداء القائد العسكريّ في البلاد وعمل على كبح أيّ تحرك سياسيّ أو كيان يحاول معارضة التوجهات الإخوانية الإصلاحية فشكل فرق الموت والاغتيالات وأوجد التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة في جنوب اليمن وعمل على دعمها وتمويلها وتحويلها إلى مليشيات وجماعات داخل مؤسسات الدولة الأمنية .
يتقلب الغضنفر ( الأحمر) بتقلب المعطيات والأحداث والحقب والمراحل والأنظمة فهو يتلون بين مؤتمري وإخواني وحوثي وإرهابي وعجز الكثير من المحللين في تفسير توجهه أو ميوله فهو لم يستقرّ على أيّ تنظيم أو حزب .
قصة ( حرم السفير ) والوصول إلى أحضان الرياض
ظلّ الغضنفر الأحمر بجوار ( صالح ) طيلة فترة حكمة وعندما جاءت ثورة 16 فبراير الشبابية هرول إلى أحضانها وترك صالح في سبيل إجهاضها والالتفاف عليها , وعندما جاء هادي سارع للارتماء في أحضانه والسيطرة على أذرع الحكومة التي أفرزتها اتفاقيّة الشّمال في صنعاء برعاية دول الخليج وعندما سيطر الانقلابيون الحوثيون على صنعاء بدأت حكايته مع التحالف العربيّ فكانت البداية من قصّة ( حرم السفير ) والوصول إلى أحضان الرياض .

أتخذ الغضنفر ( الأحمر ) حكاية ( حرم السفير ) للدخول والتوغل وتمرير مشروع كبير وخطير على التّحالف العربيّ من خلال جعل الرياض مقر ومركز و غطاء دولي وإقليمي لكل الغايات والأبعاد والاستراتيجيات والأهداف التي يريد تمريرها .
فكانت البداية من تعينه نائبا لرئيس الجمهورية حيث تمكن من خلال ذلك المنصب من السيطرة على نظام الحكم في البلاد وأصبح الرجل الأول في اليمن والمسيطر والمتحكم في الحكومة الشرعية .

توغل الغضنفر الأحمر بعد بذلك إلى عمق وداخل التحالف العربي وإيهامه بأنّه قارب النجاة ورجل الحسم في اليمن وأنه الرجل الوحيد والقائد العسكري والقبلي الذي تعتمد عليه التحالف العربي ولايمكن الاستغناء عنه في حسم معارك الشمال وأنه الوحيد الذي يملك مفاتيح وحل شفرات وطلاسم الحسم وهو الربان الذي سوف يصل بسفينه التحالف العربي إلى أبواب( صنعاء ) .
كل ذلك مجرد رؤية وحكاية صاغ فصولها ومحتواها الغضنفر الأحمر الذي أنتج وأخرج فصولها في سبيل بناء علاقة وهمية مع التحالف تقوم على أسس وضوابط الاستنزاف والاسترزاق وتلك كانت خلاصة العلاقة بين التحالف والغضنفر الأحمر وتلك أسس وقواعد وضوابط قيامها من البداية إلى النّهاية .


متى سيقتنع ( التحالف ) بفشل الغضنفر الأحمر ؟

طيلة أربع سنوات مضت والتحالف يصرّ ويتمسك بـ ( الغضنفر ) علي محسن الأحمر على الرّغم من وضوح فشله وإخفاقه الواضح للعيان والذي لا يحتاج إلى دليل أو إثبات أو برهان .
ظل التحالف طيلة أربع سنوات يتشبث بـ علي محسن الأحمر وجعله الرجل الأول في الشرعية وخاصّة من قبل الرياض .
مرّت أربع سنوات على شراكة التحالف والغضنفر ولم يحقّق لهم إلاّ( إنجازات) الجيوش الكرتونية وتقدم ( الأعراس) الجماعية ومعارك التباب والهضاب الوهمية .
أسلحة متطورة وحديثة وعلى أعلى مستوى امتلأت بها مخازن ومستودعات محافظة مارب , حيث قدم التحالف العربي للغضنفر الأحمر مالم يقدمه لا أحد من العتاد والمال وأعداد وتأهيل المعسكرات والجنود وتكوين منظومة قتالية يستطيع التحالف بها الحسم عبر الغضنفر .
تبخرت الجيوش الكرتونية وضاعت الأسلحة الحديثة المقدمة من التحالف للغضنفر ( محسن ) وحضرت الأعراس الجماعية والحمامات المتنقلة بين الجبهات وخيم جيش الغضنفر بين التباب وغرّز في رمال الاسترزاق وتباب الاستنزاف .

متي يستيقظ التحالف ويعلم بأنّ علي محسن الأحمر غضنفر في جلد أسد ومتى يقتنع بأنّ الأحمر ما هو إلا عنوان بارز للفشل والإخفاق ولن يكون الحسم على يده ؟.
متى سيقتنع التحالف العربي بأنّ السلاح والأموال التي صرفها طيلة أربع سنوات مضت على جيش كرتوني ومعارك وهمية أسمها( التباب ) ؟.
متى سيقتنع التحالف بأنّ مفاتيح الحسم ليست في جيب الغضنفر الأحمر ؟.
متى يعي ويستوعب التحالف العربي بأنّ طريق صنعاء ليس بخارطة علي محسن الأحمر ؟.
متي سيقتنع التّحالف العربيّ بأنّ أبواب صنعاء لن تفتح على أيادي علي محسن الأحمر وأنّ خارطة طريق الغضنفر هي استنزاف واسترزاق...

متي يصل التّحالف إلى الحقيقة المغيّبة عن مخيلته ؟

حقيقة أمام أعين التّحالف العربيّ وأصبحت ظاهرة في وسط النهار ولا تحتاج إلى بحث , أو تنقيب وكلّ المؤشّرات توحي وتفرز ذلك .
حقيقة مفادها وعنوانها أنّ علي محسن الأحمر هو أحد أبرز أسباب إطالة أمد( الحرب ) في اليمن .
ويعمل ليل نهار في سبيل عدم توقف الحرب واستمرارها وإطاله دمارها وخرابها من أجل استنزاف واسترزاق التحالف من خلال الأموال والسلاح وخلاف ذلك .

مؤشّرات ودلائل ترمي بظلالها في المشهد والساحة وتضع نفسها أمام طاولة التحالف العربيّ .
ومن أهمّ تلك المؤشّرات التي يغض الطرف عنها التحالف بقصد أو بدون قصدٍ سلاح مرسى ونهم وجيوش مارب التي وقفت على تباب نهم .
أليس ذلك كفيل وخير دليل على كشف فشل وإخفاق الغضنفر الأحمر وإظهار حقيقة حتمية أمام أعين التحالف ولا يتطرق إليها طيلة أربع سنوات مضت .
فهل يصل التحالف العربي إلى حقيقة الأحمر ويقتنع بعد خراب ودمار واستنزاف واسترزاق أربع سنوات بأنّ الغضنفر يعمل على إطالة الحرب وعدم توقفها وهو سبب إطالة أمد الحرب على إيقاع وأوتار الجيوش الكرتونية ومعارك التباب الوهمية واسترزاق واستنزاف التّحالف العربيّ .