المرصد خاص:

الأحد - 13 يناير 2019 - الساعة 07:56 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ خاص

وجه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس قاسم الزبيدي، كلمة هامة بمناسبة ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي، جاء فيها ما يلي:


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم كتابه (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) صدق الله العظيم، والصلاة والسلام على من اصطفاه بالرحمة نبياً ليُخرج الأمة من عصبيات الجاهلية إلى سماحة الإسلام، صلى الله عليه وسلم.
يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم
أيها المواطنون والمواطنات .. في داخل الوطن الجنوبي وخارجه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

في مثل هذا اليوم العظيم، قبل أكثر من عقد من الزمن، سجلَّ الجنوبيون مرحلة جديدة من مراحل الثورة والنضال، عنونها التسامح والتصالح، ومضمونها وحدة الصف الجنوبي الذي فشل كل اعداءه في كسر هيبته وهدم قوامه في كل مراحل الصدام ومنعطفات الازمات المتتالية. ذكرى جميلة وعظيمة، ذكرى وطنية جليلة نفتخر فيها جميعاً بحكمة الثورة وإرادة الثوّار.
تغلّب الجنوبيين يومها على مواجعهم واستطاعوا تحويلها الى يوماً وطنياً، ومشروعاً مثّل ركيزة من ركائز النضال التي سرنا جميعاً على نهجها وتشبثنا بها ولا زلنا، وسنحفظها جميعاً، فالجنوبيين لن يفرطوا ببعضهم البعض في كل الظروف، وليدرك الجميع ان الجنوب الجديد سيكون لكل الجنوبيين بدون استثناء، فهذا الوطن لكل ابناءه وبناته.
ان التسامح والتصالح لتجربة تجلى فعلها بالخير والسلام والنصر على هذا الوطن الغالي وقضيته العادلة. ويجب ان تبقى منهجاً يسير عليه الجيل الحالي والأجيال المقبلة.
ابنائي وبناتي
يا ابناء شعبنا الجنوبي العظيم
لا يأتي تمسكنا بالتسامح والتصالح في اطار ايماننا بالقيم الأخلاقية فقط وانه سمة انسانية وربانية فقط، بل يمتد ايماننا ايضا الى الضرورة الوطنية التي لن تتحقق اهداف قضيتنا بدونها والمتمثلة في إيماننا بهذا الوطن وهذا الشعب وقوته الكامنة في وحدة صفه وتكاتف وتعاون ابناءه.
ولنا في الحرب الأخيرة 2015م، خير مثال، فما انكسرنا قط حين نجتمع، ولن ننكسر ابدا لاننا جميعا لن نسمح لأي مشاريع قاصرة وصغيرة أن تفرقنا او تزرع الخلافات بيننا مهما كان شكلها، فنحن شعب جنوبي واحد.
نؤكد اليوم ان الشباب والشابات في الجنوب اقوى بكثير من مشاريع زرع الخلافات والتفرقة، وانهم سيحمون النسيج المجتمعي الجنوبي من كل خطر، وهذا واجبهم، وأملنا الكبير فيهم، وهذا لن يتحقق الا بتعزيز قيم العفو والتآلف والتسامح قولاً وعملاً.
أيها الشعب الجنوبي العظيم
لقد شكلّ مشروع التسامح والتصالح الجنوبي منعطفاً مهماً في مسيرة شعبنا النضالية، هذا المشروع النبيل خلق روحاً وطاقات كبيرة اشعلت الثورة السلمية وحافظت على مسارها وقاربت الناس ببعضها يداً بيد حتى الوصول الى مرحلة متقدمة هيأت الناس لوضع سياسياً آخر تجلّت ملامحه بعد 2015م.
واليوم يجب ان نكون جاهزين للخطوة القادمة، والوضع الجديد، وهنا لا بد لنا من التمسك بمسار مشروعنا الوطني “التسامح والتصالح” كضامن للتقدم نحو خطى آمنة ومضمونة.
قلنا سابقاً ان جبهتنا الداخلية قضية طالما راقبها العالم بعناية، ووضعها معياراً لكثير من قراراته، لذلك لم تكن محاولة الأعداء زرع الخلافات في الجنوب لتأتي من فراغ. وهنا اجدد دعوتي للجميع الى مزيداً من توحيد الصف الجنوبي وتثبيت اركانه من خلال التطبيق العملي لقيم التسامح والتصالح.
شعبنا العظيم
ان واجب الجميع اشخصا كانوا او مؤسسات هو تجسيد معاني التسامح والتصالح واقعاً ملموساً، من خلال دراسة المواقف ومراجعتها والمساهمة في إصلاح السلوك المجتمعي وتحسينه، وتعزيز مختلف العلاقات المجتمعية وايجاد وسائل للاتصال من خلال الافكار والمشاريع المتخصصة والوطنية من اجل خلق مجتمعا متماسكا، متحرراً من المشاعر السلبية التي يخلفها الركود والتهاون والاستسلام للأفكار السلبية الدخيلة. وعلينا ان ندرك جميعا ان التسامح والتصالح ركيزة أساسية نحو استعادة الدولة الجنوبية المستقلة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته