عرض الصحف

الجمعة - 14 ديسمبر 2018 - الساعة 10:36 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

نجحت الجهود الدبلوماسية الدولية والإقليمية في إقناع الفرقاء اليمنيين بالتوقيع على مسودة اتفاق حول الحديدة وموانئها الثلاثة، ليمثل بارقة أمل جديدة للاتفاق حول السلام في اليمن.
واهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، بهذا الاتفاق، مشيرة إلى أن التحدي الأبرز الان هو الوقوف في وجه التدخلات اليمنية في الشؤون اليمنية وتنفيذ هذه البنود للوصول لسلام دائم في اليمن.

انتصارات التحالف

أجرت صحيفة الاتحاد الإمارتية وعبر مراسلها في عدن تحقيقاً خاصاً استطلع آراء عدد من كبار الخبراء، حيث أكد عدد من المسؤولين الحكوميين في اليمن للصحيفة، أن الاتفاق جاء نتيجة للضغط العسكري في مختلف الجبهات والانتصارات النوعية التي حققتها قوات الجيش الوطني بإسناد من التحالف العربي.
وأكد وكيل وزارة العدل اليمنية فيصل المجيدي، أن الحوثيين أجبروا على تسليم الحديدة وموانئها عسكرياً وليس إنسانياً، موضحاً أن قوات الجيش والتحالف تتمركز في أحياء المدينة وبالقرب من بوابة ميناء الحديدة وهي قادرة على حسم المعركة عسكرياً، إلا أنهم أتاحوا الفرصة للجانب السلمي من أجل الانسحاب وتسليم المدينة.

بدوره، أكد الباحث السياسي اليمني محمود طاهر، أن اتفاق الحديدة يمثل فرصة أخيرة للحوثيين من أجل إثبات نيتهم بالجنوح للسلم والتوجه نحو السلام وتنفيذ القرارات الأممية للانسحاب من المدن اليمنية والتوجه نحو العملية الانتقالية وتسليم السلاح، وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الذي كانت جماعة الحوثيين إحدى الأطراف الموقعة عليها.
وقال إن "المدن اليمنية السابقة تم تحريرها عسكرياً وهي اليوم تعيش أوضاعاً مستقرة مقارنة بالحديدة التي تحاول قوات الشرعية والتحالف تجنيبها أي أضرار لما تحتله المحافظة من أهمية استراتيجية"، مشيراً إلى أن الضغط العسكري الذي شهدته الحديدة وتحرير المدن على الشريط الساحل الغربي كان له دور محوري وبارز للوصول إلى إبرام اتفاق السويد.

الدور البريطاني والأممي

ومن جهة أخرى، كشفت صحيفة العرب اللندنية عن الدور البريطاني في إنجاح هذا الاتفاق، وقالت مصادر سياسية للصحيفة من ستوكهولم، إن "وصول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، إلى مقر المشاورات اليمنية ساهم في خلق حالة توافق جزئية حول مدينة الحديدة ومينائها، إضافةً إلى ميناءي الصليف ورأس عيسى".
وكشف المصادر للصحيفة، أن هانت عقد فور وصوله إلى السويد اجتماعاً مع وفدي الحكومة والحوثيين جاء وفقاً لحساب وزارة الخارجية البريطانية على تويتر "للتأكيد على ضرورة مواصلة جميع الأطراف الجهود للوصول إلى حل سياسي". وأشارت المصادر إلى أن الدور الذي لعبه هانت في توقيع الاتفاق يعكس أهمية الملف اليمني بالنسبة إلى بريطانيا في وقت ترك بلاده وسط أزمة بريكست المتصاعدة من أجل المشاركة في المشاورات اليمنية.

اختناق إيراني

ولكن كيف سيكون تأثير هذا الاتفاق على إيران؟ هذا التساؤل طرحه الدكتور محمد المبارك، في مقال له بصحيفة أخبار الخليج البحرينية، وهو المقال الذي حمل عنوان هزيمة الحوثي واختناق إيراني. وقال المبارك، إن "الحوثيين اضطروا إلى الموافقة على اتفاق الحديدة"، معتبراً أن ما جرى هو انتصار للشرعية والتحالف العربي.
وقال مبارك، إن "الذي دفع المليشيات الحوثية إلى طلب الدخول في حوار مع الحكومة الشرعية، هو ما آل إليه أمرها من ضعف وانكسار، بعد عشرات الهزائم التي لحقت بهذه المليشيات على يد قوى الشرعية والتحالف".
وأضاف، أن الإيرانيين يبكون الآن في ظل الهزائم الاقليمية والجدولية لهم، مشيراً إلى تكبدهم الكثير من الخسائر الاقتصادية أيضاً، مستشهداً بإعلان شركة البترول الوطنية الصينية إيقاف استثماراتها في حقل الغاز الإيراني "بارس"، وذلك بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل الحوار والتفاهمات التجارية والاقتصادية الجارية حالياً بين واشنطن وبكين، موضحاً أن إيران تعاني من اختناق سياسي واضح، وهو الاختناق الذي بات يؤثر على سياساتها الآن.

ضغوط عسكرية

ولكن تظل استجابة الحوثي للجهود الدبلوماسية محوراً للكثير من التساؤلات السياسية، وهو ما تطرقت إليه صحيفة الوطن السعودية التي أشارت إلى إجماع عدد من المراقبين والساسة على أن استجابة ميليشيات الحوثي الانقلابية الأخيرة في السويد جاءت نتيجة الضغط العسكري لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن والجيش الوطني اليمني الذي ساهم في التوصل إلى تحقيق اتفاقية مدينة الحديدة وموانيها. وأشار هؤلاء إلى أن عمليتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" نفذتهما قوات التحالف استجابة لطلب الحكومة اليمنية ونداء الشعب اليمني الشقيق.

وقال مراقبون للصحيفة، إن "قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن حافظت على أمن الدولة اليمنية وممتلكاتها وتصدت لبطش الميليشيات الحوثية وانتهاكاتها الوحشية، كما نجحت في استعادة الحكومة الشرعية لعدد كبير من المحافظات اليمنية التي كانت خاضعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية".
وأضافوا أنه في الوقت الذي تعمل فيه قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية على دحض الميليشيات الحوثية وتفكيك قدراتها العسكرية من خلال عمليات عسكرية متنوعة، فإنها تعمل على محاربة ومكافحة التنظيمات الإرهابية في اليمن، سيما وأنها تنفذ كافة عملياتها العسكرية وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وأنها تؤكد دائماً التزامها قانونياً بحسب اتفاقية جنيف والبروتكولات الإضافية بقواعد الاستهداف.