مجتمع مدني

السبت - 17 نوفمبر 2018 - الساعة 05:25 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ عاد نعمان

استحسن عدد من أعضاء المجلس المحلي ومدراء المكاتب التنفيذية في مديرية خور مكسر، تجربة مجلس الظل الشبابي في المديرية، ودعوا إلى مواصلة نشاطه في مختلف المناطق والأحياء السكنية، وذلك من خلال تنفيذ حملات توعوية تثقيفية عن مخاطر وأضرار عدد من الظواهر السلبية الدخيلة، خاصةً تلك التي استشرت في المجتمع بعد انتهاء الحرب في المدينة، وكذا عقد ورش عمل حوارية لمناقشة قضايا ومشاكل المجتمع.
جاء ذلك في اختتام فعاليات ورشة عمل لتقييم الاحتياجات، التي نظمها مجلس الظل الشبابي في مديرية خورمكسر بالتعاون مع المجلس المحلي، في إطار المرحلة الأخيرة من مشروع "التمكين السياسي للشباب – الجيل الثاني"، الذي تنفذه المؤسسة في محافظة عدن، بدعم من الصندوق الوطني الديمقراطي NED.
كما أوصوا باستمرار مجلس الظل الشبابي في لعب دور الوسيط؛ بإيصال أصوات المجتمع وإيضاح التحديات التي تواجه المجلس المحلي، وتوسيع نطاق الاستفادة في المشروع من خلال افساح المجال أمام شباب المديرية للانضمام إلى عضوية مجلس الظل، والاهتمام بتدريبهم في مختلف المجالات الحياتية والعملية، وتقديم الدعم للمؤسسة في تنفيذ برامجها التأهيلية للشباب، وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية.
اُفتتحت ورشة العمل بكلمة ترحيبية من مدير المشروع/آثار علي، وقدمت نبذة تعريفية عن المؤسسة والمشروع، مشيرةً أن الجيل الثاني حظي بالتطبيق العملي في مقر المجلس المحلي وعدد من المكاتب التنفيذية، خاصةً الخدمية، وأشادت بمستوى نجاح مجلس الظل الشبابي، بالجهود الذاتية وتفاعل المجلس المحلي في تذليل الصعوبات؛ للتعرف على آليات إدارة شؤون المديرية، التعامل مع مشاكل المجتمع، ومحاولة معالجتها، وتسهيل الزيارات الميدانية إلى عدد من المشاريع؛ للاطلاع على تنفيذها ومتابعة سير العمل فيها.
بدوره أعرب أمين عام المجلس المحلي/ماجد الشاجري عن سعادته بلقاء مجلس الظل الشبابي، مشيدًا بنشاط مؤسسة "ألف باء" في تنفيذ برامج تُعنى بتأهيل الشباب في مجال التمكين السياسي، ورفع مستوى وعيهم حول احتياجات وأولويات المجتمع، وأضاف: "التمسنا في المجلس المحلي نشاط وحماس الشباب في مجلس الظل، ما جعلنا نعتبرهم جهة مساندة في متابعة بعض الإجراءات وإنجاز أعمال أخرى، واتاحوا فرصة أكبر في بذل مزيد من الجهود والإمكانات لمعالجة إشكاليات في بعض الخدمات"، داعيًا إلى أن يطلع كل فرد بدوره من موقعه وقدرته في خدمة المجتمع، واستخدام المنصات الاعلامية والاجتماعية بما يصب في المصلحة العامة.
وعن آراء أعضاء المجلس المحلي والمكاتب التنفيذية في تجربة مجلس الظل الشبابي، التي امتدت طوال شهر كامل، أوضحوا أن الشباب اكتسبوا خبرات ومعارف في العمل القيادي السياسي وكذا في المجال الإداري، حيث تعرفوا على التحديات والمعاناة التي بواجهها المجلس المحلي في تأدية مهامه، ونقلوا صورة صحيحة عنها إلى المجتمع، وفي المقابل تبنوا مطالب واحتياجات المواطنين، وقاموا برفعها إلى محلي المديرية، وحاولوا إيجاد حلول للمشاكل والقضايا، كما أشادوا بمدى التزام الشباب في حضور الاجتماعات، وابدآ اهتمام وتجاوب مع المواضيع المطروحة، ورغبة كبيرة في الاستفادة الفعلية، آملين من الشباب توظيف طاقاتهم بما يسهم في تنمية مهاراتهم وتطوير مداركهم، والتخطيط لتحقيق أهدافهم المستقبلية في مختلف المجالات.
من جانبهم أشار أعضاء المجلس الشبابي إلى إدراكهم تعددية المكاتب التنفيذية الخدمية ومجالات عملها والمهام المناطة بها، وتمكنهم من الإلمام بمشاكل واحتياجات المجتمع والتحديات التي تواجه المجلس المحلي في ظل الظروف الراهنة، وبناء علاقات متينة مع قيادات سياسية محلية وشخصيات اجتماعية بارزة وأفراد مؤثرين في المجتمع، مؤكدين أن تحسين أداء محلي المديرية يتطلب رفع الموازنة التشغيلية والاستعانة بخبرات الكوادر والشباب ذويّ الكفاءات وتخصيص الموارد المُحصلة في النهوض بأوضاع المديرية، منوهين إلى أن بعض المشاكل المجتمعية تستلزم معرفة مكامنها وأسبابها الحقيقية، ويتجاوز حجم بعضها قدرات وإمكانات المجلس المحلي، وتحتاج إلى تدخلات طارئة وعاجلة من ديوان المحافظة أو مؤسسات الدولة.
تتكون مجالس الظل الشبابية من 20 شاب وشابة، تتراوح أعمارهم بين 20 – 30 عام، من مختلف المكونات والأحزاب السياسية من كافة مديريات محافظة عدن، خضعوا في المرحلة الأولى من المشروع المذكور آنفًا لتدريبات نوعية ومكثفة تحت عنوان "المناظرات والحكم المحلي"، تعرفوا من خلالها على مجموعة من المواضيع ذات العلاقة، أبرزها: مفهوم الدولة، المركزية واللامركزية، قانون السلطة المحلية، مفاهيم الانتخابات والشكل الانتخابي، مهام جماعات وحكومة الظل، كيفية تصميم السياسات العامة وصناعة القرار السياسي، إعداد اللوائح وبناء الإجراءات الهيكلية لمجالس الظل المحلية، بالإضافة إلى ماهية الحكم الرشيد.
تقوم مجالس الظل الشبابية بزيارات ميدانية إلى المجالس المحلية في أربع مديريات مستهدفة بالمشروع: المنصورة، خور مكسر، المعلا، وصيرة؛ للتعرف على كيفية إدارة الحكم المحلي، صنع القرار، والمشاركة السياسية، وكذا التعرف عن كثب على مشاكل وهموم المجتمع، إلى جانب عقد ورش نقاشية تتناول آليات عمل المجالس المحلية وكيفية تطوير أدائها، وإقامة مناظرات تجمعها بالمجالس المحلية، ويتجسد الهدف الاستراتيجي من المشروع في التدريب على التمكين السياسي، والتطبيق العملي للمشاركة السياسية، وفي المحصلة تخرج شباب واعٍ وكفوء، مستعد للمشاركة في انتخابات المجالس المحلية القادمة بعد انتهاء الحرب.
تنفذ مؤسسة "ألف باء" مدنية وتعايش" مشروع "التمكين السياسي للشباب" للعام الرابع على التوالي في محافظة عدن، بدعم من الصندوق الوطني الديمقراطي NED، الذي أشاد بفكرة المشروع، وأعتبره الأول من نوعه على مستوى اليمن وكذا المنطقة العربية، ويعتزم الصندوق تعميم المشروع في الدول العربية المجاورة التي تشهد صراعات مُسلحة، بعد نجاح المؤسسة في تنفيذ نسخته التجريبية في اليمن وبشكل خاص عدن.