اخبار وتقارير

الخميس - 08 نوفمبر 2018 - الساعة 08:15 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ وكالات

اعترف المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، اليوم الخميس، بوجود مشاكل أساسية قد تؤخر بدء مشاورات السلام بين أطراف الصراع في اليمن إلى نهاية العام.

وقال غريفيث في مقابلة مع قناة "الحرة" الأمريكية، بثتها اليوم ورصدتها وكالة "ديبريفر" للأنباء: "هناك مشاكل أساسية يجب أن تحل قبل أن ندعي الفرقاء رسمياً للمشاورات، وسأجتمع مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قبل ذلك، وآمل أن أتوصل لهذه الدعوة قبل نهاية العام الحالي".

وأوضح المبعوث الأممي أنه يعمل على أمرين في بدء المشاورات، هما "التأكد من أن تدابير بناء الثقة التي بدأنا بتطبيقها الآن ويمكن أن يتناقش فيها الطرفان"، و "في المشاورات نريد أن نرى إطارا لحل محتمل لهذا النزاع، لنبدأ في الدخول في صلب الموضوع" حد قوله.

وأشار إلى أن دعوة واشنطن مؤخراً إلى وقف الحرب في اليمن والانخراط في محادثات سلام، "ساعدت كثيراً لأنها سمحت بالتركيز على ضرورة أن نقوم بهذه المشاورات".

ويعيش اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.

وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، في 31 أكتوبر الفائت، إنه لا يزال ملتزم بجمع الأطراف اليمنية حول طاولة المفاوضات في غضون شهر، أي أواخر نوفمبر الجاري، كون الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى اتفاق شامل.

لكن غريفيث في حديثه اليوم الخميس، الذي رصدته "ديبريفر"، كشف عن إمكانية تأخر بدء المشاورات حتى نهاية العام الحالي، كما جدد التأكيد بأن "الحل السياسي هو الحل لهذه الأزمة في اليمن، وهذا ما يعتقده مجلس الأمني الدولي، ويجب التركيز عليه، ونرحب بما تقوم به أمريكا وبريطانيا وفرنسا من دعوات لخفض التصعيد والتركيز على السلام".

وأشار إلى أن الفرقاء في اليمن يرغبان في اجراء المشاورات ومقتنعان بذلك، مؤكداً أن "هناك حاجة لضمان أمن الوفد الذي يأتي من صنعاء" في إشارة لوفد جماعة الحوثيين (أنصار الله) الذي تغيب عن مشاورات جنيف التي كان مقرراً عقدها مطلع سبتمبر الماضي، بسبب اشتراطات أمنية.

وفي المقابلة التي رصدتها "ديبريفر"، قال المبعوث الأممي: "ما نحتاجه اليوم هو أن نتناقش مع الفرقاء لنصل إلى خفض التصعيد ونحن أيضاً نراقب الوضع في الحديدة بقلق ولا نريد أن نصل إلى هجوم شامل ومعارك".

واستدرك قائلاً: "أنا مقتنع بشدة بأنه لايجدر بأن تكون هناك شروط مسبقة للحوار. أعتقد أننا عما قريب سندعو للحوار، ولكن دون شروط مسبقة. طبعاً نحن نريد وقف إطلاق النار، ولكن حتى من دون وقف اطلاق النار يجدر أن نتحاور".

وحول المكان الذي سيستضيف المشاورات القادمة بين أطراف الصراع في اليمن، أجاب غريفيث: "حكومات أوروبية أبدت استعداداتها لاستضافة المشاورات، لدينا خيارات وعلينا أن ننتظر قرار الحكومة اليمنية في هذا المجال، أما ما يتعلق بالتاريخ فهو في أقرب وقت ممكن بعد التغلب على الإشكاليات الأساسية لبدء المشاورات".

وفي ما يتعلق بالوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن، أكد المبعوث الأممي أن مكتبه "يحاول أن ينظم اجتماع للمانحين لدعم البنك المركزي اليمني ليكون هناك تماسك بين فروعه في البلاد لتعزيز العائدات ودفع أجور الموظفين لأنهم في شمال اليمن لم يحصلوا على مرتباتهم منذ فترة طويلة، وذلك يؤثر دون شك على الأزمة الإنسانية فنحن نحاول أن نساعد البنك المركزي وذلك يعتبر مساهمة أساسية للمساعدة الإنسانية".

وأضاف: "هناك جهود جارية لدفع أجور المدرسين والعاملين في مجال الخدمات كالمستشفيات والمستوصفات والمدارس لتستمر في تقديم الخدمات إلى المواطنين حتى في أيام الحرب والمحافظة على هذه المؤسسة، ونقوم بعمل كبير في هذا المجال بفضل سخاء الجهات المانحة، مثل دولة الأمارات العربية المتحدة التي أعلنت عن سلسلة من المنح لدفع المرتبات".

وأكد غريفيث ضرورة "استمرار برنامج المساعدات الإنسانية حتى يمكن أن نحوله إلى إعادة بناء المؤسسات وإعادة بناء اليمن بشكل عام. التخطيط في هذا المجال لمساعدة اليمن بعد التوصل إلى حل باشرنا به، الأمم المتحدة تعمل في هذا المجال بالتعاون مع الجهات المانحة"، وفق حديثه لقناة "الحرة".
وأمس الأربعاء، قال المبعوث الأممي إلى اليمن لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن "أي تصعيد عسكري هو أمر لا يساعد جهود استئناف العملية السياسية. لا أحد يرغب في رؤية كارثة في الحديدة".

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية دعت في 31 أكتوبر الفائت، على لسان وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين، إلى وقف الحرب في اليمن والانخراط في المفاوضات نهاية شهر نوفمبر المقبل، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة الماضية، إلى وقف القتال في اليمن، وحول المناطق ذات الكثافة السكانية بشكل فوري والدفع باتجاه محادثات سلام.