اخبار محلية

الجمعة - 20 يوليه 2018 - الساعة 06:09 م بتوقيت اليمن ،،،

ميدي (المرصد)سبأنت ـ رضوان الهمداني :

باستثناء سارية العلم التي تم نصبها مؤخرا الى جوار حائط من الطوب الأحمر ـ سيوضع عليه حجر الأساس لإعادة بناء مدينة ميدي ـ فلا شيء يمكن رؤيته في احياء المدينة سوى بقايا مباني فقدت ملامحها وتكومت على طرق وأزقة المدينة.

واختيرت ساحة في احد احياء المدينة لرفع العلم اليمني وتم تسوية أرضيتها وتغطيتها بحصى أسود، أطلق عليها ساحة " إعادة الأمل " والتي سيتم فيها وضع حجر الأساس لإعادة بناء المدينة بتمويل سعودي.

يقول مدير عام مديرية ميدي علي سراج ان " ملف إعادة اعمار المدينة يحظى باهتمام الجانبين اليمني والسعودي وقريبا سيتم وضع حجر الأساس بعد استكمال الإجراءات اللازمة".

وأضاف " أؤكد لكم ان المدينة في القريب العاجل ستكون مختلفة عما هي عليه الآن .. الأشقاء في المملكة العربية السعودية جادون في إعادة اعمارها وسيتم على مستوى عال من التخطيط والبناء والخدمات".

مدينة ميدي التي كان عدد سكانها 16 الف نسمة تبدوا كمدينة أشباح ، فلاتزال تخلو من أي سكانها منذ اجبروا على مغادرتها قبل أشهر حينما تحصنت فيها ميليشيا الحوثي الانقلابية التي رفضت الانسحاب وتجنيب المدينة الدمار ،وهو ما اضطر الجيش الوطني للجوء للخيار الحسم العسكري لتحريرها في حرب عنيفة استمرت ثلاثة أيام .

وبالإضافة الى تسبب ميليشيا الحوثي في تدمير المدينة ، فقد لجأوا قبيل انسحابهم ، الى نسف بعض المقرات الحكومية والمباني بالعبوات المتفجرة وتفخيخ أخرى كما يقول ضباط في الجيش الوطني .

وأعلن الجيش الوطني تحرير المدينة مطلع ابريل 2018م ، لكن الاحتفال بالنصر لم يجد صدى ، فالمدينة خلت من المدنيين الذين ينتظرون العودة لها بفارغ الصبر بعد إعادة اعمارها كما يقول عبدالله سالم احد أبناء المدينة الذي تحول الى جندي في صفوف الجيش الوطني.

وأضاف " سكان المدينة خسروا كل شيء ..الناس متعبون من النزوح والتشرد ويخشون تأخر اعمار المدينة".

العميد في الجيش السعودي محمد أبو دية احد القيادات العسكرية المطلعة على ملف إعادة الاعمار مدينة مدي يؤكد ان الأمور مبشرة .

وقال " نحن في الجانب السعودي حريصون جدا على إعادة اعمار ميدي ونبشر أبناء المدينة بأنهم سيعودون اليها وهي مكتملة البناء وسيسمعون قريبا ما يسرهم ".

لكن ضابط في الجيش الوطني أعرب عن مخاوفه من تأخر عملية الاعمار.

وقال: " لا اعتقد ان إعادة البناء ستكون قريبة طالما لم يصل الجيش الوطني لمديرية عبس .. ميدي ليست بعيدة عن منطقة حيران التي تمثل خط التماس حاليا بين الجيش الوطني ومليشيا الحوثي ".

وأضاف " عندما نستكمل تحرير حيران ونصل الى مديرية عبس ستكون مدينة ميدي اكثر امانا ويمكن إعادة اعمارها ".

لكن ثمة هاجسا اخر يؤرق الجميع.

فبالقرب من ساحة "إعادة الأمل" كان ضابطا في الجيش اليمني يصدر توجيهات لرفاقه عبر جهاز اللاسلكي " كونوا حذرين.. المدينة محاطة بكمية كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميلشيا ".

ودعا مدير عام المديرية المواطنين الى عدم العودة الى المدينة .. وقال " المدينة مدمرة ولا تزال مليئة بالألغام والمتفجرات وبقايا القذائف رغم تنظيف أجزاء منها .. اما محيطها فلا يزال في غاية الخطورة ".

وغالبا ما يلجئ الحوثيون لزراعة كميات كبيرة من الألغام قبيل انسحابهم من أي مناطق والتي تعد واحدة من اكبر التهديدات التي ستواجه اليمنيون مستقبلا.

ففي تصريح سابق لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) قال مدير المركز الوطني لمكافحة الألغام العميد امين العقيلي أن ميليشيا الحوثي الانقلابية زرعت اكثر من نصف مليون لغم.

وأضاف العقيلي" ان اليمن تعرض لأكبر عملية لزرع الألغام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".

وتبدوا كمية الألغام والعبوات الناسفة هاجسا مقلقا لمدير عام المديرية الذي قال أنه تم التواصل بين الجانبين اليمني والسعودي لتكلف شركة لتنظيف محيط المدينة وما تبقى من متفجرات وقذائف داخل المدينة .
وأضاف " نحن مدركون لحجم الكارثة وكذلك التحالف العربي وخاصة السعودية".